السلطة الفلسطينية تحذر من تحول الصراع مع إسرائيل إلى «ديني»

  • 2/26/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت السلطة الفلسطينية من تحول الصراع مع إسرائيل إلى «صراع ديني» على خلفية استمرار المحاولات الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى، الذي شهدت باحاته أمس مواجهات بين عشرات المصلين وقوات الشرطة الإسرائيلية التي حاولت إخراجهم من المسجد بالقوة عقب اعتصامهم فيه لمواجهة محاولة متطرفين يهود اقتحامه أمس. وقال الشيخ عزام الخطيب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس لـ «الحياة» إن الشرطة الإسرائيلية اشتبكت مع حوالى 60 مصلياً اعتصموا في المسجد القبلي منذ ليل أول من أمس، بعد إعلان مجموعات يهودية متطرفة عزمها اقتحام المسجد ورفع الأعلام الإسرائيلية عليه بالتزامن مع بدء الكنيست الإسرائيلي مناقشة مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد. وحاولت الشرطة إخراج المصلين المعتصمين صباح أمس قبيل بدء برنامج السياحة الأجنبي، وهو البرنامج الذي يدخل عبره المتطرفون اليهود إلى باحات المسجد. لكن المعتصمين رفضوا ذلك، وجرت مواجهات مع عناصر الشرطة الإسرائيلية أدت إلى إصابة عدد من المعتصمين وعنصرين من الشرطة جراء تعرضهم للرشق بالحجارة من قبل المصلين كما ذكرت الشرطة. ويشهد المسجد الأقصى توتراً متزايداً بين المصلين من جهة والشرطة الإسرائيلية ومجموعات يمينية يهودية تحاول إيجاد موطئ قدم لها في المسجد من جهة أخرى. وقال الخطيب إن «التوتر ينبع في المسجد الأقصى من محاولات بعض الجهات اليهودية السيطرة على المسجد، مثل تقديم نائب رئيس الكنيست موشيه فايجلن مشروع قرار لفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد، وإطلاق رئيسة لجنة الأمن الداخلي في الكنيست ميري ريغف دعوات لفتح جميع أبواب المسجد أمام اليهود للدخول إليه والصلاة فيه، وقيام مجموعات من اليهود المتطرفين بالدخول إلى المسجد ورفع الإعلام الإسرائيلية فيه». وأضاف أن «الشباب، والمسلمين، لن يسمحوا بذلك، والموقف يعتمد على العقلاء في الحكومة الإسرائيلية لثنيهم عن هذه الممارسات». وألغت الشرطة الإسرائيلية برنامج السياحة الأجنبي في المسجد ليوم أمس عقب المواجهات. وأضاف الخطيب: «منذ يوم (أول من) أمس ونحن نطالب بإغلاق باب المغاربة بسبب الاستفزاز والتصريحات التي تتسبب بالهيجان والذي يتعرض لها المسلمون من قبل بعض الجهات اليمينية». وفي ما يتعلق في مناقشات الكنيست حول نقل السيادة في المسجد الأقصى أشار الخطيب: «ننتظر ماذا سيحدث في جلسة الكنيست» (أمس)، مشيراً إلى «اتصالات أردنية منذ عدة أيام مع الإسرائيليين لمنع أي تحرك من شأنه المساس بمكانة الأقصى». ومن المقرر أن تبحث الكنيست مساء الثلثاء مشروع قانون تقدم به النائب موشي فيغلين، العضو المتشدد في حزب «ليكود» الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ينص على «بسط السيادة الإسرائيلية» على المسجد الأقصى. وأعلن نتانياهو أنه يعارض كلياً هذا الاقتراح الذي يقول المعلقون إن ليس له أي فرصة في أن يعتمد بسبب عدم وجود تأييد كاف له. ويعتقد نتانياهو بأن المناقشة ستغضب الأردن ومصر والفلسطينيين بينما تحاول الولايات المتحدة دفع إسرائيل والفلسطينيين إلى توقيع اتفاق سلام في الشرق الأوسط. من جهة ثانية أعلنت الشركة الإسرائيلية المسماة «الشركة الحكومية لتطوير الحي اليهودي» في البلدة القديمة من القدس عن عقد اتفاق مع جمعية «العاد» الاستيطانية يقضي بنقل إدارة حديقة أثرية جنوب غربي المسجد الأقصى إلى الجمعية الاستيطانية المذكورة. وقالت الأوقاف الإسلامية إن الحديقة الأثرية هذه جزء من المسجد الأقصى، وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد بمحاذاة حائط البراق. وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن الهدف من نقل المسؤولية عن الحديقة الأثرية إلى الجمعية الاستيطانية «العاد» هو تسهيل إقامة مشاريع استيطانية في الحديقة وفي بلدة سلوان والبلدة القديمة المجاورتين. ودانت الرئاسة الفلسطينية في بيان الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وممارسات الشخصيات الإسرائيلية الرسمية التي قالت إنها تشارك غلاة المتطرفين في الاقتحامات. واعتبر البيان «إن مثل هذه الاعتداءات لا تشكل خطراً على المقدسات فقط، بل تخلق مناخاً سيؤدي إلى تزايد العنف والكراهية، وتحويل الصراع إلى صراع ديني خطير». وطالبت الرئاسة الحكومة الإسرائيلية «التوقف عن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة، ووقف كل أنواع الاستفزاز الذي تقوم به مجموعات يمينية متطرفة لخلق وقائع مرفوضة، تعد خرقاً للقانون الدولي، وتحدياً ليس للشعب الفلسطيني فقط بل للمجتمع الدولي وللراعي الأميركي». وفي عمان، دعا حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لـ «الإخوان المسلمين» في الأردن وأبرز أحزاب المعارضة في بيان الحكومة الأردنية إلى «تجميد» اتفاق السلام مع إسرائيل بسبب مناقشة القانون في الكنيست. إسرائيلفلسطينالسلطة الفلسطينية

مشاركة :