التستر خلف اسم مستعار؟! - رجاء العتيبي

  • 9/20/2016
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

كان الاسم المستعار للناقد الفني المصري مفيد فوزي (نادية عابد) واستمر يكتب به طوال 18 عاما, والكاتب محمد الماغوط كان يكتب في بدايته تحت اسم مستعار (سومر), والأديبة مي زيادة كانت تكتب تحت اسم (إيزيس كوبيا)، والشاعر اللبناني أنسي الحاج كتب باسم (سراب العارف), وخالد التويجري (ساري), ومها السديري (غيوض), ونواف بن فيصل (أسير الشوق)... إلخ مع حفظ الألقاب. في تقديري لا أجد استخدام الأسماء المستعارة في مجال الفنون والأدب والشعر سلوكاً مرحّباً به في هذا الزمن، زمن قنوات التواصل الاجتماعي وزمن ما بعد الحداثة وزمن الجماهير، لأن الإنسان المبدع بات شخصية مطلوبة جماهيرياً «بشحمه ولحمه»، فالمعجبون يريدون أن يتواصلوا مع نجمهم وجهاً لوجه، ولا يريدون أن يتواصلوا مع مبدع يظلّ بمثابة «الشبح» بالنسبة لهم». والاسم المستعار في هذا الزمن يؤثر سلباً في جماهيرية المبدع ويحدّ من انطلاقته، فهو لدى الكبار من الشخصيات الاعتبارية ـ ربما يكون ـ تعالٍ على الجماهير، ولدى صغار القوم استنقاص بجماهيرهم، هكذا أراه بغض النظر عن الأسباب الأخرى. وإذا ما علمنا أنه في هذا الزمن لا يستطيع أحد أن يخفي نفسه مهما كان؛ وطالما أنه لا يستطيع ذلك، فعليه أن يظهر باسمه الحقيقي، لأن (خصوصية) الأفراد تكاد تكون معدومة مع التقنية الحديثة, وتواصل الناس مع بعضهم البعض, فلا جدوى من التخفي خلف الاسم المستعار, ويتأكد ذلك حينما انكشف للناس كثير من الأسماء المستعارة وبات معروف أصحابها. مهما كانت المبرّرات لا أحد في هذا الزمن يقبل الاسم المستعار يؤكد ذلك كل النقاشات التي تعرضت لهذا الموضوع سواء على مستوى اجتماعي أو على مستوى إعلامي، ويكاد يتفق الجميع على أن الفنون والأدب والشعر والموسيقى التي يمارسها المجتمع لم تعد تدخل في باب الممنوعات أو باب العيب حتى يخجل صاحب الاسم المستعار من إظهار اسمه. المشكلة تكمن في أنّ الاسم المستعار السعودي ما زال له حضوره في مجتمعنا ولا يوجد له مثيل محلياً وعربياً ودولياً على اعتبار أن الآخرين تصالحوا مع ذواتهم وتماهوا مع الزمن ومع وسائله الجديدة، وتخلوا عن الأسماء المستعارة باستثناء الخارجين عن القانون الذين يكثرون في قنوات التواصل الاجتماعي لأهداف سياسية وحركية وهؤلاء خارج موضوعنا. ومن أراد التعرف على الأسماء المستعارة، يمكنه قراءة الكتب التي تطرقت لهذا الموضوع، وهي على سبيل المثال: كتاب (الأسماء والتواقيع المستعارة في الأدب العربي) لمحسن جمال الليل، و (معجم الأسماء المستعارة) ليوسف أسعد، و(معجم التوقيعات المستعارة) لمحمد بن معبّر، و(الأسماء المستعارة للكتّاب السعوديين) لمحمد القشعمي.

مشاركة :