العين:منى البدوي انطلقت، أمس، فعاليات الدورة الثامنة من معرض العين للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة خلال الفترة من 25 سبتمبر/أيلول ولغاية 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في مركز العين للمؤتمرات، بمشاركة 77 عارضاً بزيادة 10% عن العام الماضي، بما يؤكد حضوره كأحد أبرز الفعاليات الثقافية المتخصصة بالكتب والقراءة وإنتاج المعرفة في مدينة العين. افتتح معرض العين للكتاب أبوابه لاستقبال الزوار يومياً على فترتين، من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، والفترة الثانية من الساعة الخامسة عصراً وحتى العاشرة مساءً، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والمهتمين من جميع فئات المجتمع، ليتيح لهم فرصة الاطلاع على أحدث الإصدارات في مجالات الأدب والفكر والشعر والتاريخ، ومجموعة متنوعة من الكتب الأكاديمية والتربوية، ولقاء كتابهم الإماراتيين المفضلين، والاطلاع على أحدث نتاجاتهم وإصداراتهم الأدبية. ويشهد المعرض انعقاد مجموعة من الندوات الثقافية والأدبية التي تناقش العديد من المواضيع والأفكار المتعلقة بالمجتمع والتربية، يقدمها مجموعة من رواد الفكر والمثقفين والكتاب والصحفيين. ومن أبرز المواضيع التي تناقشها التجارب الشبابية الرائدة في مختلف المجالات، وموضوع التقنيات التربوية لحل المشكلات السلوكية وتنمية القدرات العقلية، والعالم الافتراضي وأثره في الأسرة، إلى جانب ندوات أخرى تبحث في السلوكات القرائية للشباب، وأساليب رواية القصص وتأليف الحكايات، فضلاً عن ندوة تتضمن قراءات متخصصة حول مدينة العين. ويحتفي معرض العين للكتاب بباقة مختارة من الكتب والمؤلفين الإماراتيين، من خلال برنامج ثقافي يسلط الضوء على التجربة الغنية لهؤلاء المبدعين، مع استعراض خلاصة نتاجهم الفكري والثقافي، حيث يشكل البرنامج الثقافي المصاحب نقطة اهتمام بالنسبة للجمهور، خاصة أنه يركز على مناقشة الكُتاب الإماراتيين لمختلف القضايا الثقافية والإبداعية، ويوفر لهم فرصاً للقاء القراء ومشاركتهم الحوار. إضافة إلى ذلك يقدم المعرض برنامجاً حيوياً للناشئة، يراعي كافة احتياجاتهم العمرية المختلفة، من خلال ركن الإبداع الذي يشكل نقطة جذب لرواد المعرض من الأطفال، خاصة أنه قدم خلال الدورات السابقة تجربة فريدة للأطفال وذويهم للتعرف إلى عالم الكتاب. بدوره يشارك مركز القطارة للفنون التابع للهيئة في معرض العين للكتاب عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية هي الورش الفنية المتنوعة، وهي عبارة عن برنامج فني يقدم للزوار فرصة التعرف إلى أجواء الورش الفنية التي يقدمها المركز، معرض الفنان الإماراتي معضد الكعبي، ورواية القصص، والبرنامج الموسيقي، إضافة إلى حوار مع فنان. وتمكن المعرض خلال السنوات الماضية من جذب كبرى دور النشر المحلية إلى مدينة العين التي تشهد تطوراً نوعياً متسارعاً في الاهتمام بالثقافة وصناعة الكتاب، خاصة أنها تضم كبرى الجامعات الوطنية. وتشارك هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في معرض العين للكتاب من خلال جملة من البرامج الثقافية المتنوعة التي تسهم في إثراء الثقافة المعرفية والفكرية والأدبية والفنية، لتتضمن كتباً وجلسات حوارية وورشاً حية وبرامج موسيقية بمشاركة عدد من الفنانين والكتاب المعروفين، حيث تتضمن برامجها البرنامج الموسيقي الذي من خلاله يقوم الفنان صبار اللهيبي بعزف مقطوعات موسيقية تراثية للجمهور من زوار المعرض، بهدف التعريف بالأنشطة التي يقدمها مركز القطارة للفنون التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وأيضاً التثقيف بهذه النوعية من