«الأصالة والمعاصرة» يرفع شعار دعم الديمقراطية في مواجهة محافظي «العدالة والتنمية» في المغرب

  • 9/27/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقدم حزب الأصالة والمعاصرة في المغرب نفسه على أنه مدافع عن المشروع الديمقراطي الحداثي في مواجهة المد المحافظ المتمثل في حزب العدالة والتنمية الذين يقودون الحكومة، مركزا على قضايا المرأة والحريات. ويقول أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري في حوار مع وكالة فرانس برس أن حزبه يتخندق في الصف الديمقراطي الحداثي، مضيفا نسعى الى تطوير المجتمع في تنافسنا مع المد المحافظ، وهذا المد المحافظ موجود داخل الدولة وخارج الدولة. وإذا أردنا أن نكون حداثيين يجب أن نواجه حتى التيار المحافظ داخل الدولة وليس فقط خارجها. ويشكل حزب الأصالة والمعاصرة ثاني أكبر حزب في المشهد الحزبي والسياسي المغربي. تأسس سنة 2008 على يد فؤاد عالي الهمة، صديق دراسة الملك ومستشاره الحالي الذي انسحب من الحزب بداية 2011 بعد اتهامات بالفساد طالته. ويتهمه حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود التحالف الحكومي بأنه مدعوم من وزارة الداخلية التي يصفها بأنها دولة داخل الدولة. وانطلقت السبت في جميع أنحاء المغرب حملة الانتخابات البرلمانية الثانية منذ تبني دستور جديد سنة 2011 عقب حراك شعبي احتجاجي تلته انتخابات برلمانية حملت الإسلاميين لأول مرة في تاريخهم لقيادة تحالف حكومي يضم أيضا ليبراليين وشيوعيين ومستقلين. ويرى العماري (49 سنة) الذي انتخب أمينا عاما للأصالة والمعاصرة بداية 2016، أن مشكلة العدالة والتنمية متمثلة في مشروع هذا الحزب الذي ما زال لحدود الساعة متشبثا بمواقفه الإيديولوجية. ويرفض العماري بشدة إمكانية التحالف مع العدالة والتنمية في الحكومة القادمة، ويقول أبدا. أبدا لن نتحالف معهم. وقدم العماري في نهاية الأسبوع في مدينة الدار البيضاء برنامج حزبه الانتخابي والمرشحين واللوائح الانتخابية التي ستخوض الانتخابات المقررة في السابع من اكتوبر. واختار للمناسبة فندق كولدن توليب فرح الذي شهد أحد تفجيرات 16 مايو 2003 التي أودت بحياة 45 شخصا بينهم 12 انتحاريا. ويقول إنها رسالة مباشرة للإرهابيين فعنوان تلك العمليات الإرهابية كان: نعم للموت، لا للحياة. واختيار الفندق للإعلان عن انطلاق الحملة هو للقول: نعم للحياة ولا نخاف من الموت. وبدأ العماري حياته السياسية في صفوف اليسار الراديكالي. وهو اليوم يرأس جهة طنجة، إحدى جهات المغرب الـ12، ومجموعة إعلامية أطلقها حديثا. ووصف ابن كيران خصمه إلياس العماري بـالباندي (رجل عصابة) وتاجر المخدرات الذي يستعمل أساليب غير مشروعة في الساحة السياسية، لكن العماري تحدى رئيس الحكومة بفتح تحقيق في هذه الاتهامات. وبين التهم الموجهة الى حزب الأصالة والمعاصرة وصفه بـحزب القصر الذي يستمر في الوقوف وراءه المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة. لكن العماري ينفي ذلك ويقول إن الهمة كان واحدا من المؤسسين وقد انسحب. ويضيف كل الأحزاب الكبيرة في المغرب وقف وراء تأسيسها أشخاص قريبون من القصر الملكي بما في ذلك حزب العدالة والتنمية الذي أسسه الراحل عبد الكريم الخطيب، كما أن كثيرين من المستشارين الحاليين للملك كانوا أعضاء في الأحزاب الحالية. ويتساءل العماري هل هناك أحزاب قانونية ضد القصر كي يكون حزب الأصالة والمعاصرة حزبا للقصر؟، مضيفا عندما نريد أن نحاكم الأحزاب، علينا أن نحاكمها بمشروعها المجتمعي الخاص بها. وتبنى الأصالة والمعاصرة الذي اختار شعار التغيير الآن خلال الحملة الانتخابية، الدفاع عن المرأة كإحدى أولوياته، وقدم في سابقة من نوعها في العالم العربي لائحتين انتخابيتين نسائيتين بنسبة مئة في المئة، إضافة إلى ست لوائح محلية تترأسهن نساء. ويقول العماري نتوقع أن تكون لحزبنا داخل البرلمان أكثر من 30 امرأة، أولا حتى نكون منسجمين مع خطابنا، وثانيا لإعادة الاعتبار للمرأة المغربية بسبب ما تعرضت له خلال السنوات الخمس الماضية، وما تعرضت له من استغلال مركب قبل وبعد الاستقلال. ويضيف أثبتت تجربة إلياس العماري في رئاسة جهة طنجة، وهي الجهة الوحيدة في المغرب التي تطبق المناصفة في الادارة المحلية، أنه أينما كانت المرأة يكون الكثير من المصداقية والتفاني والعمل والنتيجة الإيجابية. ما يحدث اليوم من تغيير في جهة طنجة يعود الفضل لجزء كبير منه لعمل النساء.

مشاركة :