محللون: روسيا تتبنى خيار «الحرب الشاملة» في سوريا

  • 9/28/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – الوكالات: تبذل روسيا أقصى طاقتها لمساعدة النظام السوري في استعادة سيطرته على مدينة حلب، انطلاقا من اعتبارها انه من الأفضل تحقيق انتصار عسكري على مواصلة المفاوضات المتعثرة مع واشنطن، وفق ما يرى محللون. ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فابريس بالانش «قررت روسيا المضي في ذلك لأنها لم تعد تؤمن بإمكانية التعاون مع الولايات المتحدة في سوريا». ويضيف: «انها الحرب الشاملة لأن موسكو لم تعد تؤمن بأن واشنطن قادرة على القيام بأي شيء في سوريا جراء عدم الرغبة وعدم القدرة». ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الروسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن إيغور سوتياغين ان موسكو «تريد القضاء على جيب رئيسي لمقاومة الفصائل المعارضة». بعد ذلك، لن يبقى من مناطق المعارضة إلا محافظة إدلب وبعض الجيوب الأخرى الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وبينها جبهة فتح الشام، على حد قوله. ويعرب الباحث المتخصص في الشؤون السورية في جامعة إدنبره توماس بييريه عن اعتقاده أن الأمر «يتعلق بمنح الأسد نصرا حاسما» و«القضاء على أي بديل من خلال حرمان المعارضة مما تعتبره عاصمتها». ويضيف «طرد الفصائل من حلب يحيلها إلى صفوف المعارضة الهامشية». ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الإستراتيجية بسام أبو عبدالله: «أصبحت روسيا أكثر قناعة برأي الحكومة السورية»، موضحا أنها سابقا «كانت تركز على الحل السياسي ودخلت في حوار مع الخليج ومع الولايات المتحدة وبلدان أخرى، لكن تبين ان هذا الأمر غير ممكن». ويرى أستاذ العلوم السياسية والباحث الروسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط الكسي مالاشينكو ان تحقيق انتصار في حلب يضع السلطات السورية في موقع قوة قبل «المفاوضات المقبلة» التي يأمل الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا استئنافها. وبحسب بالانش، «من دون حلب» لا يمكن للأسد ان يكون رئيسا قويا، مضيفا «حتى يتمكن من الحكم فعليا يحتاج إلى حلب». وحينها بإمكانه القول ان المدن الرئيسية في البلاد باتت تحت سيطرته، أي دمشق وحلب وحماة وحمص التي استعادت قواته السيطرة عليها في عام 2014. ويقول المحلل الروسي المتخصص في السياسة الخارجية فيودور لوكيانوف «يود الروس والسوريون السيطرة بالكامل على حلب وبعدها فقط التفاوض مع المعارضة»، معتبرا ان حلب «تلعب دورا محوريا». وبعيدا عن معركة حلب، يبدو ان التعاون بين موسكو ودمشق يستجيب لمصالح على المدى الطويل. ويقول مالاشينكو في هذا الصدد «لا يمكن للأسد الحصول على شيء من دون موسكو، وتدرك روسيا بدورها انها، من دون الاسد، ستُطرد من الشرق الأوسط»، مضيفا «انها صداقة قسرية». في غضون ذلك دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت يوم الثلاثاء روسيا وإيران إلى «الكف عن سياسة الازدواجية» التي تتبعانها في النزاع السوري ووقف «جرائم الحرب» التي ترتكبها دمشق. وقال آيرولت في مقابلة مع صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية ان «راعي النظام، إيران وخصوصا روسيا يجب أن ترفعا يد الاسد. عليهما الخروج من سياسة الازدواجية التي تتبعانها». وأضاف أن دمشق «تذرعت بأصغر خرق لوقف اطلاق النار الذي تم التفاوض حوله بين الولايات المتحدة وروسيا لقصف حلب بوحشية». وتابع الوزير الفرنسي ان «النظام يريد بشكل واضح إسقاط هذه المدينة الشهيدة وإجلاء جزء من سكانها المعادين للنظام ليحل محلهم آخرون موالون له». ميدانيا استعاد الجيش السوري يوم الثلاثاء احد الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب منذ عام 2012، وفق ما افاد مصدر عسكري. وقال المصدر «استعاد الجيش بالكامل السيطرة على حي الفرافرة الواقع شمال غرب قلعة حلب بعد القضاء على اعداد من الإرهابيين» لافتا إلى ان الجيش «يعمل على تفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون». وكانت الفصائل قد سيطرت على الحي في صيف 2012 اثر شنها هجوما كبيرا على المدينة في يوليو عام 2012، انتهى بسيطرتها على الأحياء الشرقية.

مشاركة :