الفنون. إلى جانب ذلك تتضمن مشاركة الهيئة في معرض الكتاب برنامج الورش الحية التي تتضمن ورش الخط العربي، وصياغة الفضة والمشغولات اليدوية، ورسم وتلوين التي سيتم تنفيذها أمام الجمهور مباشرة، إضافة إلى جلسات حوارية سيطرح خلالها المتحدثون منظوراً محدداً لمناقشته مع الجمهور، حيث ستتم مناقشة (محطات القراءة في حياة الفنان) يوم الأربعاء المقبل عند الساعة السابعة مساء، بينما سيتم عقد الجلسة الحوارية الثانية يوم الجمعة المقبل في التوقيت نفسه. جامعة الإمارات وذكرت ريان العبدولي طالبة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات التي تتولى الإشراف على الجناح الخاص بالجامعة، أن الجناح يستهدف جميع فئات المجتمع مع تخصيص جزئية محددة تستهدف طلبة المدارس لتعريفهم بأهمية القراءة بشكل خاص، والمعرفة بشكل عام، وأهدافها وآثارها الإيجابية في حياة الفرد ودورها في توسيع الأفق. وأشارت إلى أن الجناح يسعى لاستقطاب الزوار من خلال تنويع البرامج والفعاليات التي تتناسب مع جميع الفئات العمرية التي سيتم تنفيذها خلال مدة معرض العين للكتاب، حيث ستتم استضافة شخصيات ثقافية وكتاب إماراتيين وفتح قنوات حوارية مع طلبة المدارس ومناقشتهم حول جملة من المواضيع المتعلقة بالقراءة والكتابة والمعرفة، بهدف دفعهم نحو الاطلاع والمعرفة، وغرس أهمية القراءة المتنوعة، إلى جانب التشجيع على المشاركة في الحوارات الثقافية التي تسهم في الإثراء المعرفي وتنمي المخزون الثقافي. وأكدت مريم عبيد مسؤولة المكتبة المتنقلة التي تعتبر من المشاريع الثقافية الفاعلة التي أطلقتها مؤسسة محمد بن خالد آل نهيان الثقافية، حرص المؤسسة على المشاركة في العرس الثقافي الذي تحتضنه مدينة العين كل عام مشيرة إلى أهمية هذه النوعية من الفعاليات الثقافية في تنمية وتعزيز الجوانب الثقافية والمعرفية في المجتمع. وقالت إن الجناح الخاص بالجمعية يستهدف اجتذاب الأطفال وطلبة المدارس لدفعهم نحو الاطلاع على القصص وقراءتها، بطرق وأساليب متنوعة تسهم في خلق الدافع نحو القراءة، إضافة إلى تعريفهم بالأنشطة الثقافية المعرفية التي يحتضنها المركز بشكل عام، ومنها مهرجان الأفلام العلمية ودعوتهم للمشاركة فيها. وذكرت رولا أبو بكر مشرفة مكتبة جمعية محمد بن خالد آل نهيان الثقافية، أن الجناح يحتضن 50 عنواناً لقصص متنوعة مخصصة للأطفال، إضافة إلى تخصيص ركن للأنشطة والقراءة الحرة والرسم والتلوين، وأيضاً المسابقات الثقافية، موضحة أنه تم الأخذ في الاعتبار تضمين فعاليات ترفيهية وأيضاً تخصيص جوائز للأطفال، بهدف اجتذابهم نحو الاطلاع والقراءة وكسر حاجز الروتين من خلال الدمج ما بين القراءة واللهو. من جهة أخرى، عبرت سميرة العلي مشرف تحليل بمجلة ناشونال جيوجرافيك، عن سعادتها بمشاركة المجلة الأولى في معرض العين للكتاب التي تأتي ضمن إطار الحرص على تفعيل دور المجلة ومشاركتها في المبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، بجعل عام 2016 عاماً للقراءة. كما أكدت حرص ناشيونال جيوجرافيك على المشاركة في الفعاليات الثقافية بالدولة للتأكيد على أهمية القراءة والمطالعة، وأهمية جعلها أسلوب ومنهج حياة. وقالت: إن الجناح يستقبل طلبة المدارس لتوسيع نطاق المجلة التي تتضمن معلومات تثري المخزون المعرفي والثقافي، خاصة لدى الطلبة، كما تم تحديد خصومات على الاشتراك لطلبة المدارس تصل إلى 50 % كنوع من التشجيع على القراءة والمطالعة. وتشارك دائرة الأوقاف بالشارقة في المعرض بجناح يضم مشاريعها الخيرية والوقفية التي تسهم في نشر ثقافة مد يد العون للآخرين، وتضمن الجناح عدداً من الكتيبات لجملة المشاريع الخيرية التي تنفذها داخل الدولة