صنعاء: الخليج تعهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالنصر في حرب حكومته الشرعية مع الانقلابيين وتحطيم سعيهم لإقامة نظام ثيوقراطي عنصري على غرار ولاية الفقيه، مجدداً الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، ولرئيس وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي من أجل استعادة الشرعية في اليمن. وأكد في كلمة اليمن التي ألقاها، أمس، في أعمال الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الانتصار وتأسيس الدولة الاتحادية العادلة، قائلاً إن النصر أصبح أقرب من كل وقت مضى، وسننتصر لا محالة، وسنحقق مشروعنا العادل، وسننتزع اليمن من مخالب إيران. ودعا هادي من وصفهم أصحاب المشروع الانقلابي من ميليشيات الحوثي وصالح الاستماع لنداء الإنسانية والتفاعل مع مساعي الأمين العام ومبعوثه الخاص إلى اليمن، لتنفيذ ما اتفقنا عليه من مرجعيات ثابتة تتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة بالشأن اليمني وتحديداً القرار 2216، واستكمال خطة السلام التي بدأناها في دولة الكويت الشقيقة. غير أن الرئيس اليمني في كلمته أكد أننا لسنا دعاة انتقام ولا نبحث عن استئصال أحد من الساحة اليمنية ونمد يدنا للجميع لبناء يمن جديد، وبالرغم مما أحدثه المشروع الانقلابي من أضرار بالغة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وقال إننا مازلنا ننظر اليهم كفئة يمنية باغية لا بد من عودتها للصواب ولا نصادر حقها في المستقبل، موضحاً: وقد دعوناهم لإثبات ولائهم لوطنهم أكثر من مرة بنزع أيديهم من يد الدول التي لم تقدم لليمن سوى الخراب والبارود ووقود الحروب. وذكر انه تحدث قبل أربعة أعوام في الأمم المتحدة عن الخطوات التي قمنا بها وسنقوم بها في طريق الانتقال السياسي للسلطة في إطار المبادرة الخليجية والقرارات الدولية، وقلت لكم حينها إن إيران تعرقل كل الإجراءات التي نقوم بها من خلال كثير من الأعمال والتدخلات. واليوم نجني ثمن ذلك العبث الذي مارسته في اليمن من خلال الميليشيات الانقلابية للحوثي وصالح التي انقلبت على كل شيء. وفي سياق إشارته لجهود السلام قال هادي السلام الذي ننشده لا يمكن أن يقبل بسيطرة الميليشيات والعصابات الطائفية على مقدرات الدولة والسلاح الثقيل والمتوسط والصواريخ التي تستهدف أمن واستقرار اليمن والجزيرة والخليج، وإن مساعينا للسلام لا يمكن أن تتجاوز أبداً تضحيات شعبنا الغالية وأهدافه النبيلة، ولا يمكن لأي حلول سلمية اًن تتجاوز إنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه أولاً من خلال انسحاب الميليشيات المسلحة وتسليم السلاح والمؤسسات، ثم استكمال مسار الانتقال السياسي بإقرار مسودة الدستور الجديد والذهاب لانتخابات شاملة، ومن هنا رحبنا وتعاطينا مع كل الجهود المخلصة للأمم المتحدة وجميع الأفكار التي تساهم في إحلال السلام والتي يرفض الطرف الانقلابي التعاطي الإيجابي معها. ووصف في خطابه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الميليشيات من قتل ممنهج للمدنيين والأطفال وكبار السن وخاصة في محافظة تعز، وأعمال الاختطافات والإخفاء القسري وحصار المدن وإلغاء الحريات العامة والحرب العبثية على الشعب هي أعمال إرهابية لا فرق بينها وبين أعمال داعش والقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية. واعتبر أن الإرهاب الذي يصل إلى اليمنيين من الميليشيات الانقلابية هو نفس ما وصلهم من إرهاب داعش والقاعدة، لأن الشعب اليمني هو الوحيد الذي يتضرر من إرهاب النسخ اليمنية من داعش والقاعدة وحزب الله، وعلى العالم أن يفهم أولويات الشعب اليمني في حربه ضد كل الأطراف الإرهابية بمختلف أشكالها وأصنافها. وأشار الرئيس اليمني محذراً من أن سياسة الأمر الواقع والتعامل مع المتطرفين يعتبر سابقة خطيرة في المجتمع الدولي تشرعن لجماعات الانقلاب والعنف والإرهاب وتفرض وجودها على الشعوب بقوة السلاح. وفي كلمته دافع عن قراره الرئاسي بنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، وقال من خلال المعطيات السابقة وبعد أن أوشك الاقتصاد اليمني على الانهيار، وبعد أن قامت الميليشيات الانقلابية بصرف البنك المركزي اليمني عن مهمته وتحويله إلى واحدة من وسائل الحرب على الشعب اليمني عبر تمويل الحرب والنهب المنظم لمقدرات البنك وإنهاء استقلاليته وانهيار العملة المحلية، وتصفير الاحتياطي النقدي عبر سياسات اقتصادية غير مسؤولة، قررنا نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن لإنقاذ مايمكن إنقاذه. وأشار الرئيس اليمني الى خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، ونوه إلى أن ما يتم تقديمة لا يغطي إلا الجزء اليسير من الاحتياج الفعلي المتزايد بسبب الأوضاع المأساوية الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني، وجدد دعوته إلى جميع الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها السابقة. وأكد في كلمته أن اليمن الذي ننشده والذي سيخرج من ركام الحرب الظالمة التي فرضتها ميليشيات الحوثي وصالح، سيكون أكثر التحاماً بمحيطه الإقليمي، مدركا لعمقه الاستراتيجي والجيوسياسي في منطقة الجزيرة العربية والخليج.
مشاركة :