الدولة العميقة هي شبكة مصالح متشابكة ومترابطة لا يعرف أفرادها بعضهم بعضاً لكنهم يعملون لهدف مشترك وهو الدفاع عن مصالحهم وامتيازاتهم خارج إطار القانون أو الدولة، هذا هو أفضل تعريف للدولة العميقة وجدته عند العم «غوغل». بعد التعريف، نعود إلى عنوان المقال، ونسأل أنفسنا: هل في الكويت دولة عميقة؟ الجواب نعم. ولكي نكون أكثر دقة في الجواب نقول: لا توجد بالكويت دولة عميقة واحدة بل عدة دول، فكل جالية كبيرة لديها دولة عميقة، دولة تحمي مصالحها وتحافظ على قوة نفوذها، يتعاون أفرادها في ما بينهم من دون أن يعرفوا بعضهم من أجل المزيد من المكاسب حتى ولو كانت تلك المكاسب على حساب مصلحة الوطن والمواطن. الكويتيون فقط ليست لديهم دولة عميقة، ربما يكون لفئات منهم تجمعات تجارية أو حزبية تتعاون من أجل مصالحها، ولكنها لا تنحاز للكويتي كونه كويتياً. اليوم يملك كل كويتي أدلة وشواهد على تلك الدول العميقة التي تحمي مصالح الجاليات، ولو طرحت هذا الموضوع للنقاش أمام أي تجمع من الكويتيين، لحصلت على عشرات الأمثلة والأدلة على تلك الروابط القوية التي تخدم مصالح الجاليات على حساب أبناء الوطن. الكويتيون يحالون بالقوة على التقاعد بينما يُستثنى غيرهم. الكويتي ينتظر شهوراً وأحياناً فوق العام ليجد وظيفة في وزارة مكدسّة بالجاليات. اذهب إلى وزارات الدولة، سترى تكدساً في تخصص المحاسبة والقانون من غير الكويتيين وأغلبهم شباب يأخذون خبراتهم من الكويت مقابل لائحة انتظار في ديوان الموظفين للكويتيين، وحتى إذا جاء دور الكويتي لا يتم أحيانا تعيينه في تخصصه لأن أصحاب القوى العميقة متمسكون بالمنصب. قبل سنوات كانت لدينا فنية تشتم المرضى، من إحدى الجاليات العربية، أعطيتها في تقريرها السنوي «ضعيف» مرتين وطلبت إنهاء خدماتها، ربما لن تصدقوا ما حدث، تلقيت سيلاً من المكالمات للتوسط لها ومنهم مواطنون ولمّا لم يجدوا مني رجاء ذهبوا إلى سلطات أعلى ونقلوها رغما عني إلى مكان آخر. هذه كانت فنية بسيطة كل ما تملكه دبلوم متوسط، فما بالك بمن يملك نفوذاً أكبر. المواطنون اليوم يلجأون لأصحاب الدول العميقة لتخليص معاملاتهم، انقلبت الواسطة في الكويت وأضحت بعض السفارات مثل ديوان الموظفين مكاناً لتحديد القوى العاملة في الكويت وكم يجب أن يرحل وكم عدد من يأتي. إننا نطالب أن يُعطى الشباب الكويتي حقهم في العمل وتوفير المكان المناسب لتخصصهم، هل هذا مستحيل ؟ وأتحدى أي مسؤول يدّعي عدم صحة هذا الكلام... فالأمثلة أكثر من أن تُحصى. أيها السادة: الغربة طالت أبناء الكويت ومن العيب أن تكون غريباً في بلدك. kalsalehdr@hotmail.com
مشاركة :