Image copyright AP Image caption شارك هولاند في مراسم خاصة بتكريم "الحركيين" الجزائريين في فرنسا اعترف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بمسؤولية بلاده في التخلي عن "الحركيين الجزائريين" الذين قاتلوا مع الجيش الفرنسي أثناء حرب تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي خلال مراسم رسمية خصصت لتكريمهم في باريس يوم الاحد 25 سبتمبر/ايلول الحالي. وكانت مجموعة الحركيين التي تعد 500 ألف شخص في فرنسا تنتظر بترقب هذا الإعلان الرسمي لهولاند الذي أدلى به أمام عدد من السياسيين، من بينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وزعيمة اليمين المتشدد مارين لوبن. وكان هولاند قد تعهد بالاعتراف بهذه المسؤولية اعتباراً من أبريل/نيسان 2012 أثناء الحملة الرئاسية الأخيرة. وسبقه ساركوزي الذي قدم اعترافاً مماثلاً باسم فرنسا في ابريل/نيسان 2012 أثناء ولايته الرئاسية . يذكر أنه بعد انتهاء حرب الجزائر عام 1962، تم التخلي عن 55 إلى 75 ألفاً من "الحركيين" في الجزائر الذين تعرضوا مع عائلاتهم لأعمال انتقامية أودت بحياة اكثر من 60 الفا منهم، كما أورد مؤرخون، فيما استقبلت فرنسا حوالى 60 ألفاً فقط في ظل ظروف سيئة جداً. وقد خدم عشرات الالاف من الجزائريين في صفوف الجيش الفرنسي اثناء حرب الاستقلال الاخيرة التي امتدت من عام 1954 حتى استقلالها. وينظر الجزائريون الى "الحركيين" باعتبارهم "خونة" وعملاء للاستعمار الفرنسي، حملوا السلاح ضد ابناء وطنهم. وتطرق عدد من المرشحين اليمينيين في الانتخابات التمهيدية الى هذا الموضوع الحساس في البلاد خلال لقاءات انتخابية قبل الاستحقاق الرئاسي في 2017. وقال ساركوزي في لقاء انتخابي أن "مأساة الحركيين تعني فرنسا بكاملها، وبقعة دم لا تزول عن علمنا الوطني"، واضاف خلال توجيهه تحية إلى "الحركيين" "عبرهم نستطيع أن نكتب كل قصتنا الوطنية: قصة كل النساء والرجال من العالم أجمع الذين اعتنقوا قيم فرنسا، وبين هؤلاء هناك مكان مميز للفرنسيين المسلمين الذين قتلوا من أجل حريتنا وعلمنا". وكان ساركوزي، الذي يطمح الى العودة الى رئاسة الجمهورية، والمتهم بالسعي إلى جذب أنصار اليمين المتطرف، أثار الكثير من الانتقادات عندما أعلن في وقت سابق "إن من يريد أن يصبح فرنسياً عليه أن يتكلم الفرنسية، ويعيش مثل الفرنسيين وعندما تصبح فرنسياً فإن أجدادك يصبحون الغاليين". ومنذ تعرض فرنسا الى سلسلة من الهجمات ابتداءا من هجوم مجلة "شارلي ايبدو" اوائل العام الماضي وآخرها هجوم مدينة نيس الذي اودى بحياة اكثر من 80 شخصا، نفذها اما مسلمون ولدوا في فرنسا اومقيمون في فرنسا و بلجيكا، سيطرت على الساحة السياسية الفرنسية مسألة "التطرف الاسلامي" وكيفية التصدي له، والسبيل الامثل لدمج المسلمين في المجتمع الفرنسي. رافق ذلك حديث عن فرض مزيد من القيود على المسلمين وصعود ملفت للتيارات اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين. هل فتح هذا الملف هو لاغراض انتخابية بحتة ام اقرارا بدور فرنسا فيما تعرض له الحركيون؟ كيف تنظر الحكومة الجزائر والجزائريون الى مواقف الساسة الفرنسيين في هذا الشأن؟ هل يجب ان تفتح الجزائر هذا الملف لتحقيق العدالة والمصالحة؟
مشاركة :