أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عدم تأييده مشاركة فصائل «الحشد الشعبي» في معركة الموصل المرتقبة في موقف معارض لغالبية قادة الفصائل الشيعية التي تسعى وبقوة إلى المشاركة في المعركة، فيما تتواصل لقاءات مكثفة استعداداً لإطلاق الحملة العسكرية على المدينة، وسط غارات يشنها طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة لتمهيد الطريق أمام تقدّم القوات البرية. وقال الصدر في بيان جاء رداً على سؤال لأحد أتباعه حول ارتفاع الأصوات المطالبة بتقسيم محافظة نينوى، إن «هذا وإن كان راجعاً لأهل الموصل، إلا أنني لا أنصح به». وفي شأن رفض بعض القوى السنيّة مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في معركة استعادة المدينة، أعلن الصدر تأييده لهذا الموقف، قائلاً: «نعم، أجد من الضروري أن يكون المحرر هو الجيش والقوات الأمنية الرسمية فقط، إلا إذا صار الحشد تحت المسمّى الرسمي فهذا أمر آخر». ورهن الصدر إشراك قوات «سرايا السلام» التابعة له في معركة الموصل بتلبية «شروط» عدة بينها «طلب الأهالي ذلك، وعدم تدخل القوات المحتلة (القوات الأميركية)، والتنسيق التام مع القوات الأمنية، كما يمكن أن تمسك السرايا الأرض في الأنبار ويذهب من فيها من القوات الرسمية إلى الموصل». ويُعتبر موقف الصدر مغايراً لقادة الفصائل الشيعية الآخرين - مثل زعيم منظمة «بدر» هادي العامري والقيادي في «الحشد» أبو مهدي المهندس وآخرين - الذين شددوا على ضرورة مشاركتهم في معركة الموصل. إلى ذلك، بحث رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، خلال لقاءين منفصلين مع القنصل العام للمملكة العربية السعودية في أربيل عبدالمنعم بن عبدالرحمن محمود وممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، في «الحرب ضد الإرهاب والاستعدادات الجارية لتحرير الموصل والمرحلة التي ستعقب دحر داعش». وتخشى الحكومة العراقية من ارتدادات ما بعد عملية تحرير الموصل، مركز محافظة نينوى، وسط مطالبات بتقسيمها إلى محافظات عدة وفق طبيعتها الديموغرافية التي تضم مسلمين ومسيحيين وسنّة وشيعة وأكراداً وإيزيديين. ورحّب عبدالرحمن الوكاع عضو مجلس نينوى في تصريح إلى «الحياة» بقرار البرلمان أمس «الحفاظ على نينوى موحدة»، وأضاف أن «قرار التقسيم يعود إلى أهل المحافظة وهم قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، ولن تحل برفع منطقة جغرافية وإلحاقها بمنطقة أخرى». وحول الموقف من مشاركة «الحشد الشعبي» في تحرير الموصل، قال: «لسنا ضد مشاركة أي قوة في القتال بمهنية، لكن لا أحد يستطيع أن يفرضها علينا، ونرى أن هناك قوات كافية قادرة لإنجاز المهمة، ثم أن أهل نينوى هم الأولى بتحريرها، فالأمر لن ينتهي بتحريرها، بل هناك مخاوف من مرحلة ما بعد التحرير واحتمال حصول خروقات ضد السكان كما حصلت في مناطق أخرى من البلاد». ميدانياً، قالت مصادر أمنية إن موعد انطلاق الحملة العسكرية على الموصل بات قريباً مع شروع طيران «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة في غارات هي الأعنف على المدينة تمهيداً للحملة البرية التي سينفذها الجيش من الضواحي الجنوبية، والبيشمركة من الشمال. إلى ذلك تمكن تنظيم «داعش» من السيطرة على قرية الزوية شمال مدينة تكريت، بعد انسحاب القوات المشتركة منها، وقال آمر لواء صلاح الدين في «الحشد الشعبي» عشم الجبوري إن القوات المشتركة حررت أمس قريتي الحاركة والجفر الحار جنوب شرقي قضاء الشرقاط. وأضاف الجبوري أن معنويات المقاتلين المرتفعة دفعت بالقيادة إلى أخذ قرار بـ «الاستمرار بالتقدم نحو قرية الزوية لتخليص العائلات التي ترزح تحت سيطرة التنظيم فيها». وقال إن «القوات المشتركة» قتلت نحو 50 عنصراً من «داعش» في قرية الزوية وسيطرت عليها لفترة وجيزة قبل أن يشن التنظيم هجوماً مضاداً واسع النطاق أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف «القوات المشتركة» التي اضطرت إلى الانسحاب. في الأنبار، أرسلت الحكومة تعزيزات عسكرية جديدة إلى بلدة البغدادي غرب الرمادي بعد أسبوع على تحريرها من «داعش» بعد محاولات قام بها التنظيم لاستعادة ما خسره، فيما تعرضت مدينة هيت إلى هجوم جديد من متطرفي التنظيم. وقال شعلان النمراوي أحد شيوخ عشائر هيت لـ «الحياة» إن «داعش» شنّ هجوماً مباغتاً على مركز قضاء هيت عبر الضواحي الشمالية للمدينة في منطقة البكر التي تمثّل عقدة أمام قوات الأمن. وأشار إلى أن هذه المنطقة صعبة جغرافياً ولم يتم تحريرها عندما استعاد الجيش مركز هيت، وشدد على ضرورة تدخل طيران «التحالف الدولي» للقضاء على جيوب «داعش» في هذه المنطقة الصحراوية الوعرة.
مشاركة :