وصف فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب نجاح موسم الحج بالنصر الذي يفرح به المؤمنون ولا يكرهه إلا المنافقون، مؤكداً أن الحج ليس ميدانا للمزايدات السياسية والمناكفات والخصومات، وسيظل هانئا ما دام سالما من تلك الشوائب والمحدثات بمشيئة الله. وأعرب في خطبة الجمعة أمس عن شكره لمن جعلهم الله أسبابا لهذا الأمن وأكرمهم بهذا الشرف ولمن خدم حجاجه في الحرمين ومنافذ البلاد. وقال: «مما أحاط الله به بيته الحرام وحجاجه الكرام الأمن والطمأنينة والسلام، حرم يأمن فيه الحيوان والحجر والطير والشجر، وتعظم فيه حرمة المؤمن دمه وماله وعرضه»، مؤكداً أن «الحج مسيرة أمن وسلام، فلا نداء إلا بتوحيد الله ولا دعاء إلا لله ولا هتاف إلا بالتكبير، دلل ذلك على صدق القائمين على أمن الحج ورعاية الحجاج والحب المبذول لكل المسلمين أياً كانت أجناسهم ولغاتهم، وهو رسالة لكل العالم أن هذا الدين وشعائره رحمة وعدل وأمن وسلام وأن الإسلام والمسلمين براء من مسالك العنف والإرهاب والعداء، وموقف شكر وإكبار لرجال الأمن الساهرين على أمن الديار المقدسة وأرض الحرمين الشريفين في حدودها وثغورها حماية للديار، وفي كل وقت تتكشف بطولاتهم في صد عدوان أو إحباط مخططات إرهابية أو كشف خلايا سوء وخيانة». وبين أن موسم حج هذا العام كان بفضل من الله مظهر الاجتماع وهو السبب الثالث من أسباب النجاح، فاجتماع الحج هو أعظم مؤتمر على وجه الأرض تظهر فيه سعة أفق أهل السنة والجماعة في احتواء المسلمين كلهم دون تفرقة، بل هو تحت شعار الإسلام وقصد رضا الرحمن، والناس سواسية في لباسهم وقصدهم لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، مطالبا الأمة الإسلامية أن تعي هذا الموقف وأن تعلم أن التحدي الذي يواجه الأمة أكبر من الإغراق في التفاصيل. وأضاف آل طالب: «من أسباب حفظ الحج اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدين كله»، مؤكداً أن الإسلام دين الوسط واليسر قد علق به من الشوائب ما غطى بهاءه وصفاءه وفرق المسلمين وشتتهم، والأدهى من ذلك إثارة الغبار على عامة المسلمين بتمزيقهم وتحزيبهم وجعلهم فرقا وشيعا، مما يؤكد أن في داخل الأمة أدواء لا تقل خطورة عن ضرر أعدائها من الخارج. وحث إمام وخطيب المسجد الحرام العلماء أن يبينوا للأمة حقيقة ومقتضى قول الله عز وجل «وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون»، داعيا إياهم إلى الوعي والحذر مما يحاك ضدهم، مؤكداً أن جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم فريضة شرعية وأوامر إلهية، ومن الواجب وأد كل خلاف يشق صف المسلمين ويفرق بينهم.
مشاركة :