بالنظر إلى أن انطلاق كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة أصبح على الأبواب والآمال كبيرة من حاملات اللقب، يبدو أن اللاعبات اليابانيات بدأن يشعرن بثقل الضغوط، وهو ما قال عنه المدرب ناوكي كوسونوزي: "اللاعبات صغيرات السن وهذه بطولة معروفة على نطاق واسع في أرجاء العالم، وهذا أمرٌ طبيعي". لكن من راقب معسكر منتخب الناديشيكو الصغيرات في الحصة التدريبية أمس لم يكن ليلاحظ ذلك التوتر. حيث كانت الضحك والمزاح سيد الموقف وعلت الابتسامات وجوه اللاعبات عند غروب شمس الأصيل في عمّان. ويعود السبب في تلك الأجواء المريحة والروح المعنوية العالية لطبيعة حصة التدريب. ففي النهاية لم يكن هناك تدريب عادي يسبق المباريات، بل كانت اللاعبات اليابانيات الواعدات على موعد مع حصة تدريبية ممتعة لعبن فيها مع أبناء الجالية اليابانية في العاصمة الأردنية. كما حضر التدريبات السيد شويشي ساكوراي سفير اليابان في الأردن، الذي تبادل أطراف الحديث مع الحضور بينما كانت اللاعبات تثرن دهشة خصومهن من الأطفال بتقنياتهن العالية. وكانت كابتن الفريق، فوكو ناجانو، التي فازت بلقب البطولة قبل عامين، قد رحّبت بالزوار وتوجهت إليهم بالقول: "إننا سعداء للغاية بتواجدكم معنا اليوم. والآن فلنستمتع بوقتنا سوية!" وهذا ما جرى بالفعل، حيث علت أصوات التشجيع للأطفال في مباريات كروية مصغّرة بعد أن توجّه كل منهم للمستطيل الأخضر ممسكاً بيد إحدى لاعبات المنتخب الياباني اللواتي أظهرن اهتماماً وعناية كبيرتين بالزوار الصغار. وبرز ذلك عندما ضممن وخففن من ألم طفلة ضربتها الكرة بأنفها، بينما ربطن أشرطة الحذاء الرياضي لأطفال آخرين. والملاحظ أن اللاعبات استمتعن بهذه الفعالية بقدر استمتاع الأطفال. وقد استمرّت الأجواء المرحلة مع تنظيم حصة من ضربات الجزاء اختبر فيه الأطفال مهارات الصد لدى حارسة المنتخب الياباني المتألقة. وبعد هذه الحصّة التدريبية المرحة، قالت ناجانو لموقع FIFA.com: "أمضينا وقتاً مسلياً. نتدرّب بشكل مكثّف منذ فترة، وكانت هذه فرصة ممتازة بالنسبة لنا كي نسترخي ونستمتع لبعض الوقت مع الأطفال. أعتقد أن يمكن لكم أن تلمسوا مدى المرح والسعادة التي حظينا بها، كانت هذه فرصة طيبة بالنسبة لنا كي نقوم بشيء مختلف قبل انطلاق المباريات". إلا أن المواجهات تلك لا تغيب عن ذهن اللاعبات أبداً، فقد انتهت هذه الحصة المسلية برفع الأطفال لافتة كُتب عليها: "أيها المنتخب الياباني، قدّم أفضل ما لديك من أجل النصر!" والمؤكد أن ممثل شرق آسيا لن تعوزه العزيمة أو الشغف أو الروح القتالية في سبيل الدفاع عن اللقب، وهو الهدف الذي حدده المدرب كوسونوزي نصب عينيه. ورغم أن المباراة الأولى أصبحت على الأبواب، إلا أن المدرب يُعرب عن دهشته من الراحة النفسية والثقة التي تتمتع بها لاعباته: "عندما يكون تركيزهنّ منصبّاً على أمر واحد فقط ـ كأس العالم ـ يكون أمراً ممتازاً أن يحظين بفرص كهذه للترويح عن النفس والضحك واللعب مع الأطفال. لقد سُعدتُ حقاً لرؤيتهن مستمتعات جداً".
مشاركة :