سلطان بن سلمان متسائلا: ما الفرق بين حامل السلاح الذي يقتل عمدا والمتهوّرين في القيادة؟

  • 2/27/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شبّه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، المتهورين في قيادة السيارات بـ"إرهابيي الشوارع"، متسائلاً في الوقت ذاته عن الفرق بين من يحمل سلاحاً ويقتل عمداً، وبين المتهور الذي يتسبب في حادث يودي بحياة عائلة بكاملها ويسبب لهم الألم والحزن والإعاقة. وأكد في أولى حلقات البرنامج التلفزيوني "يعطيك خيرها" الذي يواكب حملة "يعطيك خيرها" للسياقة الآمنة التي أطلقتها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، أن على كل سائق مركبة أن يعي بأن هذه المركبة هي "وسيلة نقل وليس للقتل"، وأن يخاف الله عز وجل لدى قيادته المركبة ويحرص على أرواح الآخرين. ولفت الأمير سلطان بن سلمان في البرنامج الذي يعرض على التلفزيون السعودي القناة الأولى والقناة الرياضية وإذاعة جدة، ويقدمه الإعلامي صلاح الغيدان، النظر إلى أن تأنيب الضمير في كثير من الأحيان يكون أقسى من عقوبة السجن أو الغرامة المالية، مستشهدا بإحدى الحوادث التي راح ضحيتها "7" أشخاص من أسرة واحدة ونجا السائق منها بأعجوبة، مؤكداً أن السائق لازال يتمنى الموت في تلك الحادثة أو أن يعود به الزمن إلى الوراء ليقود بحذر ويتبع قوانين وأنظمة السلامة المرورية. واستوقف طفل يبلغ من العمر 15 عاماً التقته كاميرا البرنامج في إحدى جولاتها، يقل عائلته من منطقة لأخرى دون أن يحمل رخصة قيادة، محملاً والده المسئولية إذا ما حصل أي مكروه لهذه العائلة والطفل، وقال إن ثقة الطفل بنفسه لا تبرر الخطأ أو تجاوز الأنظمة والقوانين ويجب أن نكون أكثر حذراً وصرامة مع أبنائنا وعدم إعطائهم المجال قبل حصولهم على رخص قيادة من قبل الجهات المعنية والتأكد من قدرتهم على القيادة الآمنة على الطرقات للحفاظ على العائلة وأرواح الآخرين. وكشف الأمير أن "يعطيك خيرها" حملة تفاؤلية وتم استخدام الجزء الأول بدقة وعناية من المقولة المعروفة "يعطيك خيرها ويكفيك شرها" توحي بالتفاؤل، حيث أنه من المؤلم أن تسبب السيارات نفسها التي يبارك لأصحابها بالحوادث، واصفاً الحوادث في الوقت الحالي نتيجة السرعة الزائدة "بالحوادث الإنسانية" حيث باتت غالبيتها حوادث مميتة أو مسببة لإعاقات تلازم أصحابها طيلة حياتهم. وقال الأمير سلطان بن سلمان إن الكثير من لقاءاته مع الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية تتناول جانب الشباب أو التهور في القيادة، مشيراً إلى أنه طالب في العديد من المناسبات بالضرب بيد من حديد مع المتهورين والمخالفين لأنظمة السلامة المرورية للحد من الأرقام المخيفة التي ارتفعت في السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ، وتحتاج من جميع الجهات ذات العلاقة وأفراد المجتمع كافه بما فيهم الأسرة، الوقوف عند هذه الأرقام والتأمل في الخسائر الاجتماعية التي يتكبدها المواطنون والوطن سنوياً، والمعاناة التي تسببها الحوادث للكثير من الأسر والعوائل. وكشف أنه سيتم توجيه الدعوة للأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم للمشاركة في تدشين الحملة حيث تعد وزارة التربية والتعليم من أهم الوزارات التي تتوجه لها الحملة، لما للتوعية في المدارس والجامعات من أهمية كبرى في تعليم النشئ وتعريفهم