في الوقت الذي تتعرض فيه الأحياء الشرقية في مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة لغارات جوية عنيفة يشنها الطيران السوري والروسي، في حملة جوية غير مسبوقة، تسفر عن أعداد متزايدة من الضحايا والمصابين وبما يفوق قدرة المشافي على إسعافهم، قام زعيم ميليشيا النجباء العراقية الشيعية بزيارة تفقدية لمقاتليه في حلب، حسب تقرير مصور بثته فضائية «النجباء» العراقية، أول من أمس (الأحد)، أظهر وصول زعيم ميليشيا «النجباء»، أكرم الكعبي، إلى مطار حلب، ثم ذهابه مع وفد مرافق إلى مواقع مقاتليه في ريف حلب، للإشراف على ما سمته «معركة التحرير». وتجول الكعبي بين مقاتليه وسط أهازيج وهتافات دينية، فيما اطلع على الخرائط والخطط التي وضعت للمعركة. وقال الكعبي في حديثه إلى مقاتليه إنهم «ضد احتلال واستكبار عالمي مدعوم من دول وهابية وتكفيرية ومن مجاميع تكفيرية»، لافتا إلى أن «تحرير مدينة العيس (ريف حلب) كان في معركة لساعات والعدو كان منكسرا أمامكم». ويظهر الشريط، الكعبي، يقول: «حلب ترابها من سمار زنود أيدينا.. حلب شيعية وتريد اليوم أهلها». وكانت ميليشيا «النجباء» الشيعية العراقية، قد أعلنت مطلع الشهر الجاري عن إرسال أكثر من ألف مقاتل تابعين لها، إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب السورية لتعزيز مواقعها، وفق ما قاله هاشم الموسوي، المتحدث باسم «النجباء»، التي تدعم قوات النظام في حربها ضد المعارضة السورية. أعلن بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، أنه لا يمكن تنفيذ أي قرارات بشأن سوريا من دون مشاركة إيران. وأوضح قاسمي أنه «أخذا في عين الاعتبار دور إيران ومكانتها في المنطقة، فمن الواضح تماما أنه لا يمكن اتخاذ أي قرار بشأن سوريا من دون مشاركتها (إيران)، ومن المستحيل تنفيذ مثل هذه القرارات في حال آخر»، بحسب ما نقلت عنه (تاس) الروسية. في السياق ذاته، أكد المسؤول الإيراني أن «موقف إيران العام من التسوية السورية واضح وثابت ولم يتغير»، وأن الأزمة السورية «لا يوجد لها حل عسكري، وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي والمحادثات السياسية». وتابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: «بغية الوصول إلى هذه المرحلة نحتاج إلى وقف إطلاق النار، ومن أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار ينبغي منع إرسال السلاح إلى الإرهابيين»، مشددا على أنه لا يجب أن تكون عملية وقف إطلاق النار وسيلة «لاكتساب الوقت» للإرهابيين. وأشار قاسمي إلى أن طهران وموسكو تتعاملان بشكل نشط في المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا الأمنية. وأضاف قاسمي، وفقا لما نقلته عنه وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية، أن هذا الجانب يحظى بأهمية خاصة في الوقت الراهن الذي يوجد فيه «داعش» تحت ضغط شديد من الناحية العسكرية. وتحدث قاسمي عن ضرورة التوصل في النهاية إلى حل دبلوماسي طويل المدى للصراع في سوريا، محذرا من أنه من دون ذلك لا يمكن وقف العنف وإراقة الدماء في سوريا. ومنذ يوم الخميس الماضي تشهد أحياء حلب الشرقية هجوما شرسا من قبل قوات النظام السوري مدعومة بطيران الحرب الروسي وميليشيات شيعية إيرانية وعراقية وما يسمى «حزب الله» اللبناني، بهدف انتزاع السيطرة على حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة.
مشاركة :