نظمت مجموعة (اقرأ وارتق الثقافية) بمبادرة نادي الكتاب خير جليس التابع لمركز قطر التطوعي حلقة نقاشية حول كتاب (فلسفة التاريخ) للدكتور جاسم سلطان بمقر المركز، واستهدفت الفعالية أعضاء المبادرة ومحبي القراءة من الجمهور بإشراف اثنين من أعضاء المبادرة آدم حامد عمر ومحمود يس. وابتدأ الدكتور جاسم سلطان نقاشه في التحدث عن مداخل التاريخ وكيف يستخدم لرفع أو كسر الروح المعنوية للأمم، وقد أشار إلى نظريات بعض المفكرين حول هذا الموضوع مثل نظرية العلامة (ابن خلدون) الذي يعتبر أول من استخدم تعبير فلسفة التاريخ وقصد بها التعليل للأحداث التاريخية، ونظرية (أرنولد توينبي) عن نشوء الحضارات وبعثها التي تقوم على عمليات التحدي الجغرافية والبشرية، ونظرية (ماركس) الذي يرى أن صراع الطبقات وملكية وسائل الإنتاج هما السبب المحرك لعجلة التاريخ وغيرها من النظريات الأخرى. وشدد الكاتب خلال النقاش على أهمية النظر للتاريخ بنظرة عميقة لا تكتفي بما يظهر على السطح وإنما التعمق فيه وقراءة ما بين سطوره، فالتاريخ بحاجة للوقوف على فلسفته وإثارة الأسئلة التي تعين على تعميق النظرة الفكرية له، فهنالك من يوجه التاريخ قاصدا استخدامه لكسر روح الأمة من خلال التركيز على التاريخ الصغير وما يدور في الأروقة الخاصة، ويتم إغفال التاريخ الكبير الذي يؤدي لرفع روح الأمة وبالتالي تحركها نحو سلم الحضارة. وكانت هناك نقاشات ثرية من الحضور وإجابات عميقة من الكاتب الذي يعتبر من أكثر المهتمين بمشروع النهضة ومن الذين يسهرون لبعث روح الأمة. وذكر أحد الحضور -آدم حامد- أن ما يميز الدكتور جاسم سلطان اهتمامه بقضايا النهضة ويرى أنه كاتب بارع ويمتلك أسلوبا سهلا وممتعا إذ لا يمل القارئ من قراءة كتبه، كما لا يمل المستمع من حديثه، وأن ما يميز هذا اللقاء مناقشة كتاب بحضور مؤلفه بما يفتح مجال واسع لفهم مضمون الكتاب بأبعاده المختلفة. الجدير بالذكر أن مبادرة نادي الكتاب خير جليس تعقد بداية كل شهر حلقة نقاشية حول أحد الكتب التي يتم اختيارها ومن ثم مناقشتها، وذلك في إطار سعي المبادرة لتحقيق أهم أهدافها المتمثلة في إيجاد بيئة مثقفة ومتناغمة ثرية فكريا تحث القراء وتقوي عزمهم على القراءة، وإتاحة الفرصة للتواصل مع الكتاب والمؤلفين وتبادل النقاش معهم حول مؤلفاتهم والاستفادة من خبراتهم الحياتية.;
مشاركة :