الممثلة جيسيكا ألبا سيدة أعمال غير تقليدية. ترأس شركة The Honest Company بعدما حوّلت صحتها الهشة (كانت مصابة بالربو) إلى منفعة صناعية! تدرك النجمة أن الصحة مرادفة لكل ما هو طبيعي. لذا عملت على ابتكار مستحضرات تجميل تخلو من العناصر السامة. منذ خمس سنوات، تقدّم لنا عالماً بعيداً عن الجزيئات القاتلة، بدءاً من الطبقات القابلة للتحلل وصولاً إلى الواقيات الشمسية. لكنها سرعان ما تخلع زي سيدة الأعمال وتستعيد جاذبيتها وتجد الوقت لتصوّر بعض الأفلام. في فيلم الحركة Mechanic Resurrection (القيامة الميكانيكية)، تؤدي جيسيكا ألبا دور جينا، حبيبة آرثر بيشوب (جيسون ستاثام). كان هذا القاتل المأجور الشهير يظنّ أنه يستطيع نسيان ماضيه إلى أن تُخطَف حبيبته ويضطر إلى إنقاذها خلال 36 ساعة. تقول ألبا: «ما كنت لأفوّت فرصة التمثيل مع جيسون لأي سبب. أنا من أكبر المعجبين به! ولا يمكن أن أرفض قصة حب ظروفها غريبة بهذا الشكل. لكن كان يجب أن يكون العمل مقنعاً كي أوافق على ترك عائلتي وعملي». صوّرت الممثلة الثلاثينية أكثر من 35 فيلماً منذ بداياتها. لكن لا تتكل هذه السمراء الجذابة على أمجادها الغابرة. حتى أن حتى ولادة ابنتَيها أونور ماريا (8 سنوات) وهافن غارنر (5 سنوات) لم تبعدها عن مواقع التصوير. لكنها بدأت منذ أربع سنوات تكرّس نفسها لشغف جديد. تغيّر جذري نشأت جيسيكا في كاليفورنيا ولطالما اهتمّت بالمسائل البيئية. في صغرها، كانت مصابة بالربو وبحساسية تتخلّلها نوبات من الالتهاب الرئوي. لذا كانت تتنقل بين المستشفيات بدل الاستمتاع باللعب. مع مرور الوقت، أدركت ضرورة استعمال المنتجات الطبيعية، وحوّلت فكرتها إلى أسلوب حياة يرتكز على فرز النفايات وتناول المنتجات العضوية وتصفية الماء. لكن حصل التغيّر الجذري بعد سنوات، حين أصيبت ابنتها الكبرى بحساسية قوية نتيجة ارتداء ملابس مغسولة بمنتج تقليدي يعجّ بعناصر سامة. أمضت الممثلة حينها ليلة كاملة وهي تجري البحوث حول منتجات التنظيف، ثم خطرت لها فكرة إنشاء شركتها الخاصة التي تبيع منتجات صديقة للبيئة. تتألف منتجاتها من طبقات قابلة للتحلل لتنظيف النوافذ مروراً بواقيات شمسية طبيعية. تشمل الشركة أكثر من 500 موظف وتبلغ قيمتها اليوم 1.7 مليار دولار! ظهرت رئيسة الشركة التي تُعتبر من أهم سيدات الأعمال الأميركيات على غلاف مجلة «فوربس» في السنة الماضية، وتؤكد ألبا أنها تكرّس نفسها للمشروع لدرجة أن السينما ربما تصبح مجرّد هواية في حياتها. حالمة وواقعية في آن لا تنسى النجمة المجد الذي حصلت عليه في هوليوود وما زالت تستمتع بتصوير الأفلام حتى الآن، لكنها تعتبر عملها في الشركة مسألة جدية وتحرص على مراقبة مسار نشوء المنتجات وتغليفها. تبدو مقتنعة بضرورة تغيير نمطنا الاستهلاكي، ووسّعت منذ فترة نشاطاتها وأطلقت خطاً من مستحضرات التجميل الصديقة للبيئة فحققت نجاحاً ضخماً. توضح ألبا: «شكّك كثيرون بقدراتي التمثيلية، لكنني حوّلتُ ذلك الجرح إلى محرّك للتقدم. أستعمل المبدأ نفسه اليوم كي أمضي قدماً. لكن لا يُفاجأ الأشخاص الذين يعرفونني بما أحققه. باختصار، أنا امرأة حالمة لكنني واقعية في الوقت نفسه». تتابع: «لطالما اعتبرتُ هوليوود مكان عمل حيث نتعرّض للرفض أكثر من القبول. إنه عالم تنافسي بامتياز ويجب أن نقدم فيه كل ما لدينا. لا يكون جميع الناس مستعدين للتضحية لأجل تحقيق النجاح بل إنهم قد يتراجعون حين يواجهون أبسط عائق. شخصياً، لا أستسلم مطلقاً ولا أخشى شيئاً لا في مجال الأعمال ولا التمثيل». نقل الشعلة خلال أربع سنوات، ستبلغ ابنتها أونور 12 سنة، وهو العمر الذي مثّلت فيه جيسيكا ألبا فيلمها الأول. هل ستكون مستعدة لنقل الشعلة إلى ابنتها؟ تجيب: «طبعاً لا! كان والداي في السابعة عشرة والثامنة عشرة من عمرهما حين أنجباني وبذلا قصارى جهدهما لتربيتي. وكان دخول مجال السينما في حالتي وسيلة لاكتشاف عالم جديد. لكن يسمح لي وضعي الراهن بتحمّل تكاليف تعليم ابنتَيّ وإعطائهما كل ما حُرِمتُ منه في صغري لأسباب مادية. لحسن الحظ، لا تعترض أونور على هذه الخطة حتى الآن». في ما يخص مشاريعها المقبلة، تقول ألبا: «اليوم أودّ أن أفعل ما أشاء ولا أكترث برأي الناس. بعد سنوات من الإجهاد والقلق لتأسيس شركتي، يمكنني أن أسترخي أخيراً. لكنني قد أضطرب حين أشعر بأنني أسابق الوقت. في عطلة نهاية الأسبوع أحلم بكل بساطة بأن يحضّر زوجي الفطور للفتاتَين كي أتمكّن من النوم لفترة أطول».
مشاركة :