أشادت سفيرة الجمهورية التركية لدى مملكة البحرين هاتون ديمرير بالزيارة الرسمية التي قام بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى أنقرة أواخر شهر أغسطس/ آب 2016 الماضي، واصفة إياها بأنها "تبشر بعهد جديد في ترسيخ الروابط التاريخية الممتدة بين الدولتين، وأنها ستفتح آفاق أرحب من العلاقات الوثيقة والقوية بينهما في المستقبل القريب، وبما يضمن تحقيق المصالح المشتركة للبلدين وخير شعبيهما". وقالت السفيرة في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين "بنا" إن "الاتصالات القائمة والمستمرة ووشائج الصداقة الوطيدة بين قيادتي البلدين ستدعم مسار تطوير العلاقات بين مملكة البحرين والجمهورية التركية على كافة الأصعدة"، معربة عن "اعتزازها وتقديرها للمراحل المتقدمة التي وصلت إليها العلاقات البحرينية ـ التركية، خاصة مع حرص بلادها على تفعيل التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات والارتقاء بها لمستويات أكثر تقدما وازدهارا". وأكدت "أن زيارة العاهل المفدى السامية لأنقرة ومباحثاته ولقائه بالمسؤولين هناك، كانت ناجحة جدا بكل المقاييس"، معتبرة إياها بأنها كانت "مثمرة وتاريخية بكل معنى الكلمة، وسيكون لها آثار إيجابية للغاية على مستوى توطيد العلاقات الأخوية بين مملكة البحرين وجمهورية تركيا في جميع المجالات خلال الفترة المقبلة". وذكرت أن "توقيت الزيارة السامية كان مهما جدا"، سيما بعد أن واجهت تركيا جملة من التطورات السياسية، (محاولة انقلاب دموية قادتها منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية لعزل الحكومة المنتخبة ديمقراطيا)، وكان جلالة الملك المفدى أول زعيم من المنطقة والعالم العربي يقوم بزيارة رسمية لأنقرة أظهرت مملكة البحرين من خلالها للعالم موقفها الداعم لها (موقفها المبدئي الرافض بشدة أي محاولة لتقويض الشرعية الدستورية في جمهورية تركيا)"، لافتة إلى "أن الزيارة عكست متانة العلاقات الأخوية بين البلدين، وسيكون لها دائما مكانة خاصة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي قلوب وعقول الشعب التركي الذي لن ينسى هذه الزيارة وموقف مملكة البحرين". وأضافت أن الزيارة حظيت باهتمام رسمي واسع، وذلك في إشارة لمراسم الاستقبال الحارة التي قوبل بها العاهل البحريني المفدى، حيث "عقد القائدان فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اجتماعا ثنائيا، وذلك بعد مراسم الاستقبال الرسمي في المجمع الرئاسي في أنقرة، كما ترأسا جلسة مباحثات رسمية بحضور وفدي البلدين تم خلالها بحث العلاقات الثنائية القوية إلى جانب القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية". وتابعت قائلة: "تم التأكيد خلال المباحثات المشتركة بين البلدين على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات مع التركيز بشكل خاص على المجالات الاقتصادية والتجارية"، موضحة "أن الجانب التركي دعا إلى انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة خلال الربع الأخير من العام الجاري لتعزيز التعاون ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين". ونوهت "بالتوقيع على 5 اتفاقيات وبروتوكولات جديدة لتعزيز التعاون في المجال القانوني والشباب والرياضة والنقل الجوي والثقافة والتعليم، وذلك إثر جولة المحادثات الرسمية بين وفدي البلدين وبحضور فخامة الرئيس التركي وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الذي قام والوفد المرافق له بعد انتهاء برنامج الزيارة الرسمي لأنقرة بزيارة إلى إسطنبول لحضور حفل افتتاح الجسر الثالث الممتد على مضيق البوسفور والرابط بين آسيا وأوروبا"، لافتة إلى أن "الحكومة والشعب التركي كان لهما شرف حضور جلالة الملك المفدى حفل افتتاح جسر يافوز سلطان سليم". وعبرت السفيرة عن "فخرها وسعادتها بمشاركة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد حفل الافتتاح، كما تقدمت بالشكر إلى الديوان الملكي ووزارة الشؤون الخارجية وسفارة مملكة البحرين في أنقرة وكافة السلطات البحرينية ذات الصلة للتعاون الكبير والجهود الدؤوبة التي قام بها موظفوها لتقديم كافة أشكال الدعم للسفارة التركية للإعداد لهذه الزيارة التاريخية". يذكر أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى قد قام بزيارة إلى تركيا في الفترة من 25 إلى 28 أغسطس، وهي الأولى من نوعها لزعيم عربي يزور أنقرة وإسطنبول بعد التطورات التي شهدتها البلاد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي، وعقد العاهل المفدى خلال الزيارة محادثات رسمية مع فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين الأتراك، كما شارك في حفل افتتاح جسر يافوز سلطان سليم الممتد على طول 1.4 كم والذي يبلغ اتساعه 59 مترا, ويعد من أكبر الجسور المعلقة إذ يتضمن ثمانية مسارات للسيارات وخطين للسكك الحديدية عالية السرعة.
مشاركة :