تحقيق: مها عادل الستائر.. جزء أصيل من فخامة الديكور والأثاث.. لا يمكن الاستغناء عنها في تصميم أي غرفة من الغرف، ومع ذلك فهناك من يهمل اختيارها، أو يعتبرها من الأكسسوارات الكمالية، وبالتالي فلا يقوم باختيارها، إلا بعد أن ينتهي من تأثيث الغرفة بالكامل واختيار ألوان الجدران.. رغم أن خبراء الديكور ينصحون بأن يتم وضع تصميم الستائر في الاعتبار منذ اللحظة الأولى للبدء في فرش أي غرفة داخل البيت، واختيار الأثاث المناسب لها، حيث تختلف الستائر اختلافاً كبيراً من ناحية الخامات المستخدمة والألوان والتصميمات والموديلات، ومن المهم أن تتناسب كل هذه العناصر مع باقي مكونات الغرفة من أثاث وديكور، حتى يتم التجانس والتناسق، ويصبح البيت مساحة من الراحة النفسية والعملية. رغم أن الستائر الجاهزة أصبحت متاحة في كل مكان وبأشكال وتصميمات متنوعة، إلا أن خديجة الوالي ربة بيت بالشارقة، تقول: أفضل الطريقة التقليدية في صناعة الستائر، حيث أقوم باختيار القماش بنفسي لضمان جودته، ثم أستعين بصانع الستائر، ليأخذ المقاسات المطلوبة، ويقوم بالتفصيل والتركيب على دعامة خشبية مصنوعة من خشب الزان.. فهذا النوع التقليدي من الستائر هو الذي أفضله، فهو لا تذهب موضته أبداً، ويناسب جميع الأوقات، لأن الطابع الكلاسيكي في التصميم، يمثل لي الأناقة والأصالة، وكل الستائر الموجودة في بيتي تمت صناعتها بالطريقة نفسها، وبعضها مضى عليه حوالي 20 سنة، ومازال قائماً، كما أن الستائر تكون مناسبة تماماً من ناحية المساحة للمكان الذي توضع فيه، لأنها مصنوعة حسب المقاسات المرفوعة سلفاً. أما ابنتها سهام جمال الطالبة الجامعية والمقبلة على الزواج، التي تقوم حالياً بشراء الستائر لبيتها، فتقول: أنا أحترم طريقة تفكير والدتي بالطبع، ولكنني أفضل شراء الستائر الجاهزة، لأنها تتميز بأشكال وأنواع وتصميمات عديدة ومتنوعة وخامات مضمونة، خاصة إذا تم شراؤها من أماكن متخصصة، فالتصميمات الحديثة من الستائر والنقوش والتطريز يعجز صانع الستائر التقليدي عن تقديمها، كما أن هناك خامات حديثة من الصعب العثور عليها في أسواق الأقمشة، حيث تحتكرها شركات الستائر الكبرى، ولا نجدها كخامات في الأسواق بسهولة، إضافة إلى أنني أعتبر اللجوء لصانع الستائر في تنفيذ تصميم معين اخترته، يحمل قدراً من المغامرة، فقد يجيد تنفيذه، وقد يفسده تماماً، إضافة إلى أنني أفضل التنوع في استخدامات الخامات، خاصة لدى تصنيع الستائر، حسب نوع الغرفة وطرازها. أما حسن سعيد موظف في شركة قطاع خاص بدبي يعيش بمفرده ويتعامل مع الستائر بشكل عملي، فبالنسبة له، أهم وظيفة للستائر هي حجب أشعة الشمس الحارقة عن داخل البيت، ويقول: قمت بشراء ستارة سميكة داكنة اللون من طراز بلاك أوت، لتحجب الشمس عن غرفة النوم.. أما الصالة الخارجية فقد استعنت بستارة من الطراز الصيني مصنوعة من شرائح البامبو، وعليها رسوم لطيفة، وتتميز بأنها عملية وخفيفة الوزن ورخيصة السعر، حيث اشتريتها من السوق الصيني، بأقل من ربع سعر الستارة التي تغطي المساحة نفسها، لو كانت مصنوعة من القماش. ويضحك في نهاية حديثة قائلاً: في رأيي الستائر لها ضرورة وظيفية أساسية في كل بيت، أكثر منها جمالية، ولهذا فأنا أفضل التفكير العملي في اختيارها، وهو مدى نجاحها في تأدية وظيفتها في تحقيق الخصوصية للمنزل، وحمايته من الشمس وعيون المتطفلين. وتنصح فاطمة المازني بترقب مواسم التخفيضات، التي تقوم بها محال الأثاث الكبرى، حيث تكون الستائر الجاهزة من الأشياء التي يمكن الحصول عليها بأسعار ممتازة في مواسم التخفيضات، ويرجع ذلك لقيام الشركات الكبرى بتغيير الألوان والموديلات بشكل دوري.. وتقول: قمت بتغير الستائر في منزلي بالكامل في موسم التخفيضات الماضي، وبتكلفة زهيدة للغاية، وحرصت على اقتناء أشكال متنوعة من الستائر، وقمت بدمج أكثر من