مشروع فارسي إيراني نجح في السيطرة على العراق وسورية ولبنان ويحاول اليوم السيطرة على اليمن، وهدفه التالي هو المملكة العربية السعودية ، وما لم نواجهه ونتصدى له بطريقةٍ استراتيجية كاملة (عسكرية وسياسية وتنموية واقتصادية وإعلامية) فإنَّ اليمن سيتم تقسيمه ويصبح الشمال تحت سيطرة الحوثيين مما يهدد بإمكان تشكيل ( حزب اللات ) على حدود جنوب المملكة العربية السعودية ، وفي غياب رؤية موحدة لدول التحالف العربي ولا سيما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حول طريقة إدارة العمليات وشكل الدولة اليمنية في المستقبل تأثر سير المعارك، خاصة في ظل وجود رغبة دولية لتقسيم اليمن إلى ما كان عليه في مرحلة الوحدة وإضعاف القوة الشرعية، ويُلاحظ أنَّه كلما اقتربت قوات الشرعية من العاصمة صنعاء تحرك المبعوث الأممي - مدفوعاً - للمطالبة بالعودة إلى طاولة المفاوضات واغتال المتمردون الإنقلابيون الحوثيون حلم الشباب في ثورة 2011 في الحرية والكرامة وخانوا الثورة وتآمروا عليها رغم أنها منحتهم حرية الحركة خارج معقلهم صعدة لأول مرة، وكان لدى الحوثيين مشروعٌ للسيطرة على اليمن حتى قبل الحروب الستة مع الجيش اليمني أيام المخلوع علي عبدالله صالح عبر استعادة الفكرة الإمامية على طريقة ( ولاية الفقيه ! ) بأن يكون هناك رئيس شرعي يحكم البلاد بأوامر من الدجال عبد الملك الحوثي في كهوف صعدة ، وكان الشعب اليمني بعد مؤتمر الحوار الوطني مباشرة أمام طريقين الأول وضع مسودة الدستور والإجابة على الأسئلة الملحة الجوهرية التي تشكل مشروع ملامح اليمن الجديد الذي يستوعب الجميع، أما الطريق الثاني فهو الحرب، لكن المخلوع علي صالح و العميل عبد الملك الحوثي - بإيعاز وتحريض من النظام الفارسي الفاشي - الإيراني اختارا الحرب. ومن أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح الحوثيين وحلفائهم في تحقيق أهدافهم وجود جيش قوي تدرب خلال ستة حروب، بالإضافة إلى إرهاب المجتمع بالبطش والتنكيل وقتل قادة القبائل وتلغيم الطرقات المحيطة بالقرى المعادية، مما جعل الكثير من القبائل تتحاشى قتالهم، وكذلك استغلالهم حالة العداء الإقليمي لثورات الربيع العربي وخوف العالم من ( داعش ) حيث تعمدوا وصف أعدائهم وخصومهم السياسيين وبعض قيادات الجيش المعادية لهم ب ( الدواعش) و تحول الحوثيون إلى العمل المسلح لتحقيق أهدافهم بالتوازي مع الأحزاب السياسية، وفي عام 2001 عاد حسين الحوثي من طهران إلى اليمن بعلاقات قوية مع النظام الفارسي الإيراني بهدف تشكيل حزب على غرار ( حزب اللات ) الإرهابي الفارسي وهو ما تحقق لهم إلى حدٍّ كبيرٍ. وقد ساهمت سياسات المخلوع صالح في تعزيز الصراع التاريخي بين الملكيين والجمهوريين في شمال اليمن، بالإضافة إلى صراع آخر في الجنوب بين أنصار الوحدة ودعاة الانفصال، وصراع آخر بين الزيدية والشافعية، ناهيك عن خلافات بين الزيدية والزيدية الجارودية المتقاربة مع بلاد فارس ( إيران ) ، ويعتمد خروج اليمن من هذه الأزمة على تبني حكومة الشرعية مشروع دولة توحد جميع اليمنيين بعيداً عن الصراع الطائفي المذهبي وعدم الإكتفاء بمشروع يواجه المتمردين الإنقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح فقط، والبعد تماما عن فكرة الصراع الطائفي السني الشيعي ، وتمركز الحكومة في عدن لتكون منطلقاً لتحرير صنعاء، ووضع رؤية استراتيجية لإعادة بناء الجيش اليمني وتعزيز الأمن والاقتصاد في الأماكن المحررة، وإنهاء أزمة الثقة لدى بعض الأحزاب ، وأهم من ذلك كله قطع كل الإرتباطات والعلاقات تماماً مع النظام التوسعي الإستعماري الفارسي الإيراني ، وتقوية العلاقات الأخوية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وعودة اليمن العربي إلى الأحضان العربية بعد أن إرتمى سنواتٍ طويلةٍ في أحضان الفرس المجوس. عبدالله الهدلق
مشاركة :