وخارجها. مشاركون في المعرض أكد المشاركون من جهات خاصة عدة في مختلف أنحاء الدولة، أن المشاركات الناجحة في المعارض السابقة التي تم تنظيمها في مدينة العين للكتاب، دفعتهم نحو استمرارية المشاركة، حيث أشار هشام محمد من المستقبل الرقمي بإمارة الشارقة، إلى أن التميز الذي يحظى به معرض الكتاب بالعين يشكل دافعاً نحو الإقبال على المشاركة فيه. وقال إن التكنولوجيا باتت منهج حياة الإنسان المعاصر بشكل عام، والطالب بشكل خاص، وهو ما يتطلب الترغيب في القراءة من خلال وسائل تقنية وتكنولوجية حديثة تسهم في تشجيع الطلبة على القراءة وجعلها نمطاً أساسياً في حياتهم، ومن خلال إقحام القراءة لعالم التكنولوجيا وممارستها من خلالها. وذكر محمد الشافعي مدير مشتريات بمكتبة إشراقة بإمارة دبي، إلى أن الجناح الخاص بالمكتبة يضم 600 عنوان تتميز جميعها بمحتواها الثقافي والعلمي المتنوع، لافتا إلى أن العام الماضي شارك بنح 400 كتاب، وأن الإقبال الكبير الذي يشهده معرض العين للكتاب سنوياً وزيارته من قبل مثقفين وكتاب وأيضاً مهتمين بالقراءة، دفعه نحو زيادة عدد العناوين المعروضة لإتاحة الفرصة أمام جميع أفراد المجتمع للاطلاع على الكتب بمختلف محتوياتها. ركن الإبداع يتضمن ركن الإبداع المصاحب للمعرض عدة ورش طوال أيام المعرض، تبدأ بورشة حول استخراج النفط من المياه باستخدام سوائل الحديد المغناطيسية، حيث يتسرب النفط حين يجري إطلاق البترول السائل في البيئة، بوساطة المركبات أو السفن أو خطوط الأنابيب عندما ينقل النفط والوقود عبر دول الخليج. ويحدث ذلك على نطاق واسع، وغالباً ما يشاهد في المسطحات المائية، بينما تبحث الورشة الثانية في نشاط أنزيم الحال للبكتيريا والفطريات في التحول البيولوجي، ويهدف المشروع إلى البحث في إمكانية تفكيك مخلفات المطبخ العضوية الصلبة بوساطة عملية التحول البيولوجي التي تؤديها الأنزيمات الحالة للبكتيريا والفطريات عبر ملاحظة التغيرات التي تطرأ على عينات من مخلفات المطابخ المعقمة التي جرى تطعيمها بالمستنبتات السائلة للأنزيمات الحالة للبكتيريا التي تحتوي على الميكروبات، بينما تدور الورشة الثالثة عن الثلاجة الذكية، وهي ثلاجة ستبرمج لاستشعار أنواع المنتجات التي يجري تخزينها داخلها وتتبع المخزون بوساطة الرمز الشريطي (الباركود). وتتضمن الورش أيضاً قسماً للاستشارات النفسية والعائلية، حيث تجيب الدكتورة نجوى الحوسني، الخبيرة التربوية والأستاذة المساعدة في جامعة الإمارات في قسم المناهج وطرق التدريس، عن الأسئلة التربوية والأسرية واستفسارات الآباء والأمهات وطلبة المدارس والجامعات، إضافة إلى ورش حول قوالب الكتلة الحيوية ونظام الحضور والغياب الذي أعده أساتذة وطلبة مدرسة ثانوية التكنولوجيا التطبيقية، ومدرسة الثانوية الفنية. ويشارك في المعرض مركز القطارة للفنون التابع للهيئة في معرض العين للكتاب، عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية هي الورش الفنية المتنوعة، وهي عبارة عن برنامج فني يقدم للزوار فرصة التعرف إلى أجواء الورش الفنية التي يقدمها المركز، معرض الفنان الإماراتي معضد الكعبي، ورواية القصص، والبرنامج الموسيقي، إضافة إلىحوار مع فنان. واستقطبت الدورة السابقة للمعرض أكثر من 43 ألف زائر وبمشاركة 70 عارضاً قدموا ما يتجاوز 60 ألف عنوان، رسخت وجود المعرض على خريطة أهم الفعاليات الثقافية في مدينة العين من خلال تنوع فعالياته وأنشطته، بما يشكل إضافة كبيرة لمسيرة الثقافة في مدينة العين، لا سيما مع رصيدها الثقافي التراثي التاريخي المعروف. تطور على الساحة الثقافية قال عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: