نتائج «ريو» برهنت أن صناعة البطل الأولمبي ما زالت حبراً على ورق

  • 9/29/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حاوره- عصام حجو: نستأنف اليوم الحوار الذي بدأناه، أمس، مع القطب الشرقاوي يحيى عبد الكريم، الذي يسبقه تاريخه الرياضي المميز كلاعب وإداري وقيادي في نادي الشارقة، وفي حلقة اليوم نستكمل استعراض وجهة نظره بخصوص بعض قضايا اللعبة الشعبية عبر مسابقاتها ومنتخباتها، من ماضيها إلى حاضرها، والتحديات التي تنتظرها، كما نتوقف عند حصاد المشاركة في دورة ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية، التي استدعت الأسى على المحصلة بالنسبة إلى الأسوياء، ورفع القبعات للمعاقين على تألقهم المتواصل بتحقيق 7 ميداليات، وحرص عبد الكريم على توجيه رسائل معنونة عدة للوسط الرياضي، ولأندية العين الأهلي والجزيرة، بينما ركز على الدعوة لتفعيل الرياضة المدرسية، لأنها تعد أقصر الطرق لبلوغ منصات التتويج في المحافل الدولية.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: * كيف تنظر إلى مسيرة المنتخب في الفترة القادمة؟ - مع تغيير إدارة الاتحاد لم يتغير أي شيء.. الجهازان الفني والإداري كما هما، واللاعبون هم أنفسهم، وأسلوب العمل كذلك. * استوقفته، وقلت: هل كنت تتوقع حدوث أي تغيير في المنتخب مع الإدارة الجديدة؟ ورد بسرعة قائلاً: - نعم بكل تأكيد، وإذا لم يكن في الأشخاص كان من المفترض أن يكون في أسلوب العمل، ولعل هذا ما كان ينادي به الأعضاء قبل الانتخابات، وكل الناس في انتظار التأهل للمونديال، وإحراز بطولة كأس آسيا 2019، والناس كذلك تترقب تطور وتألق المنتخبات السنية، ولكن إذا كانت نفس الوجوه حاضرة ونفس طريقة وأسلوب العمل، فأعتقد أن الأمر سيكون صعباً علينا، ولكن يوجد متسع من الوقت للعمل، ولتحقيق طموحات أبناء الدولة قيادة وشعباً. وأضاف: هناك أمور تدعو للتفاؤل بمسيرة ظافرة لمنتخبنا الوطني، ولكن أحياناً ينتابني الإحساس بالقلق والخوف عندما أتابع آليات العمل التنظيمي، وأوضح أن التفاؤل مبعثه روح اللاعبين وتفاعل الجمهور والتفافه حول المنتخب، أما القلق فسببه أنه رغم فوزنا على المنتخب الياباني بأرضه ووسط جماهيره، إلا أنني لم أقتنع كما يجب، ومن وجهة نظري وسط الملعب غير فاعل في أوقات كثيرة، وغير مقتنع بتواجد بعض من اللاعبين كأساسيين، ولكن في النهاية يظل حديثي يعبر عن وجهة نظر شخصية ورأي متابع ومراقب ومشجع لمنتخب بلادي، والقرار الأخير للمدير الفني مهدي علي، لأنه هو من يدير العمل، وهو أدرى مني ومن أي أحد آخر، بعمله وفي النهاية كما أسلفت إننا ننتظر بلوغ مونديال روسيا 2018، والتتويج بكأس آسيا 2019. * يفهم من كلامك أن هناك أسماء كانت تستحق الانضمام لقائمة المنتخب؟ - نعم هناك أسماء تستحق التواجد في التشكيلة، ولا أعرف المانع لعدم ضمها، وبالطبع قد توجد أسباب فنية لا أعرفها، وأتصور أن الانضباط بمعناه الشامل هو المبدأ الأول والعنصر الرئيسي لاختيار أي لاعب للدخول إلى صفوف منتخبنا الوطني، وأكد أن مجموعة من اللاعبين الحاليين هم أفضل الأسماء مع بعض التغييرات الطفيفة بدخول بعض الأسماء، وأرى كذلك أن الجهاز الفني بقيادة المدرب مهدي علي بحاجة إلى من يساعده في الإدارة الفنية بشكل أكبر وأفضل. } وما رأيك بقرار الاتحاد الآسيوي الذي يلزم الأندية بالآسيوي الرابع على ضوء ما حدث للاعب النصر فاندرلي؟ - عندما أقر الاتحاد الآسيوي خيار (3+1 ) بالنسبة إلى الأجانب، كان الهدف تطوير اللاعب الآسيوي تطلعاً لتطوير الكرة الآسيوية بصفة عامة، ومنح اللاعب فرصة اللعب خارج بلده، ولكن للأسف تم استغلال هذه الفكرة استغلالاً سيئاً حاد بها عن هذا الهدف، وأندية الإمارات انساقت وراء ممارسات بعض الدول الآسيوية الأخرى، ولأن ما يهمنا هو أندية الإمارات، وأعتقد أننا لم نعتمد الضوابط والإجراءات السليمة كما يجب في استثمار فرصة اللاعب الآسيوي، وتسبب الآسيوي الرابع بمشاكل عدة في الموسمين الماضيين، وإذا تم التحقيق في بعض الأسماء، مثلما حدث مع فاندرلي، كنا سنكتشف مشاكل أكبر وأكثر، وأضاف: طبيعي أن تحدث مشاكل طالما الاتحاد ترك الباب مفتوحاً للأندية لتجنيس لاعبين غير آسيويين دون ضوابط وإجراءات تسجيل واضحة من جانبه، وقال عبد الكريم إن الآسيوي الرابع لم يحقق هدفه مطلقاً، وصادق عليه الاتحاد الآسيوي طالما أن الأندية الآسيوية أصبحت تجنس لاعبين من خارج القارة، ويمكن القول إنه حقق فوائد للأندية، لكنه لم يحقق شيئاً للاتحاد الآسيوي. * وما رأيك بعقوبة الاتحاد الآسيوي بحرمان النصر من مواصلة المشوار في دوري أبطال آسيا؟ - لا أملك خلفية وتفاصيل كافية عن القضية، وكنت أتمنى من الإخوة في نادي النصر إطلاع الرأي العام على الموقف بصورة أكبر وأفضل، وأنا أعرف أن الإخوة في النصر أصحاب خبرة وكفاءة في التعامل، والحمد لله النزاهة متوفرة في جميع المسؤولين والعاملين في الرياضة في الدولة، وعموماً أتمنى أن تكون مثل هذه المشكلات درساً للأندية ولاتحاد الكرة، كما أتمنى أن يضع الاتحاد آلية وأسلوباً أفضل بالنسبة إلى أنظمة التسجيل والتوثيق للاعبين بالذات. * وما رأيك في حصاد رياضة الإمارات في أولمبياد ريو دي جانيرو؟ - بصراحة توقعت ما تحقق من نتائج، لأني كنت مقتنعاً بأن ما بنيَّ على أساس غير سليم لن يأتي بنتائج سليمة ومفرحة، فصناعة البطل الأولمبي لا تحدث في يوم وليلة، فهي تحتاج إلى عمل يستمر لسنوات، وتبدأ من الصغر وتحديداً من المدارس، وفق آلية تنافسية لاكتشاف المواهب ورعايتها وليس مجرد مهرجانات واستعراضات احتفالية، أما إذا كانت الرياضة المدرسية غير مرحب بها كعامل في بناء وتأسيس الأبطال فهذا أمر آخر، خصوصاً، وأننا نملك اتحاداً للرياضة المدرسية، ولذا لنا أن نتساءل عن الفائدة منه إذا لم يقم بهذا الدور؟ والعمل في المجال الرياضي يتطلب الشغف والرغبة في الدخول والعمل، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تعمل في المجال الرياضي، وأنت أصلاً قد ابتعدت عنه أو لا تنتمي إليه؟ وقال: الدولة تزخر بكفاءات رياضية شابة متعلمة ومؤهلة، يجب أن تستغل بصورة صحيحة، وأن تمنح الثقة. وأكد يحيى عبد الكريم أن الحل يتمثل في أن تكون البداية الحقيقية من المدارس، وعبر الرياضة المدرسية، خصوصاً فيما يتعلق بالألعاب الفردية، وقال نحن نتطور في كل شيء وفي كل المجالات، ولكن للأسف نعجز عن الظهور بشكل مشرف في الرياضة الأولمبية، وقال نحن الأفضل على مستوى الدعم والبنية التحتية والمتابعة والصرف المالي لا يعد قليلاً، ولكن توجد أمور تدعو للحيرة والدهشة عندما يخرج لاعب، ويقول: لم يسمحوا لي بالسفر ورفضوا منحي لإجازة أو تفرغ، علماً بأن اللاعب الذي يقول ذلك ينضوي تحت لواء اتحاد يمتد عمره لأكثر من 45 عاماً، وقرار التفرغ مشفوع بمرسوم حكومي. وأضاف: نتوقف أحياناً عند أمور بسيطة لا يجب التوقف عندها، مثل: إجازات وتفرغ اللاعبين للإعداد والمشاركات الخارجية، مشيراً إلى أن مثل هذه الأمور من صميم عمل الاتحادات والجهات المسؤولة عن الرياضة، وتساءل ما مدى تأثير الغياب لعدد من اللاعبين عن الدوام والعمل. ويتطرق آلياً يحيى عبد الكريم إلى خيار التجنيس، ويقول: لا يوجد من يعارض فكرة التجنيس كخيار، وأنا أؤيد الفكرة والتوجه، فالعالم كله يجنس، ولكن لابد من ضوابط وأسس موضوعية ودقيقة، بحيث لا يقرها شخص ما في لحظة ما لأجل فائدة شخصية أو لدعاية انتخابية للاستمرار في إدارة اتحاده، فيجب أن تخضع العملية للدراسة من كل الجوانب، وطالما أن لدينا جاليات مقيمة عندنا وأبناء هذه الجاليات يدرسون في مدارسنا، فيجب أن ننظر لهم أولاً لنستفيد من وجودهم بيننا، فالمولود هنا الذي يعيش معنا ويدرس مع أبنائنا ويعرفنا ونعرفه سيمثلنا بروح عالية وبرغبة أكيدة وبحماس وانتماء أكبر، وقال إن مثل هذه الأمور تحتاج إلى قرارات سريعة، وتساءل ماذا فعلنا لأولمبياد 2020؟ وأضاف يجب ألا نفكر في الأولمبياد القادمة لتحقيق إنجاز وعلينا أن نبدأ في إعداد أنفسنا لأولمبياد 2024 من اليوم، وذلك بالبداية الصحيحة والتخطيط السليم وهذا لن يتحقق ما لم نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولابد من البداية الصحيحة باكتشاف المواهب عبر الرياضة المدرسية وتشكيل الاتحادات من وجوه جديدة متسلحة بالعلم والمعرفة خصوصاً من لديهم الشغف الرياضي والمؤهلات اللازمة والكافية للعمل في المجال الرياضي، ويكفينا تطبيلاً وشو إعلامي، وعلى الجهات المسؤولة تصحيح المسار الأولمبي، لأنه الواجهة الحقيقية لمردود الرياضة كل 4 سنوات.

مشاركة :