قطعة من ألوان مختلفة في الغرفة نفسها، لأصنع تصميمي الخاص ببيتي، فأستطيع تغيير تشكيلاته بنفسي، كلما أردت تغيير روح البيت وإطلالته، وكل إجازة عيد أو مناسبة سعيدة، يكون تغيير الستائر وألوانها وسيلتي للتجديد، وإضفاء روح جديدة للمنزل. أما سامية عبد العظيم، فتعتبر الستائر من أهم المكونات الجمالية في الغرفة، خاصة في قاعات الاستقبال داخل المنزل، فهي التي تمنح المكان لمسة من الفخامة، وهي التي تستطيع أن تجعل الأثاث يبدو فاخراً أو فقيراً، ولذلك تقول: أحرص دائماً على اختيار أفخر أنواع الأقمشة في صناعة الستائر داخل بيتي، وأهتم بتفاصيل التصميم والنقوش والأكسسوارات المكملة، مثل الحلقات النحاسية التي تستخدم لطي الستارة جانباً، والعارضات النحاسية أو المعدنية التي تستخدم في تعليق الستارة وتطريزها بقطع الكرستال، الذي يضفي لمسة فريدة من الأناقة والفخامة على المكان، فكل هذه التفاصيل الدقيقة، تكون حاسمة في رفع المستوى الجمالي العام داخل البيت، وخاصة في أماكن استقبال الضيوف، التي يجب أن تظهر في أفضل شكل ممكن. تحقيق التوازن يقول أمجد أسعد خبير الديكور: الستائر جزء مهم من مكونات الديكور في أي بيت، ولا يقتصر دورها فقط على وظيفة توزيع الإضاءة الطبيعية وحجب أشعة الشمس المباشرة أو تصفيتها، عبر الأقمشة نصف الشفافة، فهذه الوظيفة رغم أهميتها قديماً، إلا أنها أصبحت اليوم أقل في الأهمية في الديكور الحديث، الذي يعيد توظيف الإضاءة الطبيعية داخل الوحدات السكنية، ولكن الستائر ما زالت مهمة جداً بالنسبة لمصمم الديكور، خصوصاً في غرف الاستقبال، لدورها الأساسي في الربط بين ألوان الأثاث وتحقيق التوازن في الخامة والملمس بين صلابة الجدران وليونة المقاعد، ويجب أن تتوازن الستائر مع تصميم وموديل وألوان السجاد وقطع الأثاث الموجودة، ويفضل أن تتمدد الستارة لتغطي الجدار بأكمله، ولا تتوقف عند حدود النافذة فقط، فهذا يمنح المكان مظهراً أكثر فخامة واتساعاً. وتعد الستائر من قطع الديكور المعمرة نسبياً، حيث يمتد عمرها الافتراضي لسنوات عديدة، وفي الأغلب لا يجري تغييرها إلا لو تم تغيير شامل في ديكور الغرفة بالكامل واستبدال أثاثها، ولذلك يفضل دائماً استخدام أنواع من القماش المتين في صناعتها، والقماش المتين ليس بالضرورة أن يكون سميكاً أو كثيف الألياف، فهناك مثلاً أشكال مختلفة من قماش الشيفون الشفاف الرقيق متنوع الألوان، يتم استخدامه بشكل تقليدي في صناعة الستائر وتعمر لفترات طويلة، دون الحاجة لاستبدالها. ومن خامات القماش المستخدمة في صناعة الستائر هناك أيضاً القطيفة، وتناسب التصميمات الكلاسيكية وميزتها أنها يمكن أن تكون لامعة، أو بدون لمعان حسب نوعية الديكور المستخدم، وفي حالات كثيرة يتم التزاوج بينها وبين أقمشة أخف وأرق، مثل الفوال والأورجانزا، أما أفخر أنواع الأقمشة التي يمكن استخدامها بتصميمات مختلفة، فهو الحرير الطبيعي، الذي يتوافر بألوان مختلفة ويستطيع مصمم الديكور أن يستخدمه بطرق مختلفة من التصميم والتطريز، ليضفي على المكان جواً حريرياً، خاصة في غرف النوم والصالون، وهناك أيضاً أقمشة الدانتيل التي تكون أثقل في الخامة من الحرير بالطبع، ولكنها يمكن أن تتناسب مع تشكيلات محدودة من أنماط الديكور، أما الكتان والقطن، فهما من أنواع الأقمشة العملية البسيطة، التي تلائم غرف المعيشة، وتتميز بسهولة التنظيف والغسيل. أما غرف الأطفال، فيوجد لها تشكيلات متنوعة من الستائر التي تكون أكثر عملية، ففي بعض التصميمات تكون الستائر مرتفعة عن الأرض بأكثر من متر، حتى لا يجذبها الطفل الصغير أو يحاول أن يتسلقها، وفي الأغلب يتم استخدامات خامات عملية لهذه الستائر، مثل الأقمشة المصنوعة من اللدائن الصناعية أو القطنية، مع استخدام تصاميم مرحة وألوان زاهية، لتتناسب مع ديكورات غرفة الأطفال والحمامات.
مشاركة :