بعض الأزمات يأتي في ثنايا هوامشها فوائد، حيث تظهر لنا وجوه شديدة القبح تعبّر عن نفوس دنيئة وقلوب سوداء ونفاق مكشوف، وعداوة للأهل والوطن والمجتمع، وموالاة شديدة للغرباء . على أثر قطع حكومة المملكة العربية السعودية لعلاقاتها مع حكومة قطر، نتيجة لانتهاج الأخيرة لسياسات لا تنسجم مع مبادئ حسن الجوار والأخوّة والروابط التاريخية، خرج علينا وعبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي من يذرف الدموع على قطر وشعبها، في محاولة لتضليل الناس والتدليس عليهم بهدف صرفهم عن الأسباب الحقيقية لقطع العلاقة والتي أعلنتها المملكة عبر بيان رسمي وافٍ وشامل، تحدث عن كل ممارسات الدوحة طوال السنين الماضية ودعمها للإرهاب والجماعات الإرهابية، ونصبها لقناة الجزيرة كمنصة للهجوم الدائم على المملكة، وتدخلها في شئوننا الداخلية من خلال دعم الإرهابيين في القطيف، واستضافتها لجماعة الإخوان المحظورة. برغم كل تلك الإيضاحات والمقاطع التي تدين حكام قطر الأب والابن وتورطهم بمحاولات وترتيبات دنيئة، إلاّ أنّ هناك من حمل على عاتقه مسئولية نشر أفكار مضللة ومغلوطة لإقناع الناس تارة ببراءة حكام الدوحة وتارة أخرى بأنّ قطع العلاقات سيضر بالشعب القطري، وهذا وتر صاروا يعزفون عليه بقوة لكسب تعاطف البسطاء والسذّج والبعيدين عن أجواء الأحداث، ومن لا يملكون تفاصيل كافية عن مجريات الأمور. هناك من يتلقف رسائلهم إما بجهل وحسن نية، وإما بسوء نية ثم يقوم بنشرها على نطاق واسع لتحدث شوشرة وضبابية لدى كل من لا يميز ولا يعرف، وإن عرف لم يفهم . قد يسأل البعض وما هدف أصحاب النفوس الرديئة، ومن هم بالتحديد ؟ . كما ذكرت في البداية فأهدافهم واضحة فهي محاولات مكشوفة لأصحاب الفكر لتبرئة حكومة الدوحة، وتقديمها على أنها غير مسئولة عن كل ما ذكر في البيان، وأنّ أولئك الحكام لم يرتكبوا ما يستوجب المسارعة بقطع العلاقات! أما من هم فلا شك أنهم بين أخواني يخفق فؤاده لأحبابه في الدوحة، أو فارسي صفوي موالٍ لحكام الدوحة، أو عدوٍّ لهذا الوطن سواء من الخونة داخله أو من خارج،ه وهؤلاء مثل الذباب يقعون دائماً على القاذورات ويبحثون عن السلبيات! لذلك يبقى دورنا كمواطنين الثقة الكاملة بقرارات الدولة تحت أي ظرف لقطع الطريق على كل عميل أو مندس أو عدوٍّ محرض.
مشاركة :