شركة رقمي
نقل من موقع 
يكتبها: يوسف أبولوز الاختيارات أو المختارات فن وذائقة وثقافة تتصل معاً بالكاتب أو الأديب أو حتى القارئ الذي ذهب إلى هذا النوع من الاختيارات من حيث حساسيته الأدبية أولاً، وثانياً من حيث معرفته بتاريخ الكتابة. و(المختارات) هي زبدة الكتابة وتأشير أدبي على نصوص بعينها لها قيمة فنية وجمالية، ولها أيضاً قيمة فكرية ومعرفية.. وثالثاً.. من حيث القدرة على النقد، ولكن من دون مصطلحات النقاد و(تهويماتهم) الفضفاضة، ثم إن المختارات أو الاختيارات تنطوي على تحية تكريمية للنص المختار. في تاريخ الثقافة العربية عرفنا (المفضليات) للمفضل الضبي، و(الأصمعيات) للأصمعي، و(ديوان الحماسة) لأبي تمام، وفي العصر اختار أدونيس (ديوان الشعر العربي في 3 أجزاء) كما اختار (ديوان النثر العربي في 3 أجزاء) أيضاً. يمتلك محمد المر ثقافة رفيعة في الأدب، وفي الفنون وله حساسية شفافة بخصوص تذوق الشعر، ويصغي بجمالية عالية ل صوت الخط العربي وإيقاعه وموسيقاه، ومحمد المر، رمز أدبي معروف من رموز القصة القصيرة في الإمارات، وفي الوطن العربي، وبكلمة ثانية، فهو عندما يختار نصاً أدبياً إنما يستند إلى بنية ثقافية فكرية معرفية تسمح له بسهولة معرفة الأبيض من الأسود في الكتابة، وتسمح له، بالتالي، الاختيار بأمانة واطمئنان تام إلى ضميره النقدي. يأخذ محمد المر بعين الاعتبار المضامين الاجتماعية للأعمال الشعرية والنثرية التي أنوجدت في محيط الاختيار، يأخذ بعين الاعتبار القضايا التي تعالجها هذه الأعمال، ولا يغيب عنه، بالطبع، الجوانب الفنية للنصوص من حيث الأسلوب والشكل. في مقدمته لهذه الإبداعات الإماراتية يقول: المواهب الأدبية الإماراتية التي تميزت بإنتاجاتها في مجال الشعر والنثر من حيث الكمية والكيفية، استطاعت أن تعكس في أعمالها الحراك الاجتماعي في مجتمع الإمارات، وفي هذه المختارات الشعرية والقصصية والروائية لخمسين مبدعاً من بنات وأبناء الإمارات، يمكننا أن نتلمس مدى غنى وتنوع وتعدد هذه التجربة الأدبية المميزة.. من ناحية الأسلوب والشكل في الأدب الإماراتي (شعراً وسرداً) يرى محمد المر أن هذه الأعمال الأدبية ..تتأثر أيضاً بتقاليد أدبية عربية عريقة من جانب، وبثورات وتغيرات أسلوبية جاءتنا من إبداعات محيطنا العربي، ومن إبداعات مختلف دول العالم. في الشعر يختار محمد المر نصوصاً لكل من: إبراهيم محمد إبراهيم، إبراهيم الهاشمي، أحمد أمين المدني، أحمد راشد ثاني، أحمد محمد عبيد، جمال خلفان بن حويرب المهيري، حبيب الصايغ، حمد بن خليفة أبو شهاب، خالد بدر، خالد الراشد، خلود المعلا، سالم الزمر، سلطان خليفة، سلطان العويس، سيف محمد المري، صالحة عبيد غابش، طلال سالم، ظاعن شاهين، ظبية خميس، عارف الخاجة، عارف الشيخ، عبد الرحمن كلنتر، عبد العزيز جاسم، عبد الله حسن الهدية، علي الشعالي، كريم معتوق، الدكتور مانع سعيد العتيبة، محمد صالح القرق، محمد المزروعي ، ميسون صقر، نجوم الغانم. حقاً، نحترم الأسلوب الذي اتبعه محمد المر في اختياره لهذه الأسماء، فهو راعى أولاً مسألة الأجيال فمن أحمد أمين المدني (من أواخر ستينات القرن العشرين) إلى علي الشعالي من جيل الثمانينات وبعد ذلك من أجيال. وازن محمد المر أيضاً بين الاتجاهات والتيارات الشعرية الإماراتية، فهو اختار من الشعر الكلاسيكي العمودي مثل سلطان خليفة ومانع سعيد العتيبة، واختار من شعراء التفعيلة مثل إبراهيم محمد إبراهيم، وعارف الخاجة، وكريم معتوق، كما اختار من شعراء قصيدة النثر مثل عبد العزيز جاسم، ومحمد المزروعي، ونجوم الغانم. القسم الثاني من هذه المختارات قام على اختيار نصوص سردية لكل من: ابتسام المعلا، إبراهيم مبارك، باسمة يونس، حارب الظاهري، راشد عبد الله، سارة الجروان، سارة النواف، سلمى مطر سيف، شيخة مبارك الناخي، عبد الحميد أحمد، عبد الرضا السجواني، عبد الله صقر أحمد، علي أبو الريش، علي عبد العزيز الشرهان، فاطمة حمد المزروعي، محمد عبيد غباش، مريم جمعة فرج، ناصر جبران، ناصر الظاهري. مرة ثانية أخذ محمد المر مسألة تاريخية الكتابة بعين الاعتبار، فهو ذهب إلى أول قاص أو أول مجموعة قصصية ظهرت في الإمارات في سبعينات القرن الماضي وهي (الخشبة) للقاص عبد الله صقر أحمد، ومر على جيل الثمانينات القصصي الإماراتي مثل عبد الحميد أحمد، وسلمى مطر سيف، ثم إلى الجيل الذي يليه من كتّاب القصة والرواية في الإمارات مثل ابتسام المعلا، وباسمة يونس. يُقرأ هذا الكتاب بشغف وتأمل لأنه يفرد أمامك (سجادة إبداعية إماراتية) فيها الكثير من التنوع والاجتهاد والمبادرة الأدبية الخلّاقة لشعراء وشاعرات وقاصات وقصاصين وروائيات وروائيين هم معاً العمود الفقري لحركة الإبداع الخلاق في الإمارات. الكتاب: إبداعات إماراتية اختيار وتقديم: محمد المر الناشر: دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة (الطبعة الأولى = 2011)
مشاركة :
