أعلنت القوات العراقية امس، استعادة السيطرة بالكامل على مدينة الشرقاط الاستراتيجية جنوب الموصل بالكامل من ايدي تنظيم «الدولة الاسلامية» «داعش» بعد معارك شرسة بدأت قبل ثلاثة ايام لدخول هذه المدينة قبل التوجه الى الموصل. وبدأت العملية الثلاثاء لطرد الارهابيين من الشرقاط التي ترتدي اهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للقوات العراقية التي تستعد لتحرير الموصل، كونها تقع على طريق الامداد الرئيسي الذي يمتد الى العاصمة بغداد. وافاد بيان صادر عن «خلية الإعلام الحربي»، أمس «يا ابناء شعبنا العراقي الكريم نزف اليكم اليوم بشرى تحرير قضاء الشرقاط بالكامل من دنس الارهاب. فها هو انتصار عراقي جديد يتحقق في الشرقاط باشراف القائد العام للقوات المسلحة وبتخطيط وتنسيق قيادة العمليات المشتركة انطلقت عمليات تحرير الشرقاط بقيادة الفريق الركن جمعة عناد قائد عمليات صلاح الدين واشتركت قطعات الجيش العراقي من الفرقة ٩ والفرقة ١٦ والفرقة ١٥ ولواء ٥١ من الحشد الشعبي وبإسناد نوعي من القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي وخلال ٧٢ ساعة خاضت قواتكم المسلحة البطلة فيها معركة نوعية خاطفة تكللت بتحرير قضاء الشرقاط بالكامل ورفع العلم العراقي على المقرات الحكومية فيه وسط تهليل واستبشار الأهالي وتأييدهم بعد هزيمة عصابات داعش الارهابية وتكبيدها خسائر فادحة». وتابع البيان «يا ابناء شعبنا العراقي، ان ابناء قواتكم المسلحة يحققون الانتصارات الساحقة على عصابات داعش الارهابية وهم يتسابقون في ميادبن المعارك بارادة عالية وعزم لا يلين ومعنويات منقطعة النظير لتحرير كامل المدن والمناطق من دنس الارهاب والارهابيين، وهم يتطلعون الى المعركة الحاسمة في الموصل التي سيلقنون عصابات داعش الارهابية دروسا في البطولة والانتصارات وسيسحقونهم فيها ويلقونهم فيها الى مزبلة التاريخ». ووزعت قيادة العمليات المشتركة صورا للقوات العراقية داخل شوارع الشرقاط وهي تنزل رايات «داعش» وصورا اخرى لجث المسلّحين وبينهم اجانب. من ناحيته، قال مسؤول عسكري أميركي إن الجيش الأميركي يجري فحوصا للتأكد مما إذا كان قد تم استخدام مادة كيماوية في هجوم صاروخي لـ «داعش» في العراق وقع على بعد مئات الأمتار من القوات الأميركية، من دون أن يصيب أحدا. وفي مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ذكر المسؤول للصحافيين، بعدما طلب عدم نشر اسمه، أن «الصاروخ سقط الثلاثاء في منطقة غير مأهولة بالسكان قرب قاعدة غرب القيارة، حيث يعمل مئات من أفراد القوات الأميركية لتجهيز مطار قبل استعادة مدينة الموصل». وأضاف أن «القوات الأميركية فحصت شظايا بعد ذلك وأخذت عينة من مادة مريبة زيتية سوداء تشبه القطران، ثبت بعد تحليلها في بادئ الأمر أنها تحتوي على مادة الخردل، لكن تحليلا ثانيا أثبت خلاف ذلك. ويجري إجراء المزيد من الفحوصات». وتابع المسؤول: «مرت أكثر من 24 ساعة ولم نشهد ظهور أي مؤشر على ظهور تقرّحات على أي شخص أو شيئا من هذا القبيل. لم تحدث أي إصابات على الإطلاق. لم يخرج أحد من جدول العمل المعتاد ولم يؤثر الأمر على المهمة بأي شكل من الأشكال». في غضون ذلك، رفضت وزارة الخارجية العراقية بيان الاجتماع الوزاري الأخير، لمجلس التعاون الخليجي. وقال الناطق باسمها، أحمد جمال: «تعبّر وزارة الخارجية العراقية عن استنكارها لما تضمنه بيان الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي (...) في فقرته المتعلقة بالعراق، والتي تؤكد استمرار وجود القصور الواضح في رؤية حقائق الداخل العراقي والابتعاد عن التعامل معها بواقعية وعقلانية». وفي بيان صحافي، أول من أمس، أضاف جمال: «نذكر أنه لولا متطوعو الحشد الشعبي لكانت عصابات داعش الإرهابية اليوم داخل الكثير من الدول التي تتنكّر لبطولات رجال الحشد واستبسالهم بوجه الإرهاب، وإن وحدة العراقيين اليوم تكتب بدماء تضحياتهم بوجه الإرهاب الأسود وإصرارهم على تحرير مدنهم منه». ولفت إلى «عدم وجود أي تهديد لأمن البعثات والكوادر الديبلوماسية العاملة في العراق، وأن أمنها وسلامتها هو جزء من أمننا الوطني، وأننا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى رص الصف العربي في وجه المخاطر المشتركة والابتعاد عن مثل هذه الإثارات». من ناحية ثانية، قال وزير المالية المقال، هوشيار زيباري، إن قرار البرلمان سحب الثقة منه، جاء نتيجة استهداف سياسي مباشر من كتلة «دولة القانون» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وفي لقاء مع قناة «الجزيرة»، قال زيباري إن «كتلة المالكي استهدفتني، بالتواطؤ مع رئيس البرلمان سليم الجبوري، بهدف الانتقام وإسقاط الحكومة الحالية»، مردفاً أن «المالكي يعمل على إسقاط حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي ويسعى إلى تعكير الوضع بين بغداد وكردستان العراق». واعتبر زيباري أن «المالكي حاقد ولديه مصلحة في هدم المعبد على من فيه، ولكن المؤسف هو تواطؤ رئيس البرلمان سليم الجبوري معه، بينما يفترض فيه أن يكون مستقلاً ونزيهاً». وكان مجلس النواب أقر سحب الثقة من زيباري، بتهم فساد وسوء إدارة، بعد جلسة تصويت سرية، وبحضور 249 نائبا. تجدر الإشارة إلى أن البرلمان سحب الثقة، الشهر الماضي، من وزير الدفاع خالد العبيدي، بسبب اتهامه بالفساد المالي والإداري، بعد إجراء تحقيق معه. على صعيد آخر، حذر زعيم «التحالف الشيعي العراقي» عمار الحكيم، من أن مرحلة مابعد تحرير مدينة الموصل، ستكون أصعب مما قبلها، مشيراً إلى أن المعركة سترسم مستقبل البلاد. وخلال احتفال ديني في مقر «المجلس الاعلى الاسلامي» الذي يتزعمه، في بغداد، رجّح الحكيم، قرب حسم معركة الموصل، ووصف المعركة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بـ «المصيرية والتاريخية وسيتحدد على ضوئها نتائج ترسم مستقبل العراق الجديد». وأمس قدم 100 نائب طلباً الى رئاسة البرلمان لرفض مشروع تقسيم محافظة نينوى الشمالية، وعاصمتها الموصل. في هذه الأثناء، أعلنت الحكومة البريطانية تقديم مساعدات انسانية الى العراق قبل معركة الموصل، حيث أفادت وزيرة التنمية الدولية بريتي باتل، بأن بلادها ستجهز مأوى موقتا وأغذية ومياها صالحة للشرب، اضافة الى بعض المواد الاساسية في مناطق شمال العراق، استعدادا لما بعد تحرير الموصل. وتعهدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين بتقديم المزيد من الدعم للعراق في مكافحة «داعش».وقالت امس بعد المباحثات التي أجرتها في بغداد: «نيابة عن ألمانيا يمكنني فقط قول إننا نقف إلى جانبكم بثبات، لأنكم تقاتلون في الحرب ضد الإرهاب نيابة عنا أيضا».
مشاركة :