الغنوشي: التجربة التونسية أثبتت أنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية

  • 3/1/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- وكالات: أكد الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة "النهضة" التونسية، أن التجربة التونسية أثبتت للمتوجسين من تحول الربيع العربي إلى شتاء أصولي، أن تشجيع الانقلابات العسكرية، ليس هو الحل وأنه لا يخلّف إلا الفوضى، والخراب، في مقابل الحرية التي ينعم بها الشعب التونسي، الذي دافع بسلمية عن ثورته وانتقاله الديمقراطي، وتصدى للإرهابيين وكل من خطط للفوضى السياسية لإجهاض الثورة. وأوضح الغنوشي في كلمة ألقاها في مركز "كارنيجي" للدراسات في واشنطن أمس، أن التجربة التونسية أثبتت لأن كلفة تشجيع الانقلابات، والتخلي عن الربيع العربي اكبر بكثير من الصبر على الشعوب وهي تبحث عن حلول ذاتية، للخروج من أزماتها الداخلية، وتجاوز خلافاتها، وهي في الغالب نتيجة قلة خبرة نخبتها السياسية، وحاجتها إلى متسع من الوقت للتعود على الممارسة الديمقراطية بعد عقود من الاستبداد. وذكر الغنوشي أن "التجربة التونسية أثبتت للمشككين في نوايا الإسلاميين، انه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية وان ضحايا عقود من القمع والتهميش والإقصاء، لا يحملون أحقادا ورغبات في الثأر والانتقام، بل مشروعا تنويريًا حداثيًا مدنيا، جسده الدستور التونسي الذي ضمن أوسع وفاق ممكن حين تبناه 200 نائب من المجلس الوطني التأسيسي، الذي يعد 217 نائبًا أي بالأغلبية المطلقة التي تكاد ترتقي إلى مرتبة الإجماع". وأضاف: "تونس اليوم تقول للعالم ولأصدقاء الحرية، أنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية، وأن الإسلاميين يقفون في مقدمة القوى المدافعة عن حق الاختلاف والتنوع الثقافي والتعددية السياسية، وحرية الضمير، وحقوق المرأة، وكل القيم الكونية التي تؤسس مجتمع الحرية والعدالة والتنمية". وأكد الغنوشي أن "النهضة" التزمت بنفس الخط التوافقي، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الحزبية، وعدم الانزعاج من تقديم التنازلات، لتسريع كتابة الدستور، وللحفاظ على السلم الاجتماعي، ووحدة الدولة، حتى وصلوا إلى التضحية الأكبر وهي التنازل عن الحكومة، للخروج من أزمة سياسية كان من الممكن أن تعصف بالثورة، بل وبالبلاد". وأضاف: "اليوم لا يستطيع أحد أن يشكك في نوايانا الديمقراطية، وفي وواقعيتنا السياسية، وفي احترامنا لالتزامنا المدني. لا يستطيع أحد أن يزعم أن "النهضة" خرجت من الحكم، اضطرارا، وليس اختيارا، أو مناورة تكتيكية". وأكد الغنوشي أن تونس طوت صفحة صعبة من تاريخها السياسي، ووضعت قطار الديمقراطية على السكة، وأهدت العالم أول دستور لثورات الربيع العربي، وهي بذلك تؤكد نهاية عهد " الاستثناء العربي " في مجال الديمقراطية. وأضاف: "العرب والمسلمون قادرون على إقامة أنظمة حرة ديمقراطية، قادرون على التداول السلمي على السلطة، قادرون على إنجاز دساتير تقر حرية الضمير وحق الاختلاف، وتضمن حقوق المرأة، والأقليات وتحافظ على البيئة والتنمية المستديمة، وتكفل العدالة"، على حد تعبيره

مشاركة :