هيمنت الحرب الأهلية السورية، وملف اللاجئين والمهجرين، بالإضافة الى موضوع تصاعد النزعة الشعبوية حول العالم، خصوصا في الديمقراطيات العريقة مثل الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا، على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي كلمته، أمام الدورة الحالية، التي انعقدت تحت عنوان "الأهداف الإنمائية المستدامة: دفعة عالمية لتغيير العالم"، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الى "تعزيز التعاون الدولي، وضمان احترام حقوق المهاجرين واللاجئين في مختلف أنحاء العالم"، مضيفا أن "اللاجئين والمهاجرين غالبا ما يواجهون كراهية". والمسلمون بوجه خاص يواجهون "أفكارا مسبقة وشبهات". وأضاف، أمام الجمعية العام للأمم المتحدة: "أقول للقادة السياسيين والمرشحين: لا تنخرطوا في معضلة سياسية ساخرة وخطيرة تقول إنكم تكسبون الأصوات من خلال تقسيم المواطنين وترسيخ الخوف". وأشار الى أن "مستقبل سورية يجب ألا يبنى على مصير رجل واحد"، في إشارة واضحة إلى رأس النظام الحاكم بشار الأسد. ولفت بان كي مون، الذي يلقي آخر كلمة له كأمين عام، الى أن "الصراع السوري أسفر عن إزهاق مئات الآلاف من الأرواح بمشاركة العديد من المجموعات من بينها الحكومة السورية التي لا تزال تلقي بالبراميل المتفجرة وتمارس التعذيب المنهجي ضد آلاف المعتقلين، وذكر "أن اجتماعات الجمعية العامة يحضرها ممثلون عن حكومات تجاهلت أو سهلت أو مولت أو شاركت أو حتى خططت لتنفيذ فظائع على يد جميع أطراف النزاع السوري ضد المدنيين السوريين". وانتقد الأمين العام الهجوم على قافلة مساعدات إنسانية في سورية أمس الأول قائلا إن "هجوم الأمس مقزز ووحشي، كما انه يعد أحدث مثال على حقارة هذا الصراع، والذي ارتكبته مجموعة من الجبناء". وأكد أن "جميع مؤيدي آلة الحرب في سورية ستبقى أيديهم ملطخة بالدماء، لاسيما أن الهجوم أدى الى وقف تقديم المساعدات للمحتاجين خوفا من هجمات مماثلة". وفي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التقدم الذي أحرزه الاندماج العالمي، وشجب الرغبة الانعزالية لبناء الجدران، إن تزايد عدم المساواة الاقتصادية ادى إلى زيادة الطائفية العرقية والدينية، وكذلك النزعة القومية العدوانية والشعبوية. وأضاف أوباما "اليوم الدولة المحاطة بأسوار تسجن نفسها فقط"، في إشارة إلى دعوات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب لبناء جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وأكد ضرورة أن تعمل الدول معا لضمان تقاسم الفوائد الناتجة عن الاندماج العالمي، مشددا على أن "الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة في سورية". وقال: "لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم، وعلينا أن نبذل جهودا دبلوماسية حثيثة تهدف الى وقف العنف وتوصيل المساعدات للمحتاجين".
مشاركة :