تجلس آمنة نعمان علي بائعة الفل والورد الجازاني في ركنها التراثي بالجنادرية وبجانبها حافظة مملوءة بالثلج تفتح عند الطلب يعرفها زبائنها ويأتون إليها بالاسم فهي معروفة عند كثير من رواد ذلك المكان الذي يقع جنوب القرية الشعبية. تكشف آمنة نعمان عن بضاعتها "الفل الجازاني" المغطى بالثلج والقماش وتعلل ذلك التصرف الذي يسير عليه المشتغلون بهذه التجارة بالحرص والحفاظ على رائحته وبقائها فواحة حتى تصل إلى يد الزبون الذي قد يأتي من مناطق بعيدة للحصول على هذه النوعية وتفضح عوامل الزمن التي رسمتها الأيام على تلك الأجزاء القريبة من عينيها وذلك العمر الممتد لسنوات طويلة ممزوجة بالتعب والابتسامة وتضحك مع هذا وتقف أمام الكاميرا بكل رحابة صدر وتعدل من جلستها لتظهر الصورة أجمل وتكسب بطريقتها ود الزوار وتقيم معهم علاقة أخوية تجعلهم يقبلون على الشراء دون نقاش ومفاصلة في السعر وقد تكون طريقة مبتكرة لنشر المرح. تبين آمنة أن أسعار الفل الذي تقوم ببيعه يتراوح بين20 و200 ريال ولكل نوع اسم وسعر واستخدام وأنها تتعهد بتأمين أي كمية من أي نوع من الفل عندما يطلب من زبائنها وتتفق معه على السعر مسبقا، وعندما فتحت الحافظة أخرجت مسبحة بقيمة 40 ريالا وبأسلوبها المرح شرحت طريقة استخدامها وكيف تضعها النساء بحسب مناسباتهن. وأشارت إلى أن دخلها الشهري في المناسبات والأعراس يتجاوز 20 ألف ريال وينخفض مع قلة المناسبات. تأثرت آمنة مثل غيرها من التجار بالأزمة المالية وتراجع حجم مبيعاتها لكن خبرتها العريقة والممتدة إلى أكثر من 20 عاما في هذا المجال تجعلها مقصدا أميناً عند كثيرين من محبي هذا النوع من الروائح. وتذكر آمنة أنها تستقبل بضاعتها من الفل عن طريق الطيران لنقله لموقعها في الجنادرية وترى أن هذه الطريقة هي الأنسب لنبات الفل وتعد زراعة شجر الفل والنباتات العطرية من أهم المنتجات الزراعية التي يهتم ويتنافس أبناء جازان في زراعتها والعناية بها حتى عرفت لدى كثيرين ببلد الفل والكادي وتصدر منتجاتها من هذه النباتات إلى مختلف أنحاء المملكة. يذكر أن من أهم أنواع الفل الصبياني والجازاني والعريشي ويعني أهالي جازان برعاية شجرة الفل وتقليم أوراقها وقتل الحشرات الملتصقة بها ثم تبخيرها بثمار أشجار الدوم حيث يرون فيها سلامة الشجرة وديمومة عطائها لسنوات عديدة.
مشاركة :