ألقت الشرطة الأميركية أمس الاثنين (19 سبتمبر/ أيلول 2016) القبض على شاب أميركي أفغاني «مسلح وخطير» يشتبه بعلاقته بتفجيري نيويورك ونيوجيرسي السبت بعد إصابته في اشتباك مسلح مع الشرطة التي قالت إنه لم يكن يخضع لمراقبة الشرطة. وأثار التفجيران وحادث طعن نفذه أميركي صومالي يعتقد أنه على علاقة بتنظيم «داعش»، المخاوف في الولايات المتحدة من حدوث اعتداءات إرهابية قبل خمسين يوماً من انتخابات الرئاسة. وأثناء مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الأميركيين إلى «عدم الاستسلام للخوف» في أول تصريحاته حول الهجمات الثلاث التي وقعت خلال 24 ساعة. وقال أوباما «حتى ولو كان علينا أن نتحلى باليقظة وأن نعمل بجد لمنع أعمال العنف المجنونة، علينا كذلك أن نضمن القبض على من يرتكبون مثل هذه الأعمال وإحضارهم أمام العدالة، ونحن علينا دور كمواطنين في ضمان أن لا نستسلم للخوف». وعرضت شبكة «إيه بي سي» صوراً للمشتبه به في تفجيري نيويورك ونيوجرسي أحمد خان رحيمي (28 عاماً) بضمادة على ذراعه اليمنى وكان يحرك رأسه وعيناه مفتوحتان وجسمه مغطى ببطانية أثناء نقله إلى عربة إسعاف في ليندن بولاية نيوجيرسي. وأصيب اثنان من شرطة ليندن في الاشتباك، بحسب ما صرح رئيس بلدية بلدة اليزابيث المجاورة، كريس بولواغ التي يسكنها المشتبه به لشبكة «سي إن إن». وقال إن «رحيمي أصبح قيد الاعتقال. حدث ذلك في اليزابيث أفينيو في مدينة ليندن». وأضاف «أصيب ضابط شرطة في مدينة ليندن في صدره، كما أصيب آخر في يده. كما أصيب رحيمي بعيارات نارية». وأوضح رئيس البلدية أن رحيمي وعمره 28 عاماً «لم يكن على لوائح الشرطة». تهديد الذئب المنفرد جاء اعتقال رحيمي بعد أن نشر «إف بي آي» صورة له وقال إنه «مسلح وخطير» في رسالة نصية بعثت إلى الملايين في منطقة نيويورك. تقع ليندن جنوب غرب اليزابيث في نيوجيرسي حيث عثر رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) على مجموعة من القنابل التي زرعت في محطة قطار، وقاموا بتفكيكها. وترغب الشرطة في التحقيق مع رحيمي لعلاقته بتفجير السبت في حي تشلسي في نيويورك الذي أصيب فيه 29 شخصاً، وانفجار قنبلة أنبوبية صباح السبت في منطقة سي سايد بارك في نيوجيرسي أدى إلى إلغاء سباق نظمته قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز). وقد يكون العثور على مجموعة من القنابل في مدينة اليزابيث مرتبط كذلك بهجومي نيوجيرسي ومانهاتن بنيويورك حيث تم تفكيك قدر مضغوط متفجر وتفكيكه. وقال حاكم نيويورك، أندرو كومو لشبكة «سي بي إس»، «تستطيع أن تحصل في الغالب على أدلة من القنابل غير المنفجرة. وتستطيع أن تحصل على بصمات أصابع وعلى حمض نووي ريبي (دي إن إيه)». وأضاف أن «التحقيق يستهدف حالياً أشخاصاً معينين يمكن أن يوضحوا ما إذا كانت هناك يد خارجية» في التفجيرات. ولا يعرف الكثير عن رحيمي سوى أن عائلته كانت تدير مطعماً وقاضت مدينة اليزابيث في 2011 واتهمتها بالتمييز ضدها بسبب فتح المطعم خارج الساعات المسموح بها. وبعد 15 عاماً من هجمات 11 سبتمبر 2001، يؤكد المسئولون أن هجمات الذئاب المنفردة التي ينفذها أفراد بوحي من آيدلوجية تنظيم «داعش» أو «القاعدة» يشكلون تهديداً إرهابياً أكبر على البلاد. ولم يتضح بعد ما إذا كان شخص واحد أو مجموعة كبيرة هي المسئولة عن التفجيرات والمتفجرات التي زرعت في مدينة اليزابيث. وتبعد سي سايد بارك» نحو 100 كلم عن مدينة اليزابيث و114 كلم عن مانهاتن. ترامب يحذر من مزيد من الهجمات قال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو لشبكة «إيه بي سي» الإخبارية «لدينا الآن قدر أكبر بكثير من المعلومات مقارنة مع 24 ساعة مضت. ويتجه الاعتقاد بأن العمل إرهابي». وانتشرت أعداد كبيرة من رجال الشرطة في نيويورك، وأرسلت تعزيزات إلى محطات الحافلات والقطارات والمطارات. ورغم أنه لم تعلن أية جهة مسئوليتها عن تفجير تشيلسي أو أي من القنابل في نيوجيرسي، إلا أن وكالة «أعماق» الإخبارية المرتبطة بالمتطرفين زعمت في بيان أن الهجوم نفذه «جندي للدولة الإسلامية». وصرحت المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون أمس أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استثمار «المزيد من الوقت والموارد» لمواجهة تهديد الذئاب المنفردة. وصرحت في نيويورك أن «عملية التجنيد والإقناع بالتطرف التي تجري على الإنترنت يجب رصدها ومنعها بشكل أقوى». وتوقع منافسها الجمهوري وقوع المزيد من الهجمات وانتقد ما وصفه بسياسات واشنطن «الضعيفة» في فتح الأبواب أمام «عشرات آلاف» المهاجرين الأجانب. وأكد في تصريح لتلفزيون فوكس «علينا أن نكون أقسى بكثير (...) أعتقد أن هذا أمر قد يحدث بشكل متزايد في جميع أنحاء البلاد».
مشاركة :