نصب بوابة تدمر المدمرة على يد «داعش» في ساحة بلدية نيويورك

  • 9/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك (وام) تم أمس نصب البوابة التاريخية لمعبد تدمر في مدينة نيويورك في الساحة الرئيسة أمام بلدية نيويورك برعاية دولة الإمارات، وبالتعاون مع «اليونسكو»، وجامعتي أكسفورد وهارفارد، وهي نسخة مرممة ثلاثية الأبعاد لقوس النصر في مدينة تدمر الذي تعرض للتدمير على يد تنظيم «داعش» الإرهابي. حضر نصب البوابة معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي المستقبل، وجمع من المتخصصين والمهتمين والسياح. وتأتي إقامة هذه البوابة ضمن شراكة استراتيجية بين دولة الإمارات مع منظمة «اليونسكو» ومعهد الآثار الرقمية البريطاني المشروع المشترك بين جامعتي أكسفورد وهارفرد المرموقتين، وذلك في إطار مشروع عالمي يهدف إلى توثيق تفاصيل المواقع الأثرية في المنطقة بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، ومن ثم إعادة بنائها بالكامل من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لحمايتها والحفاظ عليها من الاندثار في حال تعرضت لمخاطر تهدد وجودها باعتبارها إرثا حضاريا إنسانيا. وأكد معالي محمد عبدالله القرقاوي، أن المشروع هو رسالة من الإمارات بأن تاريخ المنطقة أكبر من أي أيديولوجيات أو أفكار متطرفة تحاول محو هوية المنطقة وتاريخها، وقال معاليه: إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «بأن ما يدمره أعداء الحضارة نحييه.. وما يهدمونه نقيمه.. وبأن حضارة المنطقة هي تراث عالمي نشترك جميعاً في الحفاظ عليه وإحيائه». ويستخدم المشروع الذي يرعاه متحف المستقبل تقنيات تصوير متقدمة لتصوير ومسح وتخزين مليون صورة من آثار وحضارة المنطقة حفاظاً عليها لمستقبل الإنسانية.. ويمكن المشروع الجديد الدول والمنظمات العالمية والمتخصصين كافة من إعادة إنتاج المعالم التاريخية للمنطقة بدقة متناهية باستخدام التقنية ثلاثية الأبعاد. وأضاف معاليه: «الإرث الحضاري والشواهد التاريخية على عراقة حضارات دول المنطقة تحظى بمكانة خاصة في ذاكرة شعوب العالم، ولها أهمية علمية ومعرفية، فهي عناصر مهمة لتحديد هوية المجتمعات وملامح مستقبلها». وقال معاليه: «رسالتنا العالمية في الإمارات هدفها الحفاظ على الحضارة الإنسانية وانتقالها للأجيال القادمة، بما ينسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للحفاظ على التراث كونه جزءاً من تأصيل الفكر الحضاري ومصدر إلهام للمبتكرين والرواد لتطويره والبناء عليه لمواكبة متطلبات استشراف المستقبل وصناعته. وأضاف معاليه: «في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، يبرز دور الجيل القادم من التكنولوجيا في الحفاظ على آثار وتراث دول المنطقة من الاندثار والتدمير، لتبقى شواهد حية وماثلة أمام الأجيال القادمة على تاريخ حافل بإنجازات الإنسانية على مر العصور في دول المنطقة والعالم». جاء ذلك ضمن كلمة معاليه، التي ألقاها بمناسبة إزاحة الستار عن نموذج قوس تدمر المطبوع بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، ضمن مشروع مشترك بين مؤسسة دبي للمستقبل ومنظمة «اليونسكو» وجامعتي هارفارد وأكسفورد؛ بهدف تصوير وتوثيق المواقع الأثرية المهددة بالتدمير والاندثار في المنطقة العربية، وإعادة طباعتها باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد. وأكد معاليه أن دولة الإمارات ترسل رسالة واضحة من خلال هذه المبادرة لكل من يظن أنه قادر على محو صفحات التاريخ المشرق وتدمير شواهد الحضارة الإنسانية في المنطقة من خلال أعمال التخريب والتدمير والتطرف، كما أن دولة الإمارات وشركاءها من الدول الصديقة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية ستركز جهودها على إعادة بناء كل ما تم وسيتم تدميره، إيماناً منها بأن الحضارة الإنسانية ملك للجميع والحفاظ عليها حق راسخ للأجيال القادمة في المنطقة وفي العالم أجمع. وسلط معاليه الضوء على المحطات التاريخية المختلفة لمدينة تدمر منذ عصور الإغريق مرورا بالرومان والدولة البيزنطية، وصولاً إلى العصر الإسلامي، حيث كانت تدمر جامعة لحضارات العالم ومركزاً تجارياً حيوياً ومقصداً للمفكرين والمخترعين والمبتكرين، ونموذجاً للتعايش السلمي والتسامح بين مختلف فئات المجتمع على اختلاف أعراقهم وأديانهم وثقافتهم، مشيراً إلى قرب هذا النموذج الحضاري لدولة الإمارات والأسس التي بنيت عليها. مبادرة «المليون صورة» تأتي إقامة هذا النموذج من قوس النصر التاريخي ضمن شراكة استراتيجية بين مؤسسة دبي للمستقبل مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» ومعهد الآثار الرقمية البريطاني، المشروع المشترك بين جامعتي أكسفورد وهارفرد، وذلك في إطار مشروع عالمي يهدف إلى توثيق تفاصيل المواقع الأثرية في المنطقة بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، ومن ثم إعادة بنائها بالكامل من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لحمايتها والحفاظ عليها من الاندثار في حال تعرضت لمخاطر تهدد وجودها باعتبارها إرثاً حضارياً إنسانياً. كما تم على هامش الحدث إطلاق معرض للصور ثلاثية الأبعاد، والتي تم استلامها عبر منصة «المليون صورة» المبادرة العالمية التي تدرج ضمن نفس المشروع، والتي تهدف إلى تحفيز الجمهور والمؤسسات الإعلامية العاملة في الدول ذات المناطق الأثرية المهددة بالتدمير إلى تصوير الآثار بتكنولوجيا التصوير ثلاثي الأبعاد، وإرسالها للمنصة ليتم بعد ذلك طباعتها وإعادة بنائها حيث تم إطلاق هذه المبادرة في شهر أبريل الماضي في مدينة لندن ووصل عدد الصور حتى الآن إلى 300 ألف صورة لمناطق وآثار مختلفة. كما يصل حجم القوس الذي تمت إزاحة الستار عنه إلى ثلثي قوس النصر الأصلي في مدينة تدمر حيث يبلغ طوله 5.5 متر، وقد تم استخدم الرخام لإعادة بنائه باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وكانت مؤسسة دبي للمستقبل قد نصبت في وقت سابق نموذج قوس النصر، والذي يعتبر البوابة التاريخية في مدينة تدمر في العاصمة البريطانية لندن في ميدان الطرف الأغر أمام المتحف الوطني البريطاني لمدة 3 أيام.

مشاركة :