للمرة الألف.. سياحتنا «الغائبة» ماذا ينقصها؟

  • 9/28/2016
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

لدينا هيئة للسياحة، ولدينا هيئة أخرى اسمها هيئة الترفيه، تم إقرارها مؤخراً، ومع ذلك لا تزال نظرتنا لصناعة السياحة كما هي، إذ ما زلنا حتى الآن لا نعرف كيف نستغل آثارنا السياحية ومناطقنا التي تعج بالعديد من المقومات الجاذبة ليس لتشجيع السياحة الداخلية فقط، ولكن لجلب مصدر آخر من السياحة الخارجية لو أحسنا التسويق والتشويق معاً. ورغم الكثير من الأصوات الداعية لاستثمار مقوماتنا التراثية بشكل معقول، والحد من نزيف رحلات الهجرة السياحية للخارج والتي تبلغ المليارات نصرفها من قوتنا، فيما وطننا أولى، وتحديداً في هذه المرحلة الحساسة التي نخوض فيها تحديات اقتصادية صعبة، إلا أننا يبدو أننا نصرخ في البرّيّة.! وإذا صحَّ ما كشفه تقرير حديث صدر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية ماس التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، من أن حجم إنفاق السياح المغادرين من المملكة بلغ 16. 1 مليار ريال خلال الربع الأول من العام الجاري 2016، فإننا أمام نزيف وهدر مستمرّين لا نعرف كيف نوظفهما لمصلحتنا الوطنية، ويجعلنا نزيد من الإلحاح بضرورة اتخاذ خطوات وإجراءات عاجلة نتعلم من خلالها ما تمليه مصلحتنا الاقتصادية أولاً. صحيح أن حجم الإنفاق أقل بمليارين تقريباً إذ كان 18. 3 مليارات ريال، خلال نفس الفترة من عام 2015.. إلا أن قيمة المبلغ لا تزال كبيرة جداً، وتدعونا للتفكير في تنمية سياحتنا الداخلية، خاصة وأن هناك ما يدعو للتفاؤل والاستبشار، حيث إن ذات التقرير أشار إلى أن إجمالي إنفاق السياح المحليين خلال الربع الأول من 2016 بلغ نحو 12 مليار ريال، مقارنة بالربع الأول من عام 2015 إذ بلغ 11. 4 مليارات ريال، أي بنسبة نمو بلغت نحو 5 %.. وهو ما يدعونا لتشجيعه وزيادة حافزيته. يكفينا ما تم هدره بالمليارات خلال العقود السابقة على السياحة الخارجية التي بالأساس هي اختيار شخصي وحر لا يمكن الحجر عليه أو منعه، ولكن ثقافة الترشيد هي التي ينبغي أن تترسخ كثيراً، في ظل التحديات الاقتصادية التي تضيق خياراتها يوماً بعد يوم، وتتطلب أن نعي جيداً أن احتياجاتنا الوطنية لها الأولوية القصوى. ربما يتحدث البعض عن أن طبيعة الطقس وظروف الجغرافيا تفرض مناخاً معينا، وقد يشكو آخرون من الأسعار المبالغ فيها والتي تصل حد الاستغلال، وأننا لا نزال نحبو سياحياً مقارنة بدول حتى خليجية شقيقة تشترك معنا في نفس الظرف المناخي والجغرافي، ولكن تبقى القدرة السعودية على استيعاب الظروف وخلق بيئة مناسبة باستخدام تقنيات أعتقد أنه يمكن توفيرها وجعلها نقاط جذب واعدة. فقط.. قليل من التفكير في مشروعات سياحية استراتيجية، وكثير من الجدية والتنفيذ واستغلال الإمكانات، التي أرجو ألا يطول تعثرها هي الأخرى. وقفة.. ليست جائزة تغير المفاهيم التي حصل عليها مدير عام قناة العربية الزميل تركي الدخيل.. هي الإنجاز الوحيد الذي يحسب لهذا الفارس، بل تعد إضافة إلى كثير من نجاحاته في الإعلام يكفي انه واحد من الواجهات الإعلامية السعودية الناجحة خارج الوطن.. تهنئة للدخيل وللأستاذ علي الحديثي الرجل الفعال. 436

مشاركة :