عيون وآذان (خير جليس في الزمان...)

  • 5/7/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

النسخة: الورقية - دولي كنت في زيارة لأبو ظبي لحضور الاحتفال بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وبدأت بزيارة الأخ الدكتور جمال سند السويدي، المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، واختتمت بجلسة مع طلاب وطالبات من مجموعة القيادات الإعلامية الشابة. بين هذا وذاك حضرت تكريم الفائزين في الدورة الثامنة لجائزة الكتاب، فكانت بداية الزيارة طيبة، وختامها مسك، وبين البداية والنهاية استعدت ذكريات مع الشيخ زايد، رحمه الله، ورأيي في وطنيته العربية مسجل مرة بعد مرة فلا أحتاج إلى التكرار، كما سعدت بفوز الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجائزة شخصية العام الثقافية، فقد عمل لوطنه ولأمته ما سيحفظه له التاريخ. الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، قدَّم الجوائز. وتسلم الأمير متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني السعودي، الجائزة نيابة عن والده الملك. وألقى الدكتور علي بن تميم، الأمين العام للجائزة، كلمة مؤثرة عكست حماسة الخطيب لمشروع الجائزة. الجائزة عمرها ثماني سنوات، إلا أنني أشعر كأنها بدأت وقد بلغت سن الرشد، وحملت معي إلى لندن كتب الفائزين، وبينها «ملحمة التطور البشري» للأستاذ سعد عبدالله الصويان، وقراءتها ملحمة بذاتها لأن الكتاب في أكثر من ألف صفحة، والمادة صعبة قد يحتاج القارئ معها إلى خلفية أكاديمية للفهم. حملت معي أيضاً رواية «بعد القهوة» للكاتب عبدالرشيد محمودي، وكتاب «إسكان الغريب في العالم المتوسطي» للدكتور محمد الطاهر المنصوري الفائز بجائزة الترجمة. لا أستطيع سوى الاختصار، فقد حضرت أيضاً معرض أبو ظبي للكتاب، الذي افتتحه الشيخ نهيان بن مبارك، وزير الثقافة والشباب. دراستي أدبية فأسعى وراء معارض الكتب من أبو ظبي ودبي إلى الرياض والشارقة وبيروت وغيرها، وأقدم الاهتمام باللغة العربية، فتابعت حملة «أبو ظبي تقرأ» التي يرعاها مجلس أبو ظبي للتعليم لتشجيع الصغار على القراءة وإطلاق مواهبهم. وقرأت تصريحاً للشيخة فاطمة بنت هزّاع التي ترأس مؤسسة ثقافية تحمل اسمها، فهي قالت إن اللغة العربية تتعرض للجفاء والإهمال بينما الصغار يفضلون استعمال اللغات الأجنبية، ومؤسستها تخوض تجربة لتشجيع الطفل على القراءة وجعل اللغة العربية صديقة له. هناك أيضاً «مؤتمر القلم العربي الأول» الذي سينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وسيكون ملتقى للحفاظ على اللغة العربية. الدكتور جمال السويدي لا تنقصه الجرأة، وكان صريحاً وصادقاً وهو يقول في مقابلة صحافية إن التغيير القائم على الحركات السياسية الدينية سينتهي لأن الناس لن ترضى به، وخطاب الحركات الدينية يعيدنا إلى عصور الظلمات الأوروبية. هو يرى أن الحركات الدينية في العالم العربي تُستخدم لمصالح شخصية وحزبية، وهذا أسوأ من العلمانية. أختتم اليوم بالشباب والصبايا من برنامج القيادات الإعلامية الشابة بالتعاون مع مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون التي أسستها السيدة هدى الخميس كانو وتتابع نشاطاتها بهمّة ومثابرة تُشكر عليهما. ذهبت للاجتماع مع الأخ سامح كعوش، والطلاب والطالبات أعادوا إليّ ثقتي بمستقبل الأمة، فقد جلست معهم حوالي ساعتين ونصف ساعة، وتحدثت عن تجربتي في العمل، والمهم والأهم في الممارسة الصحافية، وهم علقوا على كلامي وسألوا أسئلة ذكية عن الفرق بين صحافتنا والصحافة الغربية. أعتقد أن بلدهم سيفخر بإنجازاتهم.

مشاركة :