مسؤولون أميركيون يتحدّثون عن احتمال تسليح دول خليجية المعارضة السورية بصواريخ متطوّرة - خارجيات

  • 9/28/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - قال مسؤولون أميركيون إن انهيار أحدث اتفاق لوقف النار في سورية، زاد احتمال قيام دول خليجية بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، تطلق من على الكتف، للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات الروسية والتابعة للنظام. وأشار مسؤول أميركي، طلب عدم كشف اسمه، حسب وكالة «رويترز» إلى أن «واشنطن حالت دون وصول كميات كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي، تلك المحمولة على الكتف إلى سورية، بتوحيد الحلفاء الغربيين والعرب خلف هدف تقديم التدريب وأسلحة المشاة لجماعات المعارضة المعتدلة مع مواصلة الولايات المتحدة المحادثات مع موسكو». غير أن خيبة الأمل إزاء موقف واشنطن تتصاعد، فيما يزيد احتمال ألا تواصل دول خليجية أو تركيا السير وراء الولايات المتحدة أو تغضّ الطرف عن أفراد أثرياء يتطلعون لتزويد جماعات المعارضة بتلك الأسلحة المضادة للطائرات. وقال مسؤول أميركي ثان: «يعتقد بعض المسؤولين الخليجيين دائما أن السبيل الأمثل لإقناع الروس بالتراجع هو ما أفلح في أفغانستان قبل نحو 30 عاما، وهو تحييد قوتهم الجوية، بتزويد المجاهدين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة». وتابع: «تمكنّا حتى الآن من إقناعهم بأن مخاطر ذلك أكبر في يومنا هذا، لأننا لا نتعامل مع الاتحاد السوفياتي، وإنما مع زعيم روسي عازم على إعادة بناء القوة الروسية، ومن غير المرجَّح أن يتراجع»، في إشارة إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وذكر مسؤول آخر في الإدارة الأميركية: «المعارضة لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولن تُترك من دون دفاع في مواجهة هذا القصف العشوائي»، لافتاً إلى أن «حلفاء وشركاء آخرين للولايات المتحدة يشاركون في المحادثات الأميركية - الروسية، لإيجاد حل للوضع في سورية، لا نعتقد أنهم سينظرون بلا مبالاة إلى الأعمال الشائنة التي شاهدناها في الساعات الـ 72 الماضية». من جهته، عبر الرئيس باراك اوباما عن «قلقه العميق» إزاء الاوضاع في حلب بسبب القصف الروسي - السوري المكثّف على المدينة. وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش إيرنست، إن «الرئيس أوباما قلق للغاية بسبب الاستهداف المقزّز لمناطق المدنيين في حلب»، متهما روسيا بـ «إذكاء التطرف في سورية». وأضاف: «نرى استهدافا محددا لمناطق ومقرات يستخدمها فريق (القبعات البيضاء) الإغاثي، الذي يقدم الحاجات الاساسية للمدنيين القابعين في مرمى النيران، ويتم استهداف المرافق التي تزوّد المدنيين في شرق حلب بمياه الشرب (...) روسيا أخفقت في الاختبار عندما تعلق الأمر بالهدنة، والولايات المتحددة ليست مضطرة لتقديم تنازلات من أجل السلام». واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن روسيا والنظام السوري «مسؤولان عن انهيار الهدنة والجهود الديبلوماسية، لأنهما يواصلان هجومهما العسكري والبحث عن تحقيق انتصار ميداني عوض التوجه صوب الحل السياسي عن طريق المفاوضات الفعالة». وفي تصريحات جديدة له خلال زيارة إلى كولومبيا، أشار كيري إلى أن «تطورات حلب إنما تؤكد أن روسيا والنظام ينويان السيطرة على المدينة عسكرياً وتدميرها ضمن هذه العملية العسكرية القائمة». ورفض ما أشار إليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن حكومته مستعدة للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، وذلك بالنظر إلى استمرار قصفها لحلب، موضحاً أن «تصريحات نظام الأسد لا معنى لها تقريباً في هذا التوقيت، لذلك علينا أن نرى إن كان سيظهر في الأيام المقبلة أي شيء ينمّ عن نهج مختلف من الروس أو من النظام، ولا أعتقد أن المعارضة ستكون متحمّسة تجاه التفاوض في وقت يتعرّضون فيه للقصف والتجويع». وتابع كيري أن «الحديث عن حكومة وحدة معقد للغاية، خصوصاً وأنهم يقصفون حلب ويسقطون القنابل دونما تمييز ويقتلون النساء والأطفال». وكان المعلم قال إن «الحكومة السورية اقترحت خريطة طريق سياسية من شأنها أن تضع نهاية للوضع في سورية، المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام». وأضاف أن «دمشق ستدعم فكرة تنظيم استفتاء على دستور جديد تليه انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة وحدة». وأمس، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، روسيا وايران الى «الكف عن سياسة الازدواجية» التي تتبعانها في النزاع السوري ووقف «جرائم الحرب» التي ترتكبها دمشق. وفي مقابلة مع صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، قال إن «راعيْ النظام، ايران وخصوصا روسيا، يجب ان ترفعا يد الاسد. عليهما الخروج من سياسة الازدواجية التي تتبعانها».من جانبه، اعتبر الامين العام للحلف الاطلسي، ينس شتولتنبرغ، ان الهجمات على حلب «الهجمات المرعبة على حلب غير مقبولة اخلاقيا على الاطلاق وتمثّل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي»، داعياً روسيا إلى بذل «جهود ذات مصداقية» لإعادة العمل بالهدنة. بدوره، أوضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن التعاون مع «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية في هجوم محتمل لانتزاع السيطرة على مدينة الرقة من تنظيم «الدولة الإسلامية» (دعش) يعرّض مستقبل سورية للخطر. وأضاف أن «بعض عناصر وحدات الحماية لايزال موجوداً في مدينة منبج السورية الواقعة غرب نهر الفرات» رغم تشديد أنقرة المتكرر على ضرورة انسحابها وتأكيدات أميركية بأنها ستفعل. على صعيد متصل، أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، أنه «لا آفاق للحلول السياسية في سورية (...) والكلمة الفصل للميدان، والوضع يزداد تعقيدا، خصوصا بعد التوتر الأميركي - الروسي، واستمرار أزمة الثقة بين الطرفين». ميدانياً، واصلت المقاتلات الروسية والسورية قصف شرق حلب، الخاضع للمعارضة، تزامناً مع هجوم كبير لقوات النظام براً. وذكر مسؤول رفيع المستوى في المعارضة لـ «رويترز» ان «القوات الحكومية السورية هاجمت مناطق تسيطر عليها المعارضة شرق حلب على أربع جبهات، في أكبر هجوم بري تنفّذه، منذ بدأ الجيش حملة لاستعادة حلب بالكامل الأسبوع الماضي». كما أفاد قائد فصيل مسلح موال للحكومة، بأن «القوات الحكومية تحشد قوة مدرعة كبيرة للهجوم على حلب الشرقية، تتقدمها وحدة خاصة من الجيش». وفي حماة، سيطرت المعارضة على على قريتي رأس العين والقاهرة، وتأتي أهمية السيطرة على هذه القرى كونها تحيط في شكل مباشر بقرية الطليسية، مركز تجّمعات قوات النظام.

مشاركة :