أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن «الحضور ليس بغرض استعراض حجم المأساة التي نتابعها يوميا في سورية وتدمى قلوبنا جميعا، وإنما الهدف هو أن نتحمل جميعا مسؤوليتنا كأعضاء في مجلس الأمن معنيين ومسؤولين عن حفظ السلم والأمن الدوليين لإيجاد صيغ عملية وفورية لوقف نزيف الدماء في سورية وتجاوز خمسة أعوام من الإخفاق في التوصل لتصور موحد لتسوية سياسية شاملة للأزمة في سورية تنقذ الشعب السوري الشقيق من محنته الممتدة». وأضاف في كلمته أمس خلال جلسة محادثات طارئة في مجلس الأمن حول سورية: «لقد مرت خمسة أعوام ونزيف الدم لا يزال مستمرا في سورية ... مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين واللاجئين، وما زال الحل السياسى غائباً، وما زالت سورية نهباً لأطماع إقليمية ودولية تستغل أزمتها لتحقيق مصالح ضيقة وفريسة لإرهاب يتغذى على هذه الأطماع ويتفاقم مهددا مقدرات الشعب السوري، ولهذا لا يجب أن يكون هناك مجال لتحسين صورة التنظيمات الارهابية في سورية». وأشار إلى أن «هناك 3 نقاط رئيسية، أولاً: إن أي قراءة نزيهة لتجربة المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة السورية حتى الآن لابد أن تفضي لنتيجة أساسية وهي أننا أصبحنا مستغرقين في معالجة العرض لا المرض فنحن مستنزفون في نقاش حول التوصل لترتيبات موقتة لوقف النار لتخفيف معدلات القتل والدمار أو منهمكون في محاولة تخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون، ولكننا لم نحقق حتى الآن أي تقدم في مواجهة جوهر المشكلة وهو غياب الحل السياسي العادل والشامل». وأضاف «أن النقطة الثانية، لا شك أن الخطوط العامة لأي حل سياسى في سورية لا يوجد عليها خلاف غير أن ترجمة هذه الخطوط العامة لإجراءات عملية على أرض الواقع تقتضي إعلاء مبدأ الوحدة والسلامة الإقليمية لهذا البلد الشقيق والمساواة بين كل مواطني سورية وممثلي جميع مكوناتها المجتمعية وأطيافها السياسية المختلفة مع استثناء التنظيمات الإرهابية التي لا يمكن أن يكون لها مكان في سورية التي نأملها». وقال: «نعم، لا مكان للإرهاب في سورية ولا مجال لأي محاولة لتجميل صور التنظيمات الإرهابية لذلك فإننا نرفض تماما أية محاولات للالتفاف على قرارات مجلس الأمن التي صنفت تلك التنظيمات كمنظمات إرهابية». لافتا، إلى أن «النقطة الثالثة، لا مفر من أن نعترف بأن الوقت ليس في مصلحتنا فكل يوم يمر وجرح سورية مازال غائراً يعطي فرصة جديدة للإرهاب الذي يتفشى، وللطائفية التي تحاول أن تقوض أسس الدولة الوطنية في كل المشرق العربى، ودعوني أقولها صراحة إن كل من يراهن على حسم عسكري يفضي لغلبة فريق واحد في سورية خاسر، كما إن كل من يراهن على أن تلعب التنظيمات الإرهابية دورا في مستقبل سورية». وشدد، على أن «إحياء المفاوضات السياسية الجادة في سورية يبقى شرطاً ضرورياً لكي يصمد أى اتفاق لوقف النار وليستمر وصول المواد الإغاثية للمنكوبين، فلا يعرف التاريخ نموذجاً لترتيبات ميدانية لوقف النار صمدت من دون أفق سياسي لمعالجة جذور الأزمات ولن تكون سورية استثناء من ذلك». وأول من أمس، أكد الرئيس المصري أن «أمن الخليج العربي مرتبط بأمن مصر»، رافضاً «التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية». وأعلن ان على أن «مصر حافظت على استقرارها رغم ما تعيشه المنطقة من أزمات». واعتبر، أن «غالبية الأزمات العربية انعكاس للصراع الدولي»، مشددا على رفض بلاده «للتدخل الأجنبي في الشؤون العربية، والتزام حسن الجوار، وتضامن مصر مع الدول العربية في مواجهة أي تدخلات خارجية في ضوء ارتباط الأمن القومي العربي بما فيه أمن الخليج العربي بأمن مصر»، مؤكدا «ضرورة التصدي لمساعي إشعال الفتن الطائفية فى العالم العربي». وأوضح أن «ظاهرة الإرهاب أصبحت بما تمثله من اعتداء على الحق فى الحياة خطراً دامغاً على السلم والأمن الدوليين، في ظل تهديد الارهاب لكيان الدولة لمصلحة إيديولوجيات متطرفة تتخذ الدين ستاراً للقيام بأعمال وحشية والعبث بمقدرات الشعوب، الأمر الذي يستلزم تعاوناً دولياً وإقليمياً كثيفاً». وتابع: «حرصت القاهرة دوماً على التأكيد أن التصدي للإرهاب لن يحقق غايته إلا عبر التعامل مع جذور الإرهاب، والمواجهة الحازمة للتنظيمات الإرهابية، والعمل على التصدي للأيديولوجيات المتطرفة المؤسسة للإرهاب ومروجيها. وأبرز هنا مبادرة مصر خلال رئاستها لمجلس الأمن في مايو الماضي لبلورة آلية دولية لمجابهة الأيديولوجيات المغذية للإرهاب». الى ذلك، بحث السيسي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة مع العاهل الأردني عبد الله الثاني «سبل تعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات وتفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة الذي عقد في القاهرة الشهر الماضي». كما التقى رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، حيث شهد اللقاء تباحثاً حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة التبادل التجارى، فضلاً عن تبادل وجهات النظر إزاء التطورات الاقليمية، خصوصا في سورية، كما تم التأكيد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتقديم المساعدة اللازمة لدول الجوار السوري، وعلى رأسها لبنان الذي يستضيف أعدادا كبيرة من النازحين السوريين. وشدد السيسي، خلال استقباله رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي على حرص بلاده على «مساندة كل الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في العراق».
مشاركة :