نيويورك (وام) دعت دولة الإمارات العربية المتحدة منظمة التعاون الإسلامي إلى تبني نهج جماعي استراتيجي شامل يعزز من الدور الفاعل للمنظمة في مكافحة الإرهاب. جاء ذلك خلال بيان الدولة الذي أدلت به معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح أمام الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك على هامش أعمال الدورة 71 لجمعيتها العامة. ونوهت معاليها خلال البيان إلى أن التطرف والإرهاب والطائفية أصبحت آفة عالمية تقوض من بناء الدولة الوطنية وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق المجتمعي وتهدد الأمن الوطني والأمن الإقليمي وتنذر بتهديد السلم والأمن الدوليين.. مجددة موقف دولة الإمارات الثابت بضرورة نبذ التطرف والإرهاب والطائفية ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره مهما كانت دوافعه ومبرراته ومصدره. كما استعرضت جهود المكافحة المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات بما في ذلك مشاركتها في التحالفات الإقليمية والدولية لضرب معاقل الإرهاب وتدمير مقدراته.. مؤكدة أن الدولة تعمل على حشد المجتمع الدولي للقضاء على هذه الآفة. وقالت :«إننا نؤمن بأن محاربة الإرهاب مسؤولية تقع على عاتق جميع الدول الأعضاء في منظمتنا وعلينا جميعاً التشارك والتضامن في الحرب ضد التطرف والإرهاب من خلال تبني نهج جماعي واستراتيجية شاملة وقيام منظمة التعاون الإسلامي بدور بارز وفعال وتقديم مساهمة متميز في الجهد الدولي لمحاربة الإرهاب». وشددت على أهمية أن تكون المكافحة الثقافية والفكرية والإعلامية ركنا أساسيا من استراتيجية محاربة الإرهاب.. داعية في هذا السياق إلى ضرورة إشراك علماء الأمة ورجال الفكر والمؤسسات الدينية في التصدي للأيديولوجية الإرهابية ومنع الخطاب الديني المتطرف. وتطرقت في هذا السياق إلى الإنجازات التي حققتها الدولة بهذا الشأن بما في ذلك استضافتها لمركز «هداية» وأيضا لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة برئاسة شيخ الأزهر وكذلك تدشينها في أبوظبي لمركز «صواب» الذي يعتمد على تسخير وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي على شبكة الإنترنت من أجل تصويب الأفكار الخاطئة ووضعها في منظورها الصحيح وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة التي غالباً ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة التي يروجها أصحاب الفكر المتطرف. وتحدثت معالي الشيخة لبنى القاسمي عن تطورات الأمن في منطقة الخليج.. مجددة حرص الإمارات الدائم على التمسك بركائز سياستها الخارجية الملتزمة بانتمائها الخليجي والعربي وانفتاحها الدولي في إطار مبادئ مراعاة حسن الجوار واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحل النزاعات الدولية بالطرق السلمية وتحكيم ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية والعمل بموجب قواعد وأحكام القانون الدولي. وشددت على أن التمسك بهذا النهج يعد أمرا أساسيا وضروريا لتعزيز عوامل الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربية. كما أعلنت عن موقف الإمارات الرافض بالمطلق للتدخلات الإقليمية السافرة في الشؤون الداخلية للدول بما يهدد أمنها واستقرارها عبر إثارة القلاقل والفتن بين أبناء الشعب الواحد.. مطالبة بالوقف الفوري لهذه التدخلات للحفاظ على مبادئ حسن الجوار واحترام سيادة واستقلال ومصالح وخصوصية كل دولة والكف عن استخدام الورقة الطائفية كوسيلة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول. ودعت جميع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي إلى احترام هذه المبادئ ونبذ أوهام الهيمنة والتمدد الإقليمي والامتناع عن تشجيع عدم الاستقرار والكف عن دعم الميليشيات المسلحة ومنع العبث بمكونات الدولة الوطنية. ... المزيد
مشاركة :