أول ما يصافح القادم إلى بلادنا عبر منافذنا الدولية، وبالذات المطارات، وجوه موظفي الجوازات وعمال الخدمات الأرضية وموظفي الجمارك والأمن والمرور ومن يحملون الحقائب والبائعين في حوانيت وأكشاك المطار. سائق التاكسي أيضاً وجه بارز لا يغيب أينما اتجهت بطول المطار وعرضه لا ينتظرك تأتي إليه سيبادرك حال خروجك من البوابة. ستجد نفسك محاصرا بكثيرين منهم. يسألونك بلغتهم الدارجة «تبي تكسي» فإن تأكدوا من رغبتك دخلت معهم في مفاوضات حول السعر. هؤلاء من سائقي سيارات الأجرة يعملون بشكل فردي فلا يتبعون لشركات الليموزين، كل واحد منهم يلقط رزقه بطريقته الخاصة، وفيهم المتعلم وأغلبيتهم على قد الحال، لكن قد تجد فيهم كثيراً من المرؤة والشهامة، يتفوقون بها على كثير من أدعياء العلم والثقافة. هؤلاء وغيرهم من وجوه الوطن إما أن يتركوا انطباعات أولية جميلة ورائعة لدى ضيوف الوطن، وقد يتسبب موقف سلبي في ترك انطباع غير جيد، لذلك تبقى هذه المواقع حساسة ولا ينبغي أن يبقى فيها إلا من يقدمون نماذج تحتذى لأبناء هذا الوطن المضياف. القادم الجديد لأي بلد مترع بحب الاستطلاع يفتح عينيه بكامل استدارتهما، وأذنيه بكامل تجويفهما لا يريد أن يفوته شيء، وخاصة من يحب التعرف على الدول وطبائع أهلها وعاداتهم وتقاليدهم وغير ذلك من أمور. أشياء كثيرة قد نغفل عنها، ومنها كيف نظهر بوجوه وطنية جميلة تمثلنا أمام القادمين بما يملكه مواطنو هذا البلد من ثقافة وأخلاق وتاريخ عريق. ما تم إنجازه خلال مسيرة طويلة قد تشوهها تصرفات غير مسئولة، مؤكد أن الجوازات والمرور وغيرهما يدربان أفرادهما وكذلك شركات الطيران والشركات السياحية والفندقية تحرص وبعناية فائقة على اختيار أفضل النماذج من الشباب وتدريبهم ومحاسبة من يخطئ منهم من أجل البقاء في المنافسة. المشكلة في البقية الذين لا يتبعون أي جهات ويعملون بشكل فردي، هل يتركون هكذا أم يتم تثقيفهم. لو وضع لهم تنظيم خاص يشترط حصولهم على دورات كل في مجال عمله والأهم كيف يتعاملون مع القادمين للوطن. رائع أن يقدم كل واحد منا عملا جميلا من أجل هذا الوطن، المهم الابتعاد عن السلبية. المظهر الجميل لوحة يشترك في رسمها الجميع. حتى ذلك الشاب الذي أصر على حمل شنطة ذلك الرجل المسن ونحن نخرج من بوابة المطار وجه مشرق من وجوه الوطن.
مشاركة :