رفض الأردن أربعة طلبات قدمتها جهات إيرانية لفتح باب السياحة الدينية للإيرانيين بشكل منظم في البلاد، وفق ما كشفه مسؤول أردني رفيع. وقال المسؤول الأردني الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن الطلبات الأربعة تقدمت بها جهات إيرانية خلال ثلاثة أعوام، موضحا أن الرفض بسبب الظروف السياسية في المنطقة وبعض المواقف الإيرانية التي أسهمت في انتشار الفكر المتطرف. وأضاف أن ثلاثة طلبات منها تقدم بها مسؤولون رسميا خلال العامين 2014 و2015، لتدشين هذه السياحة، إلا أنها قوبلت بالرفض، مشيرا إلى أن الطلب الرابع تقدمت به شركة سياحية تعمل بين إيران والعراق العام الحالي. وقال إن سياسة الأردن تجاه بناء الحسينيات الرفض لأنه ليس لدينا شيعة وهناك أفراد متفرقون، لكن ليس لدينا طائفة، وفكرة الحسينيات مرفوضة تماما، كما أن أي ترتيبات خاصة للشيعة مرفوضة. وشدد المسؤول الأردني على أن مبدأ زيارة المقامات في المزار الجنوبي من إيرانيين أو عراقيين حاليا بشكل منظم غير مقبولة حاليا. وكان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الأسبق محمد نوح القضاه أفصح، أن السلطات الإيرانية طلبت مرارًا من الأردن بالسماح ببناء حسينيات للشيعة وفتح باب السياحة الدينية في البلاد، مبينًا أن تلك الطلبات قُوبلت بالرفض. وبين القضاة أن سبب الرفض جاء استنكارًا للسياسة التي تتبعها إيران والمتمثلة بإذكاء نار الطائفية. وطالب القضاه، خلال مقابلة له مع جريدة «الرأي» الأردنية السبت الماضي، بضرورة تحصين المجتمع من بناء أوكار تسيء إلى الصحابة. ويقع ضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب - أحد قادة معركة مؤتة - على بعد 140 كيلومترًا عن العاصمة عمان، إضافة إلى مواقع سياحية دينية أخرى في الأردن شكلت أهمية لأتباع المذهب الشيعي خاصة إيران. وشهدت محافظة الكرك الأردنية عام 2013 حادثة تمثلت بقيام أبناء المحافظة بحرق مبنى تابع لطائفة البهرة الشيعة والموجودة في الهند والمقربة من إيران احتجاجًا على إقامته بالمنطقة ومستنكرين وجودهم سواء كانوا مقيمين أو زوارًا. ويضم المزار الجنوبي في الكرك أضرحة كل من الصحابيين «زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة» إضافة إلى ضريح «جعفر بن أبي طالب»، وتنتشر عشرات الأضرحة والمقامات للصحابة في الأغوار الأردنية. يشار إلى أنه يغلب على طبيعة العلاقات الأردنية الإيرانية التوتر، خاصة أن إيران لم تكف عن تهديد أمن المنطقة عامة والأردن بشكل خاص. وكانت السلطات الأردنية المختصة قد كشفت، منتصف العام الماضي، عن تفاصيل مثيرة لمخطط لعميل ينتمي لـ«فيلق القدس» الإيراني، كان يهدف للقيام بأعمال إرهابية على الساحة الأردنية، بعد أن ضبط بحوزته 45 كلغم من مادة شديدة الانفجار، كانت مخبأة في منطقة ثغرة عصفور شمال الأردن. ووفق لائحة اتهام فإن المتهم اسمه خالد كاظم جاسم الربيعي ويحمل الجنسيتين العراقية والنرويجية. وجرى إلقاء القبض عليه في الثالث من أبريل (نيسان) العام الماضي، بعد أن أسندت إليه النيابة العامة لدى محكمة أمن الدولة ثلاث تهم هي، الحيازة والتعامل بمادة مفرقعة بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية، والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والانتساب إلى جمعية غير مشروعة (فيلق القدس) بقصد ارتكاب أعمال إرهابية. فيما لا يكف المسؤولون الإيرانيون عن الإدلاء بتصريحات عدائية بحق المملكة الأردنية. ويعد مقام الصحابي جعفر بن أبي طالب في قرية المزار الجنوبي في الكرك واحدا من أهم المزارات للشيعة. وشهدت أعداد السياح الإيرانيين إلى المزار الجنوبي انخفاضا حادا، فبعد أن زار 65 ألف إيراني المملكة على شكل سياحة دينية انخفض الكثير في عام 2013 إلى النصف وما زال في انخفاض، إلا أن إيران بعد نسخة الربيع العربي عادت لتكرار طلباتها بالسماح لها بناء حسينيات للشيعة وفتح باب السياحة الدينية في البلاد.
مشاركة :