تتعرض المناطق الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب إلى غارات جوية وقصف مدفعي لليوم الثاني على التوالي. وتقول مجموعة المتطوعين "الخوذات البيض" في حلب إن هذه المناطق تعرضت لستين غارة جوية وأن ثلاثة مراكز تنسيق تابعة لها استهدفت. وبدأت الغارات بعد الفجر مباشرة، وتأتي بعد إعلان الحكومة السورية بأنها بصدد شن هجوم جديد يستهدف السيطرة على المناطق التابعة للمعارضة المسلحة. وأضاف الجيش السوري أن عمليات القصف الحالية مقدمة لشن عملية برية. وفي نيويورك، فشلت المباحثات الأمريكية الروسية في التوصل إلى اتفاق بشأن سبل إحياء استعادة الهدنة في سوريا. ودكت الطائرات مواقع للمعارضة المسلحة في المدينة مساء الخميس إثر انهيار هدنة استمرت أسبوعا. وتزامن بدء الهجوم مع مباحثات عاجلة بين الولايات المتحدة وروسيا في نيويورك سعيا لإحياء الهدنة. ونقلت وسائل إعلام سورية رسمية عن مسؤولين بالجيش السوري حثهم المدنيين في الأجزاء الشرقية من حلب على تجنب الوجود في مناطق ينشط فيها "إرهابيون". وقال المسؤولون إن هناك نقاط خروج مخصصة للأشخاص الذين يريدون الفرار، بمن فيهم معارضون مسلحون. وتقول تقارير إن 13 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، لقوا مصرعهم في غارات ليل الخميس. غير أن تقارير أخرى أشارت إلى مقتل 45 شخصا. وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن الشارع الذي يسكن فيه في منطقة بستان القصر، جنوب حلب، احترق بعد أن أسقطت عليه طائرات حربية قنابل حارقة. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن 14 غارة جوية استهدفت منطقتي بستان القصر والكلاسة المجاورة، ما أدى إلى اشتعال " حرائق هائلة"، وسط اشتباكات بين مسلحين معارضين وقوات الجيش السوري. ووصف رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، الغارات بأنها "الأكثر كثافة خلال شهور" على هاتين المنطقتين، وقتل فيها عدد من المدنيين بينهم ثلاث سيدات وثلاثة أطفال. "طويل ومؤلم ومحبط" وقال مركز إعلام حلب إن الحرائق نتجت عن "قنابل فوسفورية حارقة". وتظهر صور فيديو نشره المركز وجماعة "ثقة" المعارضة حرائق كثيفة تتصاعد ألسنة لهيبها في السماء ليلا. وفشلت المباحثات الدولية في نيويورك في الاتفاق على وسائل من شأنها إحياء اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. ووصف ستفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة المكلف بملف الأزمة السورية اجتماع مجموعة دعم سوريا الدولية في نيويورك بأنه كان "طويلا ومؤلما ومحبطا". وقال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إن السبيل الوحيد لاستعادة الثقة في الهدنة هو أن توقف الاطراف استخدام القوة الجوية في الصراع، في إشارة إلى الطائرات السورية والروسية. غير أن نظيره الروسي سيرغي لافروف رفض اقتراح كيري وقال إنه من الضروري أن توقف الجماعات المسلحة أيضا القتال. ورأست واشنطن وموسكو اجتماع مجموعة دعم سوريا الدولية في نيويورك. وقُسمت حلب، التي كانت المركز التجاري والصناعي الرئيسي في سوريا، إلى نصفين تقريبا عام 2012، حيث تسيطر الحكومة على غربها والمعارضة المسلحة على شرقها. وكان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قد قال في كلمة أمام مجلس الأمن الأربعاء، إنه "لن يكون هناك وقف آخر أحادي (للقتال) من جانب قوات الحكومة السورية. ودعا نظيره الأمريكي جون كيري، من ناحية أخرى، إلى منع كل الطيران الحربي ( الروسي والسوري) في سوريا في أعقاب هجوم على قافلة إغاثة دولية قرب حرب الاثنين الماضي.
مشاركة :