هذا حلال وهذا حرام

  • 9/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حديثي في مقال الأمس أصله ما واجهته عندما كنت في إجازة من بعض كبار السن الذين يتبنون فكرة أو رأيا سمعوه في برنامج ديني أو محاضرة ألقاها شخص قد يكون عالما وقد لا يكون كذلك. انتشار الفكر الذي يرفض تقبل الخلاف الموجود بين العلماء على مر السنين الذي أدى في أوجه إلى حروب بين المسلمين أنفسهم لقناعة كل منهم برأيه وقناعتهم أيضا بفساد رأي مخالفيهم، يجب أن يتوقف. الإشكالية التي نراها اليوم هي بين المنتمين حتى للمذهب نفسه، ولو أننا نظرنا إلى التقبل الشديد لعلماء المذاهب الأربعة ومؤسسيها تجاه المنتمين للمذهب الآخر، لعلمنا أننا نضر ديننا ومجتمعاتنا والنشء القادم أشد الضرر وهم مدفوعون للتعامل مع شعاع كبير من المذاهب والأديان والمعتقدات كجزء من حالة التواصل المجتمعي اليوم. عندما كان المجتمع لا يتجاوز القرية أو المدينة، كان من الممكن أن نقبل بمثل هذه الأمور كمصادر لفكر وقناعات الأبناء والبنات. أما اليوم فأزمة الفكر الذي لا يستطيع أن يتعامل مع المختلف، أدت بنا لمشاهدة حالات التطرف الشديد التي لم تتمكن من التأثير إلا من خلال العنف غير المبرر. الإرهاب الذي ينتشر اليوم في مجتمعات المسلمين ويصدر جزء منه للخارج وينسب - دون حق - للإسلام كدين هو أكبر ظلم يمكن أن يوجهه أبناؤنا لدينهم. إن القتل الذي نشاهده والتنكيل والتفجير ليس من الإسلام في شيء بل هو عدو مفهوم الإسلام نفسه الذي تعايش فيه نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - مع اليهودي والنصراني حتى المشرك بمرجعية القرآن الكريم "لكم دينكم ولي دين"، على الرغم من علمه الأكيد الذي لا يقبل الشك أنه على الحق. رأيت من يحرمون أمورا مختلفا عليها بين علماء الأمة، وهذا الأمر الذي يجب أن يتوقف. بل إن كل من لا يحمل شهادة علمية معتبرة ناتجة عن دراسة متكاملة للاختلاف المذهبي والفكري والوضع الاجتماعي الذي عاشه العالم في زمنه، يجب أن يبتعد عن فتوى الناس ومحاولة إجبارهم على تبني فكره أو الرأي الذي ولد ونشأ على تبنيه بدليل أو دون دليل. من هنا تنشأ جدلية مختلفة تتعلق بطريقة التعاطي في نقاشات مثل هذه في مجتمعاتنا وهي تعيش هذه الكم الكبير من التواصل والتفاعل مع العالم، وأدب الخلاف موضوع حديث الغد بحول الله.

مشاركة :