أوباما: روسيا تحاول استعادة مجدها السابق «من خلال القوة»

  • 9/21/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا اليوم (الثلثاء) بمحاولة استعادة مجدها السابق باستخدام القوة، وسط تدخل موسكو العسكري في سورية واتهامها بالتدخل في أوكرانيا. وقال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «في عالم شهد أفول عصر الامبراطوريات، نرى روسيا تحاول استعادة مجدها المفقود من خلال القوة». وأكد أوباما في آخر كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الديبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة في سورية منذ أكثر من خمس سنوات. وقال «لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم، وعلينا أن نبذل جهوداً ديبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وتوصيل المساعدات للمحتاجين». في المقابل، حمّل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم النظام السوري «مسؤولية فشل» وقف إطلاق النار في سورية. وقال هولاند «ليس لدي سوى كلمة واحدة: هذا يكفي» في إشارة إلى ضرورة وقف القتال في سورية، قبل أن يعلن أن النظام السوري «مسؤول عن فشل» وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة ورسيا. بدوره، ندد منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثلة للمعارضة السورية رياض حجاب اليوم بـ «الضعف التام» للمجتمع الدولي و«انعدام المصداقية» في الجهود الديبلوماسية لإعادة الهدنة في سورية. واتهم حجاب في مقابلة مع عدد من الصحافيين دمشق وموسكو بالمسؤولية عن قصف قافلة مساعدات إنسانية أمس في حلب مؤكداً حيازته «معلومات مؤكدة». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر اليوم أن وقف إطلاق النار في سورية «لم ينته» على رغم استئناف القصف في هذا البلد، وذلك بعد محادثات مع روسيا وعدد من الأطراف الرئيسة المعنية بالملف السوري. وقال كيري في تصريحات مقتضبة للصحافيين أثناء مغادرته فندق في نيويورك عقب لقاء «المجموعة الدولية لدعم سورية، إن المحادثات ستستأنف مجدداً في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأكد كيري أن «وقف إطلاق النار لم ينته» بعد يوم من إعلان الجيش السوري انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعاً وبدء حملة قصف جديدة ضد المدن التي يسيطر عليها المعارضون. وأكد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أنه لا يزال هناك أمل في إحياء وقف إطلاق النار، إلا أنه أقر بأن المشاركين في المحادثات اتفقوا أنه في خطر. والتقت المجموعة التي تضم 23 بلداً برئاسة كيري ولافروف في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال المشاركون إن المحادثات كانت قصيرة ومتوترة. وصرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون للصحافيين أن «الجو السائد كان أن أحداً لا يريد التخلي عن وقف إطلاق النار». وأضاف: «بصراحة فإن عملية كيري ولافروف هي المساعي الوحيدة الآن وعلينا أن نعيدها إلى مسارها». وصرح وزير خارجية فرنسا جان-مارك إرولت أن الاجتماع كان متوتراً، إلا أنه قال إن على الدول الأخرى أن تساعد موسكو وواشنطن الآن في التغلب على الخلافات. وقال: «كان اجتماعاً دراماتيكياً، والجو العام كئيباً. هل يوجد أمل؟ لا أستطيع الإجابة عن ذلك بعد، لكن علينا أن نبذل كل ما بوسعنا». وأضاف: «المفاوضات الأميركية - الروسية وصلت إلى حدها. والكثير لم يقل بعد. الروس والأميركيون لا يمكنهم أن يقوموا بذلك وحدهم». ويتواجد الوزراء في نيويورك لمدة أسبوع للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال مسؤولون إنهم سيحاولون الاجتماع مرة أخرى لإجراء محادثات حول سورية. وكانت روسيا قالت في وقت سابق اليوم، إنها مستعدة لمواصلة العمل على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سورية. وقال مسؤول روسي للصحافيين طلب عدم نشر اسمه إن «حقيقة أننا هنا وأننا نشارك في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية تأكيد لرغبتنا في مواصلة العمل. لا يمكنكم فقط التخلص من كل ما حققنا خلال عام». من جهته، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ «وقف القتال» في سورية، وقال «أدعو كل الذين لديهم نفوذ للعمل من أجل وقف القتال وبدء المفاوضات» تمهيداً لانتقال سياسي. وأضاف أن النزاع في سورية هو النزاع «الذي يوقع أكبر عدد من القتلى ويتسبب بأكبر قدر من زعزعة الاستقرار» مهاجماً بشكل أساسي نظام بشار الأسد. وقال في هذا الإطار «الكثير من المجموعات قتلت مدنيين أبرياء، ولكن أياً منها لم يقتل بقدر الحكومة السورية التي تواصل استخدام البراميل المتفجرة ضد مناطق سكنية وتعذيب الأسرى بشكل ممنهج». وانتقد جميع الأطراف «التي تغذي آلة الحرب»، مشيراً إلى وجود ممثلي حكومات في قاعة الجمعية العامة «سهلوا ومولوا وحتى شاركوا في فظاعات ارتكبت من قبل جميع أطراف النزاع». إلى ذلك، صنّفت وزارة الخارجية الأميركية «جماعة جند الأقصى» المسلحة في شمال سورية على أنها تنظيم إرهابي، في خطوة لتجميد أي أصول قد تكون للجماعة في الولايات المتحدة ومنع الأميركيين من التعامل معها. وفي بيان نشر اليوم قالت الوزارة إن الجماعة كانت جزءاً من «جبهة النصرة» التي كانت تتبع تنظيم «القاعدة» وتعتبرها الولايات المتحدة أيضاً «تنظيماً إرهابياً» لكنها «انفصلت وبدأت تنفذ عملياتها بشكل مستقل». وأضافت: «لكنها على رغم الانقسام لا تزال متحالفة بشكل صريح مع جبهة النصرة (التي غيرت اسمها لجبهة فتح الشام)»، مستشهدة بتفجيرين انتحاريين نفذتهما «جند الأقصى» في آذار (مارس) 2015 ومذبحة في قرية في شباط (فبراير) 2014 ما أسفر عن مقتل 40 مدنياً. والتصنيف الرسمي بالإرهاب هو أحد السبل التي يهدف من خلالها المسؤولون الأميركيون لحرمان جماعات وأفراد من الوصول إلى النظام المالي الأميركي. وقالت الوزارة: «تحرك اليوم يخطر الشعب الأميركي والمجتمع الدولي بأن جند الأقصى ضالعة بشكل نشط في الإرهاب». و«جند الأقصى» واحدة من جماعات المعارضة المسلحة العديدة التي تحارب الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه في محافظة حماة.

مشاركة :