التقى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كارتاهينا شمال كولومبيا وذلك إثر انتهاء مراسم توقيع اتفاق سلام تاريخي بين الحكومة الكولومبية وحركة التمرد الماركسية (فارك). وقالت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغيز في تغريدة على «تويتر» إن «الرئيس نيكولاس مادورو عقد اجتماعاً محترماً ورفيع المستوى مع جون كيري». كذلك صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن «وزير الخارجية كيري التقى مساء اليوم (الاثنين) في كارتاهينا الرئيس الفنزويلي مادورو». وأفادت مصادر ديبلوماسية بأن اللقاء «القصير» بين مادورو وكيري عقد في مركز المؤتمرات في كارتاهينا بعد توقيع اتفاق السلام بين حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس والقوات المسلحة الثورية الكولومبية. وقال كيربي إن «وزير الخارجية عبر عن التزامنا رخاء الشعب الفنزويلي واستعدادنا للعمل مع كل قطاعات هذا المجتمع لتحسين علاقتنا». وأضاف أن كيري «عبر عن دعمنا للحلول الديموقراطية التي يتم التوصل اليها بالحوار والتفاهم». وأضاف الناطق باسم الخارجية الأميركية أن كيري «تحدث ايضاً عن قلقنا في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تضر بملايين الفنزويليين، ودعا مادورو الى العمل بطريقة بناءة مع قادة المعارضة لمواجهة هذه التحديات». وتشهد فنزويلا أزمة سياسية حادة مردها تدهور أسعار النفط والتضخم ونقص المواد الغذائية وأعمال عنف. والعلاقات بين واشنطن وكراكاس متوترة منذ سنوات عديدة ولم تعد لدى البلدين علاقات بمستوى السفراء منذ 2010. لكن لقاء الاثنين بين مادورو وكيري لم يكن الأعلى مستوى في الفترة الأخيرة، اذ التقى الرئيس الفنزويلي نظيره الأميركي باراك اوباما على هامش قمة الأميركتين في بنما في 2015. وكانت وزيرة الخارجية الفنزويلية اتهمت الأسبوع الماضي، الولايات المتحدة بـ «التدخل» بعد تصريحات للناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية عبّر فيها عن قلق واشنطن لأن الاستفتاء الذي تطالب به المعارضة الفنزويلية لن يجرى قبل 2016. ودشنت كولومبيا عصراً جديداً مع توقيع اتفاق السلام بين حكومتها ومتمردي «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) لإنهاء نزاع مسلح استمر أكثر من نصف قرن. ووقع الاتفاق الاثنين، الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وقائد حركة التمرد الماركسية رودريغو لوندونيو المعروف باسميه الحركيين «تيموليون خيمينيز» او «تيموشنكو». وارتدى سانتوس و «تيموشنكو» ملابس بيضاء مثل المدعوين الـ2500 الذين حضروا حفل التوقيع وبينهم 250 من ضحايا النزاع من اشخاص تعرضوا للخطف او جرحوا واقرباء قتلى. وجلسوا جميعاً في القاعة التي طغى عليها اللون الابيض وفرضت عليها إجراءات أمنية مشددة لهذا الحفل المؤثر الذي اقيم في كارتاهينا (شمال) على الساحل الكاريبي للبلاد. ورحب تيموشنكو الذي دعي الى إلقاء خطابه اولاً بـ «عصر جديد للمصالحة وبناء السلام». وللمرة الأولى طلب «الصفح» من «كل ضحايا النزاع». وبعد ذلك حلق سرب من الطائرات فوق كارتاهينا. وقال زعيم التمرد مازحاً أمام سانتوس الذي بدا مبتسماً ان هذه الطائرات اتت «تحيي السلام وليس لتلقي قنابل». ورد رئيس الدولة: «لا حرب بعد الآن! لا حرب بعد الآن!»، قبل ان يكرر الحشد وراءه هذه العبارة. وتابع: «اهلاً بالديموقراطية». ووقع سانتوس الوثيقة التي تتألف في 297 صفحة بقلم حبر تم صنعه من رصاصة رشاش ثقيل او بندقية استخدم اثناء الحرب سمي «باليغرافو». وحفرت عليه عبارة: «الرصاص كتب ماضينا والتعليم هو مستقبلنا». وسيقدم نموذج منه بعد ذلك الى كل رئيس دولة والأمين العام للأمم المتحدة. وقدم الى تيموشنكو مشبك في شكل حمامة بيضاء تحمل غصن زيتون وشريطة بالوان العلم الكولومبي.
مشاركة :