الاحتفال بتصدر فريق بعد ثلاث جولات لم تكتمل مبارياتها، والحزن على خسارة ثلاث نقاط أعادت آخر مراكز عدة في سلم الترتيب فيه من العجلة الكثير، بعد خسارة النصر من الاتفاق أصيب النصراويون بإحباط كبير، لا بأس من انتقاد المستوى والأخطاء الفنية، لكن الشعور بفقدان كل شيء ونحن مانزال في البداية هو الأمر المرفوض في دوري طويل يحمل مفاجآت وتقلبات لا يمكن الجزم بنتائجها النهائية، حتى المنافسون للنصر اقتطعوا جزءا من وقتهم للسخرية بالمرتبة المتأخرة التي احتلها الأصفر بعد الجولة الثانية. الهلال الفريق الذي لا يخرج غالبا سوى بالنقاط الثلاث من مواجهاته بالاتفاق كما يقول التاريخ تلقى هزيمة قوية على أرضه وبين جماهيره من فارس الدهناء، بعد أن كان الأخير متأخرا بهدف، هلاليون كثر لم يقبلوا الخسارة بسهولة فتوجهوا لمسببات غياب الرئيس عن حضور التدريبات، وأمور أشعرتنا أن البطولة ضاعت، مع أن المتابع البسيط يمكنه الحديث عن أخطاء مدرب لم يوفق في الحفاظ على تقدمه، فضلا عن هجوم ضعيف ربما يحتاج قرارات حاسمة وإعادة هيكلة للنهوض به. والحال في الهجوم الأزرق ينطبق على النصر، إدارة النصر تجاهلت مركز رأس الحربة عند اختيار العناصر الأجنبية، والسبب وراء ذلك امتلاكهم المهاجمين الدوليين محمد السهلاوي ونايف هزازي، الأول هبط مستواه وغاب عن التسجيل طويلا، والثاني على الرغم من الإمكانات التي لا تتوفر في لاعب سعودي آخر يخذل كل من منحه الثقة بالغياب عن التدريبات ليحرج مدربه وإدارة ناديه وجماهيره، وهل أدل من ضعف مردود المهاجمين النصراويين عدم تسجيل أسمائهم في سجل الهدافين منذ انطلاق الدوري؟! الاتفاق.. هذا النادي الكبير الذي هبط لدوري الدرجة الأولى استطاعت إدارته الشابة بقيادة خالد الدبل صناعة فريق قوي يقوده مدرب عربي طموح، خرج منتصرا في اختبارين باكرين أمام النصر في الدمام ثم على الهلال في الرياض، طموح البطولة حق مشروع لجميع الأندية، العودة من الدرجة الأولى لا تعني صعوبة الفوز بـدوري جميل، الجهاز الفني يعمل، واللاعبون معظمهم موهوبون صغار في السن يبحثون عن إنجازات لهم ولفريقهم، الإدارة تؤدي واجبها، وما خطوتها الجيدة بطلب طاقم حكام أجنبي لمواجهة الهلال الصعبة، إلا دليل على ثقة مطلقة في إمكانات الفريق في حال وجود صافرة لا تعرف الخوف، تصريحات الدبل قبل المباراة كانت مليئة بالثقة، لقد اهتم بتأكيد عدم الخوف من الهلال وقدرة لاعبيه على إلحاقهم بالنصر وهذا ما تحقق. انتصارا فارس الدهناء أمر إيجابي، المهم أن الفريق يملك اليوم نقاطا جيدة ستساعده على الاستمرار في المنافسة، جماهيره التي حزنت على هبوطه العام قبل الماضي تستحق اليوم الفرح على سرعة العودة لواجهة الأحداث الرياضية في السعودية.
مشاركة :