تنطلق اليوم فعاليات الدورة الثامنة من معرض العين للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مركز العين للمؤتمرات ويستمر حتى 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بمشاركة 77 عارضاً بزيادة 10% على العام الماضي، بما يؤكد حضوره كأحد أبرز الفعاليات الثقافية المتخصصة بالكتب والقراءة وإنتاج المعرفة في مدينة العين. ويفتتح معرض العين للكتاب أبوابه لاستقبال الزوار يومياً على فترتين، من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، والفترة الثانية من الساعة الخامسة عصراً وحتى العاشرة مساءً، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والمهتمين من جميع فئات المجتمع، ليتيح لهم فرصة الاطلاع على أحدث الإصدارات في مجالات الأدب والفكر والشعر والتاريخ ومجموعة متنوعة من الكتب الأكاديمية والتربوية، ولقاء كتّابهم الإماراتيين المفضلين والاطلاع على أحدث نتاجاتهم وإصداراتهم الأدبية. يشهد المعرض انعقاد مجموعة من الندوات الثقافية والأدبية التي تناقش العديد من المواضيع والأفكار المتعلقة بالمجتمع والتربية، يقدمها مجموعة من رواد الفكر والمثقفين والكتاب والصحفيين. ومن أبرز المواضيع التي تناقشها الندوات الثقافية خلال المعرض، التجارب الإماراتية الشبابية الرائدة في مختلف المجالات، وموضوع التقنيات التربوية لحل المشكلات السلوكية وتنمية القدرات العقلية، والعالم الافتراضي وأثره في الأسرة، إلى جانب ندوات أخرى تبحث في السلوكيات القرائية للشباب، وأساليب رواية القصص وتأليف الحكايات، فضلاً عن ندوة تتضمن قراءات متخصصة حول مدينة العين. كما يحتفي معرض العين للكتاب بباقة مختارة من الكتب والمؤلفين الإماراتيين، من خلال برنامج ثقافي يسلط الضوء على التجربة الغنية لهؤلاء المبدعين، مع استعراض خلاصة نتاجهم الفكري والثقافي، حيث يشكل البرنامج الثقافي المصاحب نقطة اهتمام بالنسبة للجمهور، خاصة أنه يركز على مناقشة الكُتاب الإماراتيين لمختلف القضايا الثقافية والإبداعية، ويوفر لهم فرصاً للقاء القراء ومشاركتهم الحوار. إضافة إلى ذلك يقدم المعرض برنامجاً حيوياً للناشئة، يراعي كافة احتياجاتهم العمرية المختلفة وذلك من خلال ركن الإبداع الذي يشكل نقطة جذب لرواد المعرض من الأطفال، خاصة أنه قدم خلال الدورات السابقة تجربة فريدة للأطفال وذويهم للتعرف الى عالم الكتاب، وينقسم ركن الإبداع إلى خمسة أقسام، ويستقبل الزوار على فترتين، الفترة الصباحية من الساعة التاسعة والنصف صباحا حتى الواحدة ظهرا، والفترة المسائية من الخامسة عصرا إلى الثامنة والنصف مساء. بدوره يشارك مركز القطارة للفنون التابع للهيئة في معرض العين للكتاب عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية هي الورش الفنية المتنوعة، وهي عبارة عن برنامج فني يقدم للزوار فرصة التعرف الى أجواء الورش الفنية التي يقدمها المركز، معرض الفنان الإماراتي معضد الكعبي، ورواية القصص، والبرنامج الموسيقي، إضافة إلى حوار مع فنان. تمكن المعرض خلال السنوات الماضية من جذب كبرى دور النشر المحلية إلى مدينة العين التي تشهد تطوراً نوعياً متسارعاً في الاهتمام بالثقافة وصناعة الكتاب، خاصة أنها تضم كبرى الجامعات الوطنية. كان المعرض قد انطلق في عام 2009 ليكون نافذة لأبناء مدينة