واصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم وقادة سياسيون محادثاتهم حول التحضيرات لاقتحام مدينة الموصل، وسط تحذيرات من خطورة تداعيات المعركة، وكثّف «التحالف الدولي» غاراته الجوية على المدينة تمهيداً للحملة العسكرية المتوقع أن تبدأ خلال أسابيع، فيما رفض قائد في البيشمركة مطالب تركمانية بطرد مسلحين تابعين لـ «حزب العمال الكردستاني» من محافظة كركوك. وحذرت النائب عن «التحالف الوطني» سميرة الموسوي في بيان أمس من «تداعيات معركة الموصل وما بعدها»، ودعت «مجلس النواب إلى عدم السكوت على التواجد العسكري التركي داخل الأراضي العراقية والتدخل الأميركي في معركة الموصل». كما حذّرت من «وجود ضغوط أميركية تركية تمارس على المسؤولين العراقيين بخاصة رئيس الوزراء حيدر العبادي، حتى يوافق على الوضع القادم للموصل، فالتدخلات الخارجية تشير إلى أن مستقبل نينوى يتجه إلى التقسيم، وتتبعها محافظة كركوك». ميدانياً، قال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» غياث سورجي لـ «الحياة» أن «طائرات التحالف الدولي كثّفت من غاراتها على أهداف لداعش في نينوى، حيث استهدفت خلال الساعات الـ24 الماضية منطقة «البيع المباشر» في الجانب الأيسر من الموصل، ومقر التنظيم في ناحية بعشيقة، وقرية كاليارة في محور الناوران، وقرية المكوك التابعة لناحية القيارة، كما طاول القصف تجمعاً لعناصر التنظيم في ناحية العياضية، وموقعاً في جبل سينو بقضاء تلعفر»، لافتاً إلى أن «الغارات أسفرت عن قتل نحو 23 إرهابياً وإصابة العشرات، وتدمير عدد من منصات الصواريخ والآليات». وأكد سورجي أن «التنظيم أصدر قراراً بمنع خروج النساء بعد صلاة المغرب باستثناء الحالات الطارئة كالولادة والمرض، وأمر بمنع خروجهن في النهار من دون محرم (أحد الأقرباء من الرجال)، وبخلافه ستعاقب بـ80 جلدة وغرامة 250 ألف دينار (200 دولار)، فضلاً عن سجن «ولي أمرها»، ولفت إلى أن «التنظيم ربط القرار بتعاليم الشريعة، لكن السكان يرون فيه إجراء أمنياً بعد قيام رجال مجهولين بارتداء النقاب وشن هجمات ضد عناصر التنظيم». وفي كركوك، رفض القائد الميداني في قوات البيشمركة وستا رسول خلال مؤتمر صحافي أمس «مطالب رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي بطرد مسلحي حزب العمال الكردستاني من المحافظة». وأضاف: «كان على الصالحي المطالبة بإخراج القوات التركية من نينوى بوصفها محتلة وليس حزب العمال الذي استجاب طلب محافظ كركوك بإرسال مسلحين للمساندة عندما تعرضت (المحافظة) لهجوم داعش». وكان الصالحي دعا الحكومة والتحالف الدولي إلى «طرد عناصر إرهابيي حزب العمال الذين يخلقون المشاكل بين التركمان والكرد في المناطق المختلطة».
مشاركة :