استشاطت وسائط التواصل الاجتماعي غضبا لما جري ويجري في وزارة النقل من خلافات وصراعات بين الوزير ومرؤسيه .. واولها عندما قرر الوزير نقل مقر هيئة الطيران المدني الي مدينة الرياض .. واخرها عند قبوله الفوري لاستقالة احد التنفيذيين في قطاع الملاحة الجوية لخلاف علي الصلاحيات . انني هنا لن اناقش حيثيات الازمات والخلافات في وزارة النقل بين الوزير وموظفيه ..فهذه امور داخلية تخضع للنظام والصلاحيات المخولة للوزير ومرؤوسيه في وزارة النقل .. انما اناقش انماط السلوك الاداري المتعجرف والمتسلط لبعض المسؤولين والمديرين السعوديين ..وهم يقودون أعمال وزاراتهم واداراتهم .. وهم ( منشايين) .. لقد اصبت بصدمة وذهول وانا اعيد بحث وتحليل مايجري بين الرؤساء والمرؤسين .. ومدي تأثير ذلك علي مقدرات الوزارات والاجهزة والشركات والمؤسسات .. ونحن مقدمين علي خطة التحول 2020 وتوجهات ورؤية المملكة 2030 .. هل هذا هو نمط المديرين الذين سيقودون المستقبل ؟ يكفي عزيزي القارئ ان يكون امامك ثلاثة او اربعة نماذج لمديرين يعتقدون ان المواطنين او الموظفين ( مدلعين) واخر ينكر علي المواطن حقوقه ويقول بلا مواطن .. بلا بطيخ ..وثالث يقول لاحد التنفيذيين ( بلاشي بربرة) وما خفي كان اعظم ..!! خوفي ان هذا التطاول ..وهذا الصلف في التعامل من قبل بعض الرؤساء يصبح ثقافة وسمة ادارية؟ ! سوف لن اتسامح واتساهل واجد الاعذار لهؤلاء المسؤولين! ! او ان نعتبرها فلتات لسان غير مقصودة نظرا لحساسية الامور حيث ان الموضوع اخطر من ذلك بكثير .. انها الفجوة بين الاجيال ..اجيال القيادة والادارة وهم من الكبار وطاعني السن ثقافتهم الادارية اكتسبوها من الافكار السلطوية العتيقة ذات المسار الهرمي التقليدي في الادارة ..وبين جيل من الشباب معاصر لما يجري حوله محليا وعالميا ..ويشارك اقرانه في العالم قيم ومفاهيم الادارة الحديثة التي اساسها العمل الجماعي .. والتواصل الفعال بين القيادة والمرؤسين .. هذا الجيل من العاملين والموظفين قدواتهم منتشرون حول العالم ..فهذا بيل جيت يلبس الجينز ويركب الدراجة واوباما وهو ياكل سندويتش الهامبورجر من احد المطاعم الشعبية .. واخر.. رئيس وزراء يركب المترو مع عامة الناس وثالث ..ورابع ..وخامس .. يمكن لاي مواطن ان يقاضيهم ويحاسبهم علي تقاعسهم وفشلهم وفسادهم. . او حتي علي فلتات السنتهم !! الا يعلم قادة التحول والتغيير ان قيادة شركات المستقبل تتطلب سلوكا معينا ومختلفا في التعامل مع المرؤوسين ..حتي يمكنهم ان يحققوا اهداف شركاتهم والسبب ..ان اساليب العمل وادواته اختلفت حيث كان التواصل مباشرا ( وجها لوجه) بين الرؤساء والمرؤوسين وبين الموظفين بعضهم البعض .. اما انماط العمل اليوم اصبحت تتم عن طريق البريد الالكتروني والهاتف ومواقع الانترنت ووسائط التواصل الاجتماعي .. وكلها تتم من امام شاشات واجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية واللوحيات .. وهذا بالقطع يتطلب من المديرين مهارات التواصل الفعال غير المرئي والذي يعتمد علي الصوت الدافئ الودود والتعليمات الدقيقة المكتوبه بالفاظ مهذبة تراعي احاسيس المتلقي وكلمات وتعابير محفزة للانجاز .. بيئة عمل المرؤسين في القرن الواحد والعشرين .. تتميز بالمشاركة في عمليات اتخاذ القرار بين الرؤساء والمرؤوسين ..حيث الفجوة المكانية والزمنية في التعامل منحت الموظف قوة وسيطرة واحساسا وعظمت الشعور لديه ب ( الانا) . وهذا بالضرورة يستدعي القادة والمدراء ان يمتلكوا المهارات لادارة ال ( أنا) المتعاظمة لدي موظفيهم ..وذلك باحترامهم ومكافأتهم وطلب المعونة منهم ومشاركتهم في تبادل المعلومات وحل المشكلات واتخاذ القرارت .. لان هذه الاجيال من الموظفين امامهم الصورة الكبيرة علي الشاشات ويمتلكون المعلومات والتحليلات والحقائق ..اما المدراء فقط امامهم النتائج المختصرة .. اما الجانب الاخير المهم في سمات اعمال العصر هي التعاون والعمل الجماعي بين الموظفين .. ودائما ما يكون الفريق اقوي واكثر قناعة بمعلوماته في دعم القرارت الادارية .. العمل الجماعي يتطلب قائدا اوركستراليا .. تماما مثل المايسترو وهو يقود فريق العازفين ( الاوركسترا) حيث مهمته الاولي هي التحفيز بنظراته وحركاته وهمساته للعازفين ..وايجاد التوافق ( الهارموني) لاصوات الاتهم. وان يقف بينهم وعلي مسافة واحدة من جميع افراد فريق عمله وان يكون القائد جزء من هذا الهارموني. وعلي قادة المستقبل لدينا والذين سيديرون ويفعلون خطتي التحول والرؤية ..ان يعوا ان الاجيال تغيرت .. وان العالم تغير …
مشاركة :