الانتقائية في المقالات أصبحت أمراً دارجاً في الأعوام الأخيرة، بل انها أعمت أعين المُنصفين قبل المشجعين والمنصفون هنا هم الذين كانوا يتمتعون بذائقة القراءة ويفندون المحتوى لأي مقال أو فقرة يُسطرها كاتب أو صحافي ويقابلونها بالتأييد أو الرفض أو حتى مشاطرته جزء مما تطرق إليه بغض النظر عن ميوله. أما الآن فالمعايير تغيّرت كون التعصب أعمى الذائقة وطغى على العقلانية؛ وباتت المقاييس التي يُقيم فيها ذلك بنظر المتعصبين هي ماذا (يُشجع) وإلى أي فريق ينتمي الكاتب. والأمر ليس بتلك السوداوية لكن هناك نوراً ظاهراً في آخر النفق بوجود بعض الكتاب الذين يحاولون تعزيز مفهوم النقد البناء بعيدا عن التعصب، من باب أن الإعلام هو الصوت الذي بواسطته تنقل الأحداث ويتم التعليق عليها. السؤال الذي يتم تداوله في هذا المجال هو متى تحضر العقلانية؟. نتمنى أن نرى ذلك المجتمع الذي يطرد التعصب وينبذ من يدعو إليه، ونتمنى أن نرى عقلية المتلقي وهي لا تنجر خلف كتابات بعض المتعصبين. تقييم ما يكتبه الكاتب يعود بالدرجة الأولى للكاتب نفسه وما يمليه عليه الضمير المحايد، وما يمليه عليه أيضا النظرة التي يجب أن يظهر بها للمتلقي. الشواهد كثيرة، على سبيل المثال لا الحصر الدكتور عبدالله البرقان على الرغم مما قدم فلا يزال هناك من يسيء لعمله كون ميوله لا يوافقه، لماذا أصبحنا ننظر للون لا للمحتوى سؤال محير لا أجد له إجابة سوى تدني رؤية أولئك الذين لم يتركوا للصغار شاردة وواردة إلا وطبقوها بل ان الصغار لا تلقى عليهم الملامة كونهم لا يدركون بل تلبس أصابع الاتهام نحو أصحاب تلك العقول التي دفعتهم لتصنيف كل مبادئ حياتهم حسب ميولهم، رحم الله رياضتنا وعافى تلك العقول التي أساءت للمشهد الرياضي بكل معاني الإساءة؛ والغريب أنهم يتساءلون متى تعود رياضتنا؟، عالجوا عقولكم قبل أن تعالجوا الأخطاء وأولها صفاء النية!.
مشاركة :