قال، أمس الجمعة، محمد خان رحمي، والد أحمد خان رحمي، الذي اعتقل يوم الاثنين، بعد أن تبادل النار مع الشرطة، وبعد أن نصب انفجارين، واحدا في نيويورك والثاني في ولاية نيوجيرسي، وجرح 31 شخصا، إنه كان أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أن ابنه، بعد أن عاد من أفغانستان قبل عامين، «صار متطرفا، وأصابه هوس التشدد». وأضاف الوالد، الذي كان يتحدث هاتفيا مع وكالة أسوشييتدبرس الأميركية: «وجدت تغييرا واضحا في شخصيته. لم يعد عقله كما كان. صار سيئا. لا أعرف ما هو السبب. لكني أبلغت شرطة (إف بي آي)». وقال إنه لا يعتقد أن «إف بي آي» حققت مع ابنه في ذلك الوقت. لكن، بعد الحادث، بدأت شرطة «إف بي آي» تحقق معه هو. وهو يتعاون معها «تعاونا كاملا». وأضاف: «أدين بشدة ما فعله ابني. وأحس بالحزن لما لحق بالجرحى». كان الابن (28 عاما) اعتقل يوم الاثنين بعد اشتباك مع الشرطة في ليندن (ولاية نيوجيرسي). وأمس، قال محاميه لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه يتعالج في مستشفى في نيويورك من جروح أصيب بها عند اعتقاله. ورفض المحامي تحديد اسم ومكان المستشفى. ليلة السبت، ذهب رحمي إلى حي تشيلسي في نيويورك، وفجر «عبوة ناسفة، بدائية الصنع»، كما قالت الشرطة. ثم وضع عبوات ناسفة أخرى انفجرت في سيسايد بارك (ولاية نيوجيرسي)، وفي المدينة الصغيرة التي يسكن فيها، إليزابيث (ولاية نيوجيرسي). وحسب وثائق الادعاء أمام المحكمة، جاء رحمي إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره 7 أعوام. وبعد أن حصل على الجنسية الأميركية، صار يتنقل بين الولايات المتحدة وأفغانستان. وتزوج أفغانية قبل عامين، وأحضرها معه إلى الولايات المتحدة. غير أن الزوجة سافرت، قبل الانفجارات بأسبوع، إلى أفغانستان. وحسب ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الثلاثاء، توجد الزوجة حاليا في الإمارات، ويحقق معها وفد من «إف بي آي»، وشرطة نيويورك، وشرطة نيوجيرسي. وعثرت الشرطة على مذكرات كان يحملها رحمي عندما اعتقل. وكتب فيها: «إن شاء الله، سيسمع الناس أصوات القنابل في الشوارع. وأصوت الرصاص الموجه إلى الشرطة. وذلك بسبب قمعكم وظلمكم». وتوجد في المذكرات إشادة بزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي قتل قبل سنوات في عملية نفذتها قوات خاصة أميركية. وكانت الشرطة عثرت على رحمي عندما كان نائما في مدخل ملهى في ولاية نيوجيرسي. وقال ديريك أرمستيد، رئيس بلدية ليندين (ولاية نيوجيرسي)، إن صاحب الملهي أبلغ الشرطة عنه دون أن يعرف من هو. وعندما اتجه شرطي إلى المكان ليحقق، وقبل أن يوقظه، تأكد الشرطي أنه رحمي الهارب. وبمجرد إيقاظه، سارع رحمي وأطلق النار على الشرطي. لكن، كان الشرطي يرتدي سترة واقية من الرصاص. يوم الانفجارات، كان الرئيس باراك أوباما يزور نيويورك لإلقاء خطابه السنوي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهناك قال إن المسؤولين لا يعتقدون أن هناك صلة لرحمي مع منظمة إرهابية، في الداخل أو الخارج. وأضاف: «من حسن الحظ الشديد» لم يقتل أي شخص بسبب الانفجارات. وقال المرشح الجمهوري دونالد ترامب إنه يحس بالأسف لأن رحمي «يعامل مثل هذه المعاملة، يعالج علاجا راقيا، ويحصل على محام على نفقة الحكومة». وأضاف ترامب: «يؤكد ذلك ضعف أجهزتنا الأمنية، وتساهلها». لكن، قالت منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون: «لا تساعد لهجة ترامب سوى تشجيع التنظيمات الإرهابية». وأضافت، في مؤتمر صحافي في نيويورك: «يساعد خصومنا هذا النوع من الكلام الذي استخدمه ترامب».
مشاركة :