عندما تُقابل 10 أشخاص توقّع أن (ثلاثة منهم) على الأقل يحسدونك على ما أنت فيه؟ هناك مُعادلة رياضية تقود لمثل هذا الاحتمال، تبعاً لدراسات نفسية وفسيولوجية للطبيعة البشرية بمُختلف الثقافات، حتى لو كنت (فقيراً ومُعدماً)، فهم يحسدون (الميت على موتة الجمعة)، ولعل شطر البيت الشهير للخليفة الأموي يزيد بن معاوية الذي قال فيه (حتى على الموت لا أخلو من الحسد) يتوافق مع مثل هذه النظرية! الخوف من الإصابة بالعين يبدو (وهماً جماعياً) توارثته المجتمعات العربية كابراً عن كابر، وأصابنا بنوع من (عدم التوازن) النفسي في علاقاتنا بالآخرين، نتيجة تطورهذا الوهم وارتباطه (بالخرافة والدجل)، وتأثيره على علاقاتنا وارتباطنا ومُمارساتنا اليومية؟ حتى إنّ بعض الغربيين وغير المسلمين يعانون من ذات الأعراض! الغربيون مثلنا تماماً لديهم مخاوف من الحسد، أو ما يُطلق عليه (العين الشريرة) ويؤمنون بتأثير (القوى الخفيِّة) مُنذ العهد القديم، ولكنهم أكثر تنظيماً منا، مما جعل تلك المخاوف (غير مُعلنة) وغير واضحة أو ظاهرة على تصرفاتهم اليومية، أي أنهم لا يُخفون الخير، خوفاً من الحسد مثلما نفعل، وإن كانوا يحملون ويعانون من ذات الهاجس المقلق؟! إحدى الدراسات الحديثة عن السلوك البشري والتي أجراها فريق من الباحثين بجامعة (كارلوس الثالث) بجامعة سرقسطة الإسبانية، تقول إن (الشخصية الحسودة) هي الأكثر شيوعاً في عالمنا اليوم، وفي مُختلف الثقافات والمجتمعات؟! وهي الشخصية التي تعتمد على المصلحة الفردية و(الأنانية)، تحسد الآخرين على ما آتاهم الله، وتعتقد أنها أحق منهم بما نالوا، ولديها استعداد للصراع معهم - ولو لزوال ما هم فيه من نعمة - إذاً هي (مهمة شيطانية) انبرا لها أكثر من 30 % من البشر اليوم؟! الخوف الدائم من الوقوع ضحية (الحسد والعين)، يختلف تأثيره من مجتمع إلى آخر، وبين ثقافة وأخرى؟ ولكن المؤكد أنه مرض أصاب القلوب في كل المجتمعات، وانتقل بالعدوى إلى (عقول) البعض منها؟! وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :