تواصل القوات العراقية مسنودة بقوات «الحشد الشعبي» وطيران التحالف الدولي إحراز تقدم كبير في قتالها ضد تنظيم «داعش»، في محافظتي صلاح الدين والأنبار. وأعلن الجيش العراقي أمس تحرير بلدة الشرقاط في شمال البلاد ورفع العلم العراقي فوق مكتب رئيس الحكومة المحلية، إضافة إلى السيطرة على معسكر مهم وعدد من القرى في الأنبار غرباً. وأعلنت «قيادة عمليات صلاح الدين» أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء 73 - الفرقة 16 سيطرت اليوم (أمس) على مبنى قائممقامية الشرقاط ورفعت العلم العراقي عليه بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات». وأشارت إلى أن القوات نفسها استعادت المشفى العام في البلدة قبل إكمال توغلها نحو المركز. بدورها أكدت وزارة الدفاع، في بيان، «تحرير المجمع الحكومي (في الشرقاط) وعدد من القرى والوصول إلى مشارف القضاء». وأضافت أن «العملية سُميت بعملية الشهيد علي عيد الجبوري، حيث تمكنت القطعات العسكرية من مباغتة العدو وكسر خطوطه الدفاعية وقتلت أعداداً كبيرة من الإرهابيين». وأفاد مصدر عسكري بأن «طائرات التحالف الدولي قصفت صباح اليوم (أمس) تجمعاً لعناصر تنظيم داعش في قرية السفينة، شرق قضاء الشرقاط، ما أسفر عن مقتل أكثر من 160 عنصراً من التنظيم وتدمير ٣٠ عجلة». وفي الأنبار، ذكرت «قيادة العمليات» أن «قوة من الجيش تابعة إلى الفرقة العاشرة ومقاتلي العشائر تمكنوا من تحرير معسكر برافو في جزيرة الرمادي، ورفع العلم العراقي فوقه». وأوضحت أن المعسكر له أهمية فائقة «كونه يقطع إمدادات تنظيم داعش من الصحراء الغربية نحو جزيرة الرمادي». يُذكر أن معسكر «برافو» كانت تستخدمه القوات الأميركية مقراً رئيساً لها شمال الرمادي قبل مغادرتها العراق نهاية 2011. وقالت «خلية الإعلام الحربي» التابعة إلى قيادة العمليات المشتركة، في بيان، أن «قطعات الفرقة السابعة... حررت جزيرة جبه ومنطقة الكطينة في ناحية البغدادي من الضفة الثانية للنهر بعد تدمير عجلة مفخخه وقتل ٥ إرهابيين من قبل مدفعية الفرقة وتفجر ١٣٨ عبوة ناسفة». وفي إطار مرتبط، أعلن مصدر أمني في الأنبار أن «تنظيم داعش شن هجوماً بواسطة ثلاث عجلات مفخخة على مقر الفوج الرابع التابع للشرطة الاتحادية على الطريق الدولي السريع غرب الرطبة»، لكنه أكد أن قوات الأمن «تمكنت من صد الهجوم وتدمير العجلات المفخخة وقتل جميع الانتحاريين بداخلها». وفي بغداد، أدى انفجار عبوة ناسفة قرب سوق الرشيد لبيع الفواكه والخضر بالجملة في حي أبو دشير إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح. وفي كركوك، عُقد اجتماع أمني مشترك بين قيادات «البيشمركة» و «الحشد الشعبي» برئاسة المحافظ نجم الدين كريم، للبحث في عملية تحرير مناطق جنوب المحافظة. وأوضح بيان أن «الاجتماع حضره الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري واسو مامند مسؤول تنظميات الاتحاد الوطني الكردستاني والشيخ جعفر شيخ مصطفى قائد قوات 70 وقادة محاور البيشمركة في جنوب كركوك وداقوق والدبس ومخمور والفريق شيروان قائد قوات 80 وقيادات الحشد الشعبي في محور الشمال»، مشيراً إلى أن «المحافظ أكد أهمية سرعة تحرير مناطق جنوب كركوك وغربها لما يواجهه مواطنو المحافظة (الحويجة والنواحي التابعة لها) من مآسي نزوح ومعاناة كبيرة، إلى جانب أهمية القضاء على عصابات داعش الإرهابية». وشدد على ضرورة «تأمين ممرات آمنة لعبور النازحين وإيجاد مواقع لإيوائهم»، لافتاً إلى أن كركوك تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال كونها «تستقبل أكثر من 600 الف نازح». ونقل البيان عن العامري «إننا جئنا إلى كركوك لكي نتعاون وننسق مع البيشمركة وأبناء المنطقة ونعمل جميعنا على تخليص الحويجة من الغدة السرطانية للقضاء على داعش». وفي واشنطن (ا ف ب) صرح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء بأن جنوداً أميركيين في شمال العراق اكتشفوا آثار مادة قد تكون غاز الخردل السام على شظايا صواريخ أطلقها عليهم عناصر تنظيم «داعش». وقال المسؤول إنه لم يصب أحد في الانفجار الذي وقع بالقرب من مطار قريب من بلدة القيارة. كما لم تظهر على أي من الجنود أي أعراض تسمم كيماوي. ويقوم مئات من الجنود الأميركيين مع شركائهم العراقيين في الموقع استعداداً لعملية استعادة الموصل من «داعش».
مشاركة :