تسعى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى تطوير أنشطتها وفعالياتها الثقافية في مدينة العين عاماً تلو الآخر، ويأتي على رأسها معرض العين للكتاب الذي أثبت نجاحه وأهميته على الساحة الثقافية، لما يقدمه من محتوى فكري وثقافي ثري لجمهور العين، حيث تطور معرض العين للكتاب من 25 دار نشر في دورته الأولى إلى 77 دار نشر اليوم، مضيفاً، كما يسهم هذا المعرض في إنعاش الحركة الثقافية في مدينة العين، ونحن نتوقع له أصداء إيجابية واسعة عن الدورات السابقة، فهو بمثابة ملتقى لجميع المهنيين في مجال النشر والفكر والأدب والفنون. وتشهد هذه الدورة تغيير اسم المعرض من العين تقرأ إلى معرض العين للكتاب. جناح لمنشورات اتحاد كتاب الإمارات شارك اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في فعاليات الدورة الثامنة للمرة الرابعة بجناح خاص لمنشورات الاتحاد، إضافة إلى مشاركة فاعلة في البرنامج الثقافي المصاحب، حيث يضم برنامج المعرض محاضرات وندوات وأمسيات لنخبة من كبار الكتاب والأدباء أعضاء الاتحاد. وعن مشاركة الاتحاد قال مسؤول النشر والتوزيع في الاتحاد الشاعر عبدالله السبب نشارك للمرة الرابعة، والعلاقة بيننا وبين هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة هي نموذج لعلاقات الشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الوطنية. من جهته قال القاصّ محسن سليمان عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: إن جناح الاتحاد يشتمل على معظم ما أصدره الاتحاد منذ تأسيسه باستثناء النافد منها، إضافة إلى المنشورات الجديدة التي تعرض أول مرة. برنامج ثقافي يتضمن المعرض برنامجاً ثقافياً مميزاً يبدأ بمحاضرة لعيدة المحيربي التي تمتلك أكثر من 100 براءة اختراع عن تجارب شبابية راشدة، كما يتحدث خليفة محمد خليفة عبد الله المحرزي عن العالم الافتراضي، وأثره في الأسرة: بين الخصوصية والخوف على الأبناء، حيث يتناول المحرزي، وهو متخصص في معالجة وحل المشكلات الزوجية، ومن مؤسسي مكاتب التوجيه والإصلاح الأسري بمحاكم دبي ودولة الإمارات، ومستشار لدى جائزة أم الإمارات المثالية، ومقيم جائزة الأميرة هيا بنت الحسين لذوي الاحتياجات، وخبير جودة معتمد في المنظمة الأوربية للجودة، موضوع الساعة المتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تنتشر بشكل كبير بين أيدي الصغار والكبار، والتأثيرات التي تقع نتيجة ذلك في الأسرة والمجتمع. ويتحدث يوم غد الدكتور علي عبد القادر الحمادي، الأكاديمي والباحث والكاتب الحاصل على دكتوراه في أدب الأطفال، وله مؤلفات ومنشورات بحثية ونقدية وتربوية وأدبية، عن حب القراءة، وأثرها في حياة الفرد والمجتمع، متناولاً الانعكاسات الإيجابية للقراءة ودورها في تنمية المعرفة على الفرد والمجتمع، فيما يتناول بعد غد الكاتب ناصر الظاهري والكاتبة شيخة محمد الجابري موضوع (عن العين نروي). وتشمل محاضرات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، محاضرة للدكتورة صفاء عزمي، وهي التي أنشأت دار نشر خاصة بها سمّتها واحة الحكايات للنشر والتوزيع، من ضمن أولوياتها تعليم القراءة للأطفال دعماً لمناهج اللغة العربية بعنوان (هيا نروي حكاية)، كما يتناول الكاتب والناشر جمال الشحي المدير العام لدار كُتّاب للنشر والتوزيع، والأمين العام لجائزة الإمارات للرواية، ومحمد نور الدين موضوع ماذا يقرأ الشباب الإماراتي، فيما يتناول الدكتور أحمد الإمام أستاذ علم النفس الجنائي بمعهد التدريب والدراسات القضائية في الإمارات واستشاري علاج سلوكي وذهني في جامعة كلود برنار فرنسا، موضوع التقنيات التربوية لحل المشكلات السلوكية وتنمية القدرات العقلية.
مشاركة :