العين بشكل خاص والمناطق الأخرى على الكتاب، وأداة لبناء مجتمع محب للعلم والمعرفة يعتمد على تأصيل روح الثقافة في نفوس أفراده خاصة الأطفال، وركز على طلاب المدارس والجامعة، ملبياً حاجاتهم من الكتب التربوية والمنهجية والكتب الثقافية العامة، ولم يغفل بقية فئات القرّاء، فسعى إلى أن يقدم مادة شاملة عبر دور نشر وعناوين ظلت تتزايد باطراد، من دورة إلى أخرى، وأظهر تفاعل جمهور مدينة العين مع الفعاليات الثقافية، وعكس زيادة الإقبال عليه استفادتهم من الفعاليات التي قدمها وشارك فيها الطلبة، ففي دورته الأولى وصل عدد العارضين إلى 25 عارضاً وموزعاً من داخل الدولة وخارجها، وزاره من المدارس وحدها ثلاثة آلاف طالب وطالبة يمثلون 30 مدرسة في مدينة العين إضافة إلى الجمهور وزوار المركز. أما في دورته الثانية فقد توافد عليه أكثر من 6000 طالب من العين، وحتى من سلطنة عمان المجاورة، وشاركت 29 دار نشر، وهكذا استمرت وتيرة المعرض في الارتفاع، واستمر تزايد العارضين وإقبال الزوار عليه، ليكون موعدا سنويا متجددا بأنواع منوّعة من الكتب والعناوين والمعارف والعلوم، والجديد في كل ميادين المعرفة، مما يغذي نهم الطلاب والقرّاء العاديين على حدّ سواء. منذ انطلاقته كانت للمعرض مجموعة من الأنشطة الجاذبة التي تجمع بين الترفيه والإدهاش والمعرفة، ومن أبرزها برنامج ركن الإبداع وهو نشاط تفاعلي يهدف إلى تشجيع عادة القراءة لدى الناشئة من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة في الحركة والتمثيل والإلقاء، وغير ذلك مما يجعل الأطفال يتفاعلون فيما بينهم ويبادرون بالمشاركة في أنشطة حرة تساعدهم على اكتشاف مهاراتهم وتنميتها، وكذلك برنامج تبادل الكتب الذي يتيح الفرصة للقرّاء لتبادل كتبهم القديمة التي قرأوها بكتب لم يقرأوها، وفي هذا الركن يجد القارئ نوادر الكتب بسهولة ويسر، ويعثر على كتاب كان يتمنى أن يقرأه. تتنوع فعاليات المعرض بين القراءات، والأمسيات الشعرية، واحتفاليات تواقيع وإطلاق الكتب، وحلقات النقاش مع كتاب متميزين، وإن من شأن مبادرات تشجيع القراءة، والبرامج الثقافية، وتبادل الكتب، والورش الفنية والحرفية الموجهة لزوار المعرض من الأطفال، أن تجعل هذا الحدث حافلاً بمجموعة متنوعة من الأنشطة للجميع. تغطي الأقسام الخمسة في ركن الإبداع الاحتياجات الحياتية والمعرفية في حياة الطفل بمشاركة ذويه، ففي قسم القراءة الذي تنظمه كلية التربية في جامعة الإمارات العربية المتحدة ورش قراءة وأداء متميزة مع الأطفال، فيما يقوم أكاديميون من جامعة الإمارات العربية المتحدة وبلدية العين وشرطة العين ومؤسسة التنمية الأسرية ومركز الدعم الاجتماعي بقراءة قصص للأطفال لتشجيعهم على القراءة والاستماع إلى القصص، كما يهتم هذا القسم بتنمية مهارات الأطفال على الابتكار من خلال مجموعة ألعاب قرائية تتميز بالتشويق، ويوفر القسم أنشطة تشارك فيها الأسرة نشاطات قرائية وكتابية تفاعلية ويتبادلون فيها كتابة الرسائل التشجيعية والتجارب الشخصية في عالم القراءة، كما يخصص القسم جلسات قراءة قصص تراثية ومناقشتها لتعزيز مكانة التراث الإماراتي عند الأجيال القادمة، وينظم هذا القسم أيضاً رحلات يومية لزيارة الأطفال المرضى في مستشفيات مدينة العين لمشاركتهم قراءة القصص وتقديم الكتب هدايا لهم.
مشاركة :