اتهمت منظمة العفو الدولية القوات السودانية باستخدام أسلحة كيميائية في هجمات على قرى في اقليم دارفور المضطرب تسببت بمقتل اكثر من مئتي مدني بينهم اطفال وذلك بين كانون الثاني/يناير وايلول/سبتمبر 2016. وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير نشر اليوم الخميس (29 سبتمبر / أيلول 2016) ان "الهجمات الكيميائية تمت كجزء من الحملة المكثفة للقوات الحكومية ضد متمردي حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور في منطقة جبل مره خلال الفترة من كانون الثاني/يناير وحتى ايلول/سبتمبر 2016". واوردت في تقريرها "جمع محققو منظمة العفو ادلة على استخدام متكرر لما يرجح انه اسلحة كيميائية ضد المدنيين بمن فيهم الاطفال بواسطة قوات الحكومة السودانية في واحدة من المناطق النائية باقليم دارفور خلال الاشهر الثمانية الماضية". وقدرت ان "ما بين 200 و250 شخصا قد يكونون ماتوا نتيجة لانفجار الاسلحة الكيميائية اغلبهم اطفال". وتضمن التقرير صورا لاطفال اصيبوا في الهجمات وصورا بالاقمار الصناعية لقرى دمرت ومدنيين فروا من منازلهم اضافة الى مقابلات مع خبراء اسلحة كيميائية. واكدت المنظمة ان الهجوم على جبل مره "كان جزءا من العملية العسكرية للحكومة ضد متمردي حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور التي تتهمها الحكومة بنصب الكمائن لقواتها ومهاجمة المدنيين". - "جرائم حرب" - قال مدير ابحاث الازمات في المنظمة تيرانا حسن في التقرير ان "عشرات الالاف اجبروا على الفرار من جبل مره منذ ان بدأت الحملة الجوية والارضية في كانون الثاني/يناير". واضاف "الادلة التي جمعناها موثوقة. ان النظام يشن هجمات ضد السكان المدنيين في دارفور بدون خوف من العقاب الدولي". واوضحت المنظمة ان الهجمات على جبل مره ترقى الى "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية من خلال التسبب بعمليات النزوح الكبيرة وقتل المدنيين". واكد حسن ان "القوات الحكومية استخدمت نوعا من الاسلحة الكيميائية في هجماتها على 32 قرية بجبل مره وكانت هجمات وحشية وصادمة (...) العديد من الصور الفوتوغرافية تظهر اجساد اطفال صغار مغطاة بالبثور وبعضهم لا يستطيعون التنفس ويتقيأون دما". وقالت خبيرة الاسلحة الكيميائية جنيفر كاناك في تسجيل مصور ارفقته المنظمة بالتقرير "هناك حروقا مروعة واذا لمست اي جزء من الجلد يسقط منه جزءا كبير (...) هذا يشير الى استخدام اكثر من نوع واحد من الاسلحة الكيميائية". وذكر التقرير ان "عشرات من الناجين عانوا من امراض على مدى ايام بسبب انفجار الاسلحة الكيميائية"، ونقل عن احدى النساء الناجيات برفقة طفلها "عندما تسقط القنبلة يكون هناك لهب ومن ثم ظلام ودخان. تصاب فورا بالقيء وتحس ان جلدك ليس طبيعيا". واوردت ناجية اخرى ان اطفالها "مرضوا يوم الهجوم وهم يتقيأون مذاك واصيبوا بالاسهال ولديهم سعال وباتت اجسادهم سوداء كانها اصيبت بحريق". - "ارض محروقة" - وطالبت منظمة العفو الخرطوم بالسماح لقوات حفظ السلام بالوصول إلى جبل مره. وقال حسن "ارض محروقة واغتصاب جماعي وقتل وقصف، انها الجرائم نفسها التي ارتكبت في دارفور عام 2004، والاقليم الذي تستمر فيه دورة العنف منذ اكثر من 13 عاما لم يتغير فيه شيء باستثناء توقف العالم عن مراقبة الامر". والسودان الذي تفرض عليه الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية منذ عام 1997 وتنتشر فيه قوة حفظ سلام دولية منذ 2007 هو احدى الدول الموقعة على اتفاقية حظر استخدام الاسلحة الكيميائية. واندلع القتال في اقليم دارفور بغرب البلاد عندما حملت السلاح مجموعات تنتمي الي اقليات افريقية ضد حكومة الرئيس عمر البشير عام 2003. وردا على ذلك اطلق البشير حملة عسكرية للقضاء على المتمردين. وقتل جراء النزاع 300 الف شخص وهجر 2,5 مليون اخرين وفق تقديرات الامم المتحدة. واصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق البشير العامين 2009 و 2010 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة في دارفور. من جهتها، تشدد الخرطوم على ان النزاع في دارفور انتهى.
مشاركة :