بأهمية السياقة الآمنة. وأبان سمو الأمير سلطان بن سلمان أن نجاح أي عمل إنساني يأتي في المقام الأول لشعور الأطراف بالانتماء لهذا العمل والإيمان به، مردداً مقولته المعروفة: أنا أنتمي لقضية، ولا أنتمي إلى الجمعية وحسب، مدللاً بذلك على الجمعيات الخيرية الكثيرة ولله الحمد بالمملكة العربية السعودية، التي تخدم العديد من القضايا الإنسانية، مرجئاً نجاحاتها لإخلاص العاملين فيها وانتمائهم للقضايا الإنسانية التي يعملون على خدمتها. وقال سموه: بدأ اهتمامي بقضية الإعاقة منذ 28 عاماً تقريباً، واكتشفت حينها الكثير من المشاكل التي يعانيها المعوقين بالإضافة إلى عدم الفهم المجتمعي لهذه القضية بالشكل الصحيح، ونسعى من خلال جمعية الأطفال المعوقين إلى إيجاد مجتمع صديق لذوي الإعاقة، وهذا الأمر يتطلب تحقيق نقلة نوعية في نمط التفكير، وتضافر جهود كافة الجهات، ولمسنا والحمد لله من خلال عملنا، تنامياً كبيراً في ثقة أفراد ومؤسسات المجتمع، وأهم ما تسعى الجمعية لتحقيقه بالتعاون مع شركائها تفعيل دور المجتمع اتجاه ذوي الإعاقة، وإدماج هذه الفئة المهمة في المجتمع، وإيجاد مسارات عمل جديدة يمكن من خلالها تذليل كل العراقيل التي قد تعترض انخراطهم بصورة إيجابية في محيطهم الاجتماعي كأفراد قادرين على الإنتاج والإبداع. وطالب سمو الأمير سلطان بن سلمان فريق العمل بمرافقة الجهات المختصة خلال عملهم للاطلاع عن كثب على الحوادث والمآسي التي تنتج عنها، مثل هيئة الهلال الأحمر السعودي، واصفاً البرنامج بأضخم برنامج تلفزيوني وطني يقدمه التلفزيون السعودي، حيث يضم طاقم العمل أكثر من 75 شخصاً، آملاً أن يسهم البرنامج في تخفيف أرقام الوفيات والإعاقات، ورفع مستوى الوعي لدى الموطن السعودي والمقيم، مشدداً على أن المجتمع السعودي مجتمع خلاق ويملك من الوعي الكثير. وختم سموه الحديث بالقول: سأتأكد أن "يعطيك خيرها" تؤتي ثمارها بإذن الله، عندما أرى مواطناً ينصح آخر وبكل أدب عند أي فرصة توقف، أو عند الإشارات المرورية، بربط الحزام، أو وضع ابنه في المكان المخصص، وربط حزامه أيضاً، وعدم التهاون في أنظمة السلامة المرورية، متمنياً التوفيق لطاقم العمل والبرنامج بما فيه خير للجميع بإذن الله، داعياً الشباب إلى دعم الحملة من خلال الانضمام إلى برنامج العمل التطوعي في الحملة وخدمة هذه القضية الإنسانية النبيلة. ووجه سموه الدعوة في ذات الوقت إلى مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة للمشاركة في الحملة لأهمية تكاملية الأدوار، وإلى مؤسسات وشركات القطاع الخاص والمشاركة في إنجاح هذه الحملة الوطنية لما لهم من دور هام في إنجاح الفعاليات والأنشطة الوطنية. وكان برنامج يعطيك خيرها استعرض خلال الحلقة جولة ميدانية مع قائد القوات الخاصة لأمن الطرق بالمملكة اللواء خالد بن نشاط القحطاني، أبان فيها أن طرق المملكة تشهد مآسياً كثيرة. وأوضح اللواء القحطاني أنه يتم تلقي 5 بلاغات وفاة كمعدل يومي على الطرقات التي تقع تحت نطاق عمله، مرجئاً الحوادث إلى الكثير من الأسباب كالإهمال في الإطارات، واستخدام قطع الغيار المقلدة ونوم السائقين التي تعد من أبرز المسببات للحوادث. وأفاد أن نسبة الحوادث أيام العطل الأسبوعية تزداد نظراً للكثافة المرورية التي تشهدها الطرقات، مبدياً تفاؤله بمبادرة "يعطيك خيرها" وواصفاً إياها بالمبادرة "الجبارة".

مشاركة :