أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أهمية توثيق الإرث الثقافي والحضاري العريق لمملكة البحرين، وتعريف المواطنين والمقيمين والزوار به، والحفاظ عليه؛ لكي تستلهم منه الأجيال القادمة ما يربطها بتاريخها وحضارتها. وأشار إلى أن مملكة البحرين تعتز بثقافتها وتراثها وتاريخها العريق النابع والمستمد من تراثها وهويتها العربية والإسلامية الأصيلة. وأشاد جلالته بالمكانة المتميزة التي تحظى بها مملكة البحرين بما تمتلكه من حضارة عريقة وتواصل ثقافي مع مختلف الحضارات منذ القدم ومركز إشعاع للمعرفة والثقافة. جاء ذلك، خلال استقباله في قصر الصخير أمس الإثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2016) رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، التي قدمت إلى جلالته إيجازا حول باكورة النشاط الثقافي والحضاري لمشروع نقل المعارف، وهي عبارة عن أربعة كتب، عمل المشروع على ترجمتها ضمن سلسلة من أمهات الكتب العالمية، مكونة من 50 كتاباً، اضافة الى النشاط الذي يقوم به مشروع نقل المعارف على هامش ترجمة الكتب الى اللغة العربية، حيث تستضيف مدينة المنامة ابتداءً من اليوم حتى يوم (الثاني من اكتوبر/ تشرين الأول المقبل) الملتقى العربي الاوروبي للشباب الباحثين في العلوم الاجتماعية والذي يجمع خبراء في هذا المجال من شتى أنحاء العالم. كما أطلعت الشيخة مي جلالة الملك على التحضيرات التي تعمل عليها الهيئة للاحتفال بمدينة المحرق عاصمة للثقافة الاسلامية للعام 2018، حيث تعمد الهيئة الى تطوير البنية التحتية الثقافية للمدينة عبر مشاريع عمرانية وثقافية مختلفة كمشروع «طريق اللؤلؤ» المسجل على قائمة التراث العالمي الذي سيضم 18 بيتاً تراثيّاً والعديد من المرافق وسيستكمل خلال العام 2018، وكذلك إعادة بناء جناح البحرين في إكسبو ميلانو 2015 ليكون إلى جانب بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وإعادة إحياء المكتبة الخليفية ومدرسة الهداية الخليفية. وأشاد العاهل بهذه المشاريع والأنشطة التي تنفذها هيئة البحرين للثقافة والآثار، والتي تسهم في إبراز المعالم الحضارية والثقافية والتراثية والسياحية التي تزخر بها مملكة البحرين، وتعزيز مكانتها الرفيعة على الخارطة الثقافية العالمية. وتمنى جلالته لرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار وجميع العاملين التوفيق في جهودهم خدمة للوطن العزيز. ورفعت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أسمى آيات الشكر وعظيم التقدير والامتنان إلى صاحب الجلالة على ما يوليه جلالته من دعم متواصل للثقافة والتراث، وتشجيعه حفظه الله لمختلف المشاريع والمبادرات التي تسهم في تعزيز دور مملكة البحرين على الصعيد الثقافي وتبرز إسهاماتها تراثيّاً وثقافيّاً، مشيدة بالإنجازات والنجاحات المتميزة التي تحققها مملكة البحرين وخاصة في الحقول الثقافية والتراثية في العهد الزاهر لجلالة الملك.