اضطر العشرات من مواطني محافظة ذمار إلى هجر منازلهم والنزوح إلى محافظات أخرى، بسبب استمرار ميليشيات الحوثيين الانقلابية في تجنيد أطفالها والزج بهم إلى جبهات القتال المشتعلة. وقال المركز الإعلامي –نقلا عن مصادر محلية– إن عددا من أهالي المحافظة طلبوا من الحوثيين عدم استيعاب أبنائهم في صفوف الميليشيات المسلحة، والسماح لهم بإكمال دراستهم، إلا أن قيادة الانقلابيين رفضت الاستجابة لذلك الطلب، وهددت أولياء أمور الأطفال بطردهم من بيوتهم إذا أصروا على موقفهم، وعندما حاول الأهالي الاستغاثة بمشايخ قبائلهم، لم يجدوا منهم الدعم، بسبب تواطؤ كثيرين منهم مع الانقلابيين الذين اعتادوا على دفع مبالغ مالية منتظمة لهم. وتابع المركز بالقول، إن المئات من أطفال مديرية جبل الشرق لقوا حتفهم في القتال المندلع في عدد من جبهات القتال، وإن عشرات السيارات المحملة بجثث الأطفال القتلى دأبت على دخول المديرية بصورة أسبوعية، ورغم محاولات الأهالي المتكررة للنأي بأبنائهم عن تلك المحرقة، إلا أن محاولاتهم كلها باءت بالفشل. وكانت الجماعة الانقلابية حاولت في مرات كثيرة استمالة أولياء أمور الأطفال، وتعهدت لهم بعدم إرسال أبنائهم إلى جبهات القتال، وأن دورهم سيقتصر على بعض الخدمات اللوجستية وحراسة المواقع الإستراتيجية، إلا أن الأهالي كانوا يفاجؤون في معظم الأحيان بأن أطفالهم سيقوا إلى جبهات القتال، ويشاركون فيها فعليا، بعد دورات تدريبية قصيرة لا تتجاوز أسبوعين. وإزاء استمرار الأوضاع في المحافظة المذكورة، لم يجد بعض الأهالي حلا سوى النزوح عن منازلهم، وتقديم سلامة أبنائهم على البقاء.
مشاركة :