أثارت حفيظتي اشتراطات إحدى الفنانات في مقابلة فضائية أجريت معها، عندما سألها المحاور عن مواصفات عريس المستقبل التي يجب أن يتحلى بها، لكي تقبله وترضى به، فردت عليه وهي ما زالت تعلك (اللبانة) قائلة له: أريده أن يكون أنيقا وشهما (ومثيرا)!! وأن لا يطلب مني مالا وأن يتحمل تصرفاتي حتى ولو كانت مزعجة وأن يجيد عملية تدليك العنق والكتفين وسواهما وأن يرتب السرير حين يبقى في المنزل وأن يعانقني كل صباح حتى قبل أن أغسل وجهي وأن يهمس بأذني بأشياء حلوة (تزغزغ) عواطفي وأن يتجاهل الأمر إذا سمنت وأن يتذكر يوم ميلادي وأن يمتنع عن التثاؤب حين يأتي أقاربي لزيارتي ولا بأس أن يقوم ببعض الحركات (الصبيانية) أحيانا لكي يضحكني وأن يتغزل بي عندما أكون معه على انفراد، ويثني علي كل الثناء أمام الجميع وكأني أجمل امرأة في العالم ــ انتهى. هذه بعض اشتراطاتها التي ما زلت أذكرها، وهي أعادتني لأحد الرجال (الحونش)، عندما قرأت عنه في أحد كتب التاريخ المنقرضة، عندما سألوه: كيف تختار امرأتك؟! فقال لهم بعد أن فض فوه فضا لا علاج له: لا أريدها جميلة فيطمع فيها غيري، ولا قبيحة فتشمئز منها نفسي، ولا طويلة فأرفع لها هامتي، ولا قصيرة فأطأطئ لها رأسي، ولا سمينة فتسد علي منافذ النسيم، ولا هزيلة فأحسبها خيالي، ولا بيضاء مثل الشمع ولا سوداء مثل الشبح، ولا جاهلة فلا تفهمني، ولا متعلمة فتجادلني، ولا غنية فتقول هذا مالي، ولا فقيرة فيشقى من بعدها ولدي. لا شك أنه ليس أعجب من تلك الفنانة إلا ذلك الرجل، وقد أكون أنا أعجب منه؛ لأنهم لو سألوني عن المرأة التي أتمناها لقلت لهم: أريد أن تكون مواصفاتها هي نفس تلك المواصفات التي رفضها ذلك الرجل، على شرط أن تكون كلها مجتمعة بامرأة واحدة، فقط لكي أرسمها بلوحة (سريالية لا كراكتيرية)، فمن وجهة نظري المحضة ــ وأشدد على كلمة (المحضة) ــ إنما تكمن قمة جمال المرأة بتناقضاتها الشكلية، تماما مثلما تكتمل شخصية الرجل بتأجيره الطابق العلوي من رأسه في الليالي المقمرة.
